بين جذور الماضي وأشواك الحاضر - زهير السبع

بواسطة قراءة 2205
بين جذور الماضي وأشواك الحاضر - زهير السبع
بين جذور الماضي وأشواك الحاضر - زهير السبع

وسط لحظات السكون بين ملايين الأفكار في قاموس الصمت في زحمة الحياة بين جذور الماضي وأشواك الحاضر .

بينما عيون الليل تنسج خيوطها أجنحة الظلام والسماء صافية والنجوم مضيئة والقمر متكئ على نصفه الباهت .

يشيب قلمي عن الكتابة بين أناملي المرتجفة ويعلن الحداد يذوب في صمت الفراغ موجة من الحزن غمرتني .

مشاعر من الخوف والرهبة سيطرت علي بلا شفقة شعور بالقهر يبددني اصداء حزني تملأ قلبي رائحة الهموم تفوح في مكاني كله .

الدائرة تضيق من حولي الأحلام السوداء ما زالت تلاحقني كل هذا اعتراني فترقرقت دمعة لمعت بها عيني .

خطت قطراتها بهدوء على وجنتي وبين أحزاني ودموعي  ....... تذكرتك ......  يا عراق....... !!!!
تذكرت آلامي وحزني وتعبي تذكرت أروع و أجمل الأوقات التي كانت في ظل ربوع نخيلك وعلى شوطئ انهارك دجلة والفرات ...

أأختفت تلك الأيام وأصبحت من الماضي البعيد أم انها رحلت مع أول ريح هائجه كانها كانت على موعد مستعجل مع الرحيل ... لماذا ؟؟؟ .

كل هذا حصل بلحظة و بلا مبالاة ... كأنني كنت قطعة شطرنج على رقعة أرضك ياعراق كأنني كنت على جسراً لأعبر إلى المستحيل  والآن تهدم الجسر .

وسمعت صوت يقول ( ارحل ايها الغريب ) ؟؟؟ .

فمن سيأخذني كي أتحرر من قيود أحزاني التي تركت بصماتها على أرضك ياعراق فأنا غدوت كلمات صامتة قاتلة .

لغتها الدموع هي رفيقتي ... هي صرختي التي أبكت صمتي وأبكت حياتي بكل صمت موحش .

لم أكن أرغب بالرحيل ..... لم أكن أفكر هجرانك ولكنك أنت .... من دفعني لأركب الفراق زورق الابحار لعالم الابتعاد أرغمتني على الانسحاب وبقلبي حسرة الغياب .

كانت لنا ... أيام ..... عشق ... فرح ..... وهيام ...... كانت أمسيات من ذهب ..... وقرب ...... وسلام
أنت أيها الملك من تخلى عن عرشه أنت من مزق تاج الوفاء .... بالهجر ..... واليوم يعاتبني القلب على الرحيل ماذا أبقى لك .... ماذا عمل لاسترضائك  ؟؟؟؟ دعني أرحل والجرح ينزف دعني أتمرد على قلب يحتظر وها أنا قد حزمت الأمتعة ورحلت .

لم التفت إلى الخلف أبدا و كأني أهرب من شبح قاسي مؤلم المهم اني أهرب لكنني لم أرحل من تلقاء نفسي ؟؟؟ جربت نسيانك وجربت فرقاك واحترت ما بين الوهم والاشتياق أحيانا أذكرك وأنا قصدي أنساك فأحس بك حتى في فراقي وغربتي تناديني فغدت حياتي رحيل واغتراب .

يشيب قلمي عن الكتابة بين أناملي المرتجفة ويعلن الحداد يذوب في صمت الفراغ كسرت أقلامي ومزقت دفاتري وأعلنت اعتزالي .

فأنا غارق في الحبر وفي صمت الوداع فلا بد أن تترقرق دمعة حبيسة حين تثار أسئلة بلا جواب أو عندما نحاول أن نتلمس الطريق .

فنقبض على الفراغ .... أترى أنا كنت السبب ؟؟؟؟؟؟ أم أنت من اختار لي الرحيل بدون سبب
و لكن ستشرق الشمس رغما عنها يوماً ما على حياتنا .

 

زهير السبع

23/4/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"