دخلنا قبرص والكل يعلم كيف ولما دخلنا تأملنا في الأمن والأمان والاستقرار وتأملنا بان نجد من يراعي حقوق الإنسان فينا ، نادينا ولكن لا حياة لمن تنادي لان ذنبنا الوحيد اننا فلسطينيون لا وطن لنا ولا سند .
بدأت معاناتنا في قبرص بعد ان بدأت الحكومة سياسة التهجير المعاكس معنا فلم تهتم بنا ولم تاخذ كل ملف على حدة فالسياسة واحدة والقرار قد أتخذ .
الأمور بدأت تزداد سوءا مع بداية عام 2011 حيث بدأ الامر بسحب الحمايات بحجة ((استتباب الوضع الامني في العراق)) !!! ثم اجبار الناس على مغادرة لارنكا والتوزع في المدن القبرصية الاخرى بحجة ((وجود فرص عمل)) !! واغلب الذين انتقلوا لم يستلموا المساعدات لحد الان فدائرة المساعدات في لارنكا تقول انها ارسلت الملفات ودوائر المساعدات في المدن الاخرى تقول انها لم تستلم الملفات لحد الان الا من رحم ربي ، كذلك استلامنا رسائل من دائرة الكهرباء بإلغاء التخفيض على اجور الكهرباء .
والان جاءت الصدمة الكبرى لجميع اللاجئين حيث تم في شهر واحد غلق اكثر من مائة ملف والسبب ((السفر)) !!!! ولم يعرف احد لحد الان من اصدر هذا الامر ومتى فأي جرم ارتكبناه عندما سافرنا اليس نحن من بني البشر اليس من حقنا السفر لسبب او من دون سبب أين حقوق الانسان من هذه التصرفات خصوصا ان الكثيرين كانوا قد سافروا سفرة واحدة منذ دخولهم الاراضي القبرصية غير ابهين بالعوائل والاطفال والشيوخ كما ان الكثيرين اغلقت ملفاتهم رغم عدم وجود سبب لذلك حتى انهم لم يسافروا فدائرة المساعدات تبحث عن أي سبب لغلق الملف ومن اغلق ملف لن يفتح ابدا ثانية ، ناهيك عن المعاملة السيئة جدا تجاهنا نتيجة الاعلام الموجه ضدنا بوصفنا ارهابيين وخارجين على القانون فلا احد يرغب حتى بتشغيلنا خوفنا منا الا ما نادرا ورغم ذلك يطلب منا ((ايجاد عمل والاعتماد على انفسنا)) كيف نجد عمل ولا احد يرغب بنا كيف نجد عمل ونسبة البطالة للمواطن القبرصي تزداد شهر بعد شهر .
اصبح المواطن القبرصي يكرهنا بسبب الاعلام ضدنا ولم يعد احد يرغب ببقائنا على هذه الجزيرة والحكومة اتخذتنا ورقة رابحة لها في الانتخابات البرلمانية فهي عن طريق افعالها هذه تجاهنا تحاول كسب الانتخابات البرلمانية غير مهتمين ولا مبالين بالعجز والمرضى والاطفال لغاية هذه اللحظة وغلق الملفات مستمر وسحب الحماية مستمر وإيذائنا مستمر فما ذنبنا وما هي جريمتنا ولماذا هذا العقاب الجماعي بحقنا فعندما زار عزام الاحمد قبرص اخبرنا بأنه لن يتم ترحيل أي فلسطيني وان الحكومة القبرصية تدعمنا فتفائلنا خير لكن مع الأسف الأفعال جاءت عكس الكلام تماما فالأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم ونحن في دوامة فالكثيرين غادروا البلد إما من بقي فهم على وشك التشرد وربما سنصبح مثل أهل البرازيل نبيت مع عوائلنا على الارصفة هل هذا هو المطلوب ؟؟ .
أعيد واكرر نحن غير مرغوب بنا هنا نهائيا لذلك أناشد أخواننا في كل مكان وكل قادر على إيصال أصواتنا ومعاناتنا إلى الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو حتى المنظمات الإنسانية أو حتى عن طريق الإعلام ان يوصلها قبل ان تصل بنا الأمور للمبيت على الأرصفة وفي الشوارع وان نأكل من القمامة نعم هكذا ستصبح حالنا ان لم تحل مشاكلنا .
ابو عبدالرحمن من قبرص
20/5/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"