كان السلطان عبدالحميد الثاني يدرك تماماً حجم
الخطر اليهودي، وكانت تصله أخبار الجماعات اليهودية، وكيفية دخولها فلسطين مستخدمة
أساليبها المعروفة، ويذكر د.احمد النعيمي إنه كانت تمارس على السلطان عبدالحميد
الثاني الكثير من الضغوط الداخلية والخارجية ولكنه اعلن صراحة في 28حزيران/يونيو
1891م قائلاً (ليس من الجائز أن نسمح قبول اليهود في الدولة العثمانية لأنهم طردوا
من كل مكان، لأن قبولهم يعني بأن هؤلاء سوف يكّونون حكومة يهودية في القدس، وما
دامت هناك فكرة لإرسال هؤلاء إلى الولايات المتحدة، فمن باب اولى ارسالهم بواسطة
السفن مباشرة).
وهنا لا بد من الاشارة إلى أن الافكار والمقترحات
التي كانت تتردد من قبل اليهود بأمكان ارسال اليهود إلى أميركا أو الأرجنتين أو
العراق، إنما كان القصد منها ذر الرماد في العيون من خلال الآتي :
اولاً: أن ذلك الطرح يؤكد أن اليهود يسعون إلى
الاستقـرار فـي أي مكان كان، وليس القصد من سعيهم هو السيطرة على الأراضي المقدسة
في فلسطين، ومن هنا يشعر المتلقي لتلك الطروحات أن اليهود يعيشون مأساة حقيقية،
بسبب ما تعرضوا له من اضطهاد مزعوم في اغلب دول العالم. وهكذا يقدمون أنفسهم
وكأنهم مجموعة من المشتتين الضائعين الذين يبحثون بأمن وسلام عن اية بقعة توفر لهم
الحياة البسيطة.!!
ثانياً : أن اشاعة ذلك الأمر، سيخفف ـ حسب
اعتقادهم ـ من حذر السلطة العثمانية ويقلل من شكوك وقلق السلطان عبدالحميد الثاني
ومعه جمهرة المسلمين، الذين بدأوا يحذرون من اخطار اليهود، وهذا ما يساعدهم على
تنفيذ مخططاتهم السرية التي كانت جارية على قدم وساق وبالأخص مسألة الهجرة إلى
فلسطين.
وليد الزبيدي [email protected]
المصدر : شبكة أخبار العراق
28/12/2013