حوالي 4000
لاجئ دون الثامنة عشرة من العمر يُتوقع مجيئهم الى السويد، العام القادم.
منصور جاء الى
السويد من افغانستان عن طريق مهرب:
"عاملوني معاملة
سيئة. يطالبوني بدفع مبالغ كبيرة. هم يبيعون كما بضاعة، الى آخرين، من مهرب الى
آخر، ثم يطالبون بدفع مبالغ اكثر واكثر طوال الوقت"، يقول منصور، احد
اللاجئين الذين وقعوا في ما يعرف بقفص التهريب، خلال السفرة، حيث يجلس الشخص
والمهربون يطلبون منه دفع المزيد من المال، اكثر مما تم الاتفاق معهم عليه في
البدء.
منصور مشى، خلال هروبه من بلده، مع المهرب في ظلام دامس فوق الهضاب
وبين المنحدرات، حُمّل مع مائتي لاجئ آخرين في مكان للحمولة يفتقد فيه الى
الاوكسجين تقريباً، دون اكل او ماء وسافروا عدة ايام. الآن يعيش في ستوكهولم منذ
ثلاث سنوات ويدرس ليصبح سمكرياً.
مورالا مازيني، محامية من مكتب آداكتا في مالمو، تعمل مع قضايا
اللجوء، وخاصة مع اللاجئين الشباب دون سن الثمانية عشرة الذين يأتون بمفردهم، تجيب
على سؤال الاذاعة عن عدد الذين مازالوا مدانين للمهربين بعد مجيئهم الى السويد،
تجيب بالقول:
" انهم اغلبية
اكثر من اقلية. ان لامر مألوف بصورة اكبر مما يعتقد المرء".
اعداد اللاجئين
دون سن الثامنة عشرة، الذين يأتون الى السويد بمفردهم، تضاعف خلال السنوات الخمس
الاخيرة، غالبيتهم قدموا من افغانستان والصومال.
انغريد الوفسون من مكتب محاماة "اسيل بيرو" في ستوكهولم
تشير الى ان جباية المهربين للمبالغ عملية خطرة لابتزاز شاب، متضرر اصلاً:
" يجري استخدام
طرق تشبه الابتزاز، مثلا الاحتفاظ بجواز سفر الشخص، او وثائق رسمية اخرى، يمكن ان
تكون مهمة للشخص لإبرازها لمصلحة الهجرة، خلال عملية اللجوء. المهرب يحتفظ بهذه
الاشياء من اجل الضغط على الشخص ليدفع الجزء الاخير من مبلغ التهريب". تقول
انغريد اليفسون وموراله مازيني قلقة من تبعات ديون الشباب للمهربين:
" عندما يترك
هؤلاء بلدانهم الاصل، يتركون البلد لانهم يشعرون بالخوف من شيء. وهذا الخوف يبنى
على اساس ان شخصاً يلاحقهم حتى هنا في السويد. هذا الشيء يتراكم ويقود، في عديد من
المرات الى ان يلجأ الطفل الى مركز الرعاية النفسية الخاصة بالاطفال والشباب، او
التحدث مع مرشد اجتماعي، وهكذا".
تقول مازيني
وتجيب على سؤال حول امكانية ان يقع البعض في خطر ممارسة الدعارة من اجل تسديد
المبالغ الى مهرب البشر؟، تجيب بالقول نعم:
"هذا يحدث. ليست
ثمة معاملة انسانية يحصلون عليها من المهربين. ليس هناك طفل يشعر انه بحالة
جيدة". واللاجئ الشاب منصور من افغانستان، ورغم انه جاء الى السويد، قبل ثلاث
سنوات، لا يشعر بالأمان. رغم ان المحامين يحاولون التوضيح بأن القضاء السويدي
يساعد كل من يتعرض الى اذى، وهذا يشمل محاكم الهجرة ايضا:
" انهم يراقبون،
لديهم شبكة. يعرفون اين تكون. انا شخصياً ما زلت، على كل حال، خائفاً"، يقول
منصور، مواصلا القول من انه "لو بدرت منه حماقة ما، فأنهم سيجدونه".
المصدر : راديو السويد باللغة العربية – أرابيسكا
26/11/2013