العراق قتلتنا مرة وقبرص قتلتنا الف مرة - إبراهيم محمد زياد

بواسطة قراءة 2179
العراق قتلتنا مرة وقبرص قتلتنا الف مرة - إبراهيم محمد زياد
العراق قتلتنا مرة وقبرص قتلتنا الف مرة - إبراهيم محمد زياد

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين .

اما بعد اخوتي الكرام لا يخفى عن احدنا كيف اننا بعنا كل ما نملك وفقدنا كل ماهو غالي ونفيس فارين بأرواحنا من القتل المباشر على الهوية مجازفين بكل ما نملك كي نعطيها ثمن خلاصنا لمن يقومون بإيصالنا الى حيث نظن انه الأمن والامان او الشعور بهما لكننا هربنا من تهديد واحد الا وهو القتل في العراق لكننا فوجئنا بالف تهديد ينتظرنا في قبرص .

التهديد الاول هوان اهدد كل يوم بسحب الحمايات والغاء اللجوء والترحيل القسري والطرد الى حيث لا ننتمي وحيث نقتل على الهوية ما اصعبه من تهديد معنوي حيث يشعر الشخص بعدم الامان حيث يفترض به انه جاء لكي يعيش في امان او يشعر بالامان فقد فقدنا هذا الامان هنا في قبرص حيث الكل مهدد هنا بهذا التهديد فبعد ان سحبوا منا الحمايات والاقامات بحجج واهية غايتها الخلاص منا اصبحنا لاجئين غير شرعيين قانونا وعرضة للترحيل القسري متى شاءوا مضيقين علينا الخناق بلا رحمة .

التهديد الثاني قطع المعونة وسبل العيش وهو تهديد مادي ومعنوي حيث كل يوم تقطع المعونة والمساعدات عن أهلنا في قبرص بغض النضر عن الاضرار والانتهاكات الانسانية وما سيصيب العوائل من خلال عدم قدرتهم على شراء الطعام والغذاء للأطفال وعدم استطاعة احدنا ان يسدد فواتير الايجار والماء والكهرباء والضرائب التي تدفع كل يوم من اجل مقاومات الحياة اليومية لا ينظرون الى هذا الجانب الانساني بتاتا حين يقومون بقطع المعونة عن أبناء شعبنا المظلوم في قبرص .

التهديد الثالث لا يوجد عمل ان العمل للاكتفاء الذاتي دون الحاجة الى معونة هو امر شبه مستحيل لان العمل شبه معدوم في وسط نسبة دوامة القرارات التعسفية من خلال سحب الاوراق الشرعية للاجئين فانه يمنع من العمل في اي مجال ما حتى لو كان عملا وضيع وتحت وطأة الاعلام المحرض الذي شوه صورتنا امام الشعب القبرصي أصبحنا ممن يرفض ارباب العمل التعاطف معنا او تشغيلنا وايضا نسبة البطالة المرتفعة وازدياد عدد المهاجرين الأسيويين والذين يعملون باقل من الاجور المستحقة بتنا فاقدين الامل في ان نمنح فرصة العمل من اجل العيش بكرامة .

التهديد الرابع الخوف من المستقبل اننا في جزيرة قبرص مجهولين المستقبل لا يعلم احدنا ماذا سيحل به غدا فكل يوم يمر علينا هو اسوء مما يليه والقرارات التي اتخذت بحقنا كلها قرارات تعسفية ظالمة من خلال حرب الاعلام والحرب النفسية والضغوط المسلطة وتزهيق العيش والتمييز العنصري في دوائر الدولة وحتى ان التمييز وصل الى الشارع  وظهور منظمات واحزاب عنصرية ترفض تواجدنا والكل هنا يذب سخطه علينا دون باقي الجاليات جعلنا عرضه للاضطهاد العرقي والطائفي في المستقبل والحكومة تؤيد تلك الامور وتشجع على اقامة فجوات ومشاكل بين الشعب القبرصي والفلسطيني المضطهد كي يتسنى لها العمل على ترحيلنا وتعذيبنا ومعاقبتنا كما تشاء تحت غطاء قانوني مبتدع وغياب المنظمات الانسانية اصبحت تنتهك حقوقنا وتهددنا كما تشاء دون رأفة او رحمة او إنسانية عكس ما تقوله شعاراتهم الانسانية في الدفاع عن حقوق الانسان حيث ان الحقيقة هي انتهاك لحقوق الانسان وتدميره .

التهديد الخامس عدم الانصاف في التعامل حيث ان الفلسطيني هنا هو اكثر عرضه للتهديد بقطع المعونة وسحب اوراق الاقامة والطرد والظلم دون باقي الجاليات المتواجدة هنا في قبرص علما ان لكل جالية وطن يحميها وحكومة تسندها وارض تعود اليه الا نحن مجردين من كل تلك الصفات التي يحملها اي مواطن على وجه الارض .

التهديد السادس الاعتقال والحبس ان اي مهاجر في غير موطنه يشعر بمرارة هذا التهديد خاصة واننا لا نملك اوراق رسمية تحمينا مثل هوية او ورقة حماية واذا اعطوها لقلة منا فقد سحبت او لم تمنح لاغلبية ابناء شعبنا في قبرص فلا يحق لنا حتى ان نمنح اجازة سوق او كارت تامين صحي او شهادات علمية للعمل واذا منحونا اياها فانهم يعطونا اياها بعد عناء طويل ورحلة شاقة في دوائر الدولة ومؤسساتها مرورا بقرارات مزهقة ومحبطة للحصول على احدى هذه الاوراق ولا تمنح بصوره دائمية بل بصوره مؤقتة فمعظمنا يحتاجون الى تلك الاوراق كي يدرسو او يقودو سياراتهم او يعملو بصوره قانونية لكنهم لا يستطيعون ذلك فكلنا عرضة للحبس او الاعتقال لكثير من الاسباب التي لا تعد ولا تحصى .

التهديد السابع لا يسمح لنا بالمطالبة بحقوقنا او الاحتجاج او الاعتراض على ظلم ما او قرار جائر اتخذ بحقنا جور وبهتانا فاذا سمحوا لنا بذلك فانهم سيعاقبون كل من شارك ولم يشارك بتلك المسيرة او الاعتصام او الاحتجاج وعقوبة جماعية تشمل الصغير قبل الكبير دون رأفة او رحمة وان تم الاحتجاج امام مبنى او مؤسسة ما فانهم يدسون فيها عميل او اكثر بغية افشاله او احباط المعنويات وقد نجحوا بذالك كثيرا من خلال التجارب السابقة التي قام بها ابناء جاليتنا من اجل المطالبة بحق ما وللعلم ان دوائر ومؤسسات حقوق الانسان هنا في قبرص تحكمها الحكومة القبرصية وتسيطر على تلك المؤسسات والدوائر بنفوذها وبذلك فان اصوات الظلم والاحتجاج لا تصل الى مسامع احد من المسؤولين .

التهديد الثامن التحريض الاعلامي  الموجه ضدنا وتشويه صورتنا كي يرفضنا اي شعب او مجتمع ما او منظمة إنسانية وعدم التعاطف مع قضايانا او ايصالها الى الاعلام العام وانهم يسيطرون على هذا الجانب سيطرة تامة اذ انهم يغطون مساوء اخطائهم بحقنا وما يقومون به من ظلم تجاهنا ويبرزون مساوئنا الى العالم ويتهموننا في صميم شرفنا وكرامتنا حيث ادعوا امام شعبهم والعالم باننا شعب ارهابي وشعب فوضوي وشعب لا يحترم القانون وشعب لا يستحق الحياة ونجحوا في تشويه صورتنا امام مجتمعهم المحلي والمجتمع الدولي .

اخوتي الكرام لا يسعني ان اعدد التهديدات التي يتعرض لها اخوتكم وابناء شعبكم المضطهد المظلوم في قبرص كل يوم فما اصعب ان تستيقض كل يوم ولا يوجد في جيبك مال لتشتري به قوت لاطفالك وعائلتك ويدق عليك المؤجر كل يوم الف مرة يطلب منك ان تسدد ديونك ويطلب منك المغادرة والرحيل وتفتح صندوق بريدك لتجد ان الفواتير كلها تطالب منك التسديد او سيقطعون عنك الماء والكهرباء والضرائب ان لم تسدد فانك ستحبس وعندما تخرج الى الشارع باحثا عن عمل فلا يقبلونك لانك فلسطيني بلا هوية بلا اوراق ولانهم قد شوهوا سمعتك وصورتك وضيقوا عليك الخناق فتذهب الى احد ليعينك من اصدقائك او اقاربك فتجده يعاني متل ما تعاني فكل الابواب مسدودة الا باب العودة الى العراق هو خيارك الوحيد حيث لم يبقى لك هنالك بيت او مال ليعينك او عائلتك واغلب اهلنا فروا من العراق فمن سنجد بانتظارنا غير الموت هنالك فنحن هنا امام خيارين اما الموت او الموت والله على القوم الظالمين .

 

اخوكم

ابراهيم محمد زياد

1/6/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"