كم هو صعب سؤال النفس لذاتها ,, وكم هو مرُ أن تحاور الذات نفسها ؟؟ مالك يا هذا أراك مترنحاً ,, ويخال ألي كأنك ستهوي على وجهك ؟؟ ترى ما لذي أصابك يا هذا فجعلك تشيح
بوجهك عني ,, وقد علت الصفرة محياك ,, أراك لا تريد حتى النظر ألي ,, وكأني بت غريبا عنك ؟؟ ألم نكن حتى الأمس يبث كل منا للآخر بعض همه ,, هل أصبحنا الأن غرباء ,, يا صاحبي لم أعد أحتمل أغتراباً على غربتي ؟؟ ولا بعداً عما أبعدت عنهم قصراً .
قل لي بربك ما أصابك ؟؟ ما حل بك ؟؟ ما هو الذي حال الأن بيني وبينك ؟؟ هات وألقي كل ما حوت روحك ,, وأطرح جميع ما فاضت به نفسك ؟؟ لا تخشى شيئاً فلن أبوح بسرك ,, فأنا ما زلت أنت ؟؟ وأنت ما زلت أنا ؟؟ فهات ما عندك ؟؟ ولا تهب شيئاً ما دمت أنا وأنت نؤمن بربي وربك ؟؟؟
فلسطيني أنت ,, مالك أن تحزن ؟؟ فلسطيني أنت ,, ممنوع عليك أن تدمع ؟؟ فلسطيني أنت ,, غير مسموح لك أنت تشكو ؟؟ فلسطيني أنت ,, حذاري يوماً أن تتألم ؟؟
فلسطيني أنت ,, نصيبك الصفعة تلو الصفعة ؟؟ فلسطيني أنت لك مع كل صفعة ركلة ؟؟ فلسطيني أنت ,, حذاري أن تهوي على وجهك ؟؟ فقدرك الصمود ؟؟ فلسطيني أنت ,, أن شئت الموت عليك كالأشجار واقفاً أن تموت ؟؟
فلسطيني أنت ,, ماذا يعني وأن مات أباك ؟؟ فلسطيني أنت أياك أن تبكي وأن فقدت أمك ؟؟ فلسطيني أنت ,, قتل أخاك ليس جرما ؟؟ وشج رأس أختك هي مزحة عليك أن تتبسم بوجه دمها ودمك ؟؟
فلسطيني أنت ,, وأن خطفت أو أعتقلت أو روعت أنت وصغارك صباحاً مساءً ؟؟ فأياك ثم أياك أن تعلو الصفرة وجهك ؟؟ فلسطيني أنت ,, مد يدك لتصفع بها وجه أبنك أن نظر قرفاً لهؤلاء الزائرين رغم عنه عنك ؟؟
فلسطيني أنت ,, لما الحيرة تعلو وجهك ؟؟ فلسطيني أنت ,, إياك أن تصرخ ؟؟ أن يعلو صوتك ؟؟ أو تهمس سراً بين بينك ؟؟ فلسطيني أنت ,, الصحراء منزلك ؟؟ والخيمة كفنك ؟؟ فلسطيني أنت ,, مبروك عليك أذ أضافوا على غربتك غربة ؟؟ فلسطيني أنت ,, ها هم حققوا لك حلمك ؟؟ أربعون بلداً وزعوا لك فيها لحمك ؟؟
فلسطيني أنت ,, احتملت ما أحتملت ؟؟ وظهرك بعد لم ينحني ؟؟فلسطيني أنت ,, لما كل هذا الشموخ يلعو جبينك ؟؟ فلسطيني أنت ,, لن نكف يوماً عنك ؟؟ فلسطيني أنت ,, شئت أم أبيت ؟؟ رفضت أو قبلت ؟؟ سنبقى نحاصرك ؟؟ نطاردك ؟؟ نعدوا خلفك وأمامك ؟؟ لن نكف عنك ؟؟
إن كنت تعلم كل هذا ؟؟ وتعرف كل ذلك ؟؟ أذاً لما أنت عليه من حزن ؟؟ ما ألذي يحزنك ؟؟ ماذا يعني أن تتلقى صوت أبنتك ؟؟ ماذا يعني أن تحسها وكأنها باتت تكبرك ؟؟ وما الغرابة حين تسمع نشيجها ونحيبها وبكائها ؟؟ ما الضرر وأن كان الذي يفصل بينها وبينك سوى 23 ساعة طيران متواصلة ؟؟ ساعة وأحدة أخرى فتصبح أنت وهي خارج خارطة الأزمان ؟؟ مد يدك عبر الهاتف لعلك تلامس خدها المبتل بدمعها ؟؟ أدفع بصدرك عبر الهاتف كي تضم صدرها الى صدرك ؟؟ أو أصمت قليلاً لتفهم ما تقوله لك ؟؟ أو تعي بما ستخبرك ؟؟
أبي أبي ؟؟ آه يا أبي ؟؟ أبنتك ترملت يأبي ؟؟ لحظتها تذكرت يوم مولدها ؟؟ ورأيتها وهي تحبو ,, تقف تمشي ,, تعدو نحو مدرستها في الصف الأول ,, رأيتها وهي بثوب عرسها يوم زفافها ؟؟ وعز عليك الأن أن تكون بقربها ,, حرام عليك الأن ضمها الى قلبك ؟؟ ممنوع عليك أن تراها بثوبها الأسود وصغارها من حولها وحولك ؟؟ ..
يا أيها الفلسطيني .. إياك إياك أن تذرف دمعة ؟؟ وحذاري حذاري أن تبكي ؟؟ وأن ترملت في عز شبابها أبنتك ؟؟ وحتى لو كان زوجها هو أبن شقيقتك ؟؟ ولا فرق أن كان في حضنها أربعة من أبنائها أو أكثر أو أقل ؟؟ فالموت هادم اللذات لا أكثر ولا أقل ؟؟ وأرمي بحمولتك على خالقك عز وجل ,, فالعمر يمضي بك يا أيها الفلسطيني ,, لا الدمع يجدي ولا الأهات تنفع ولا السؤال لغير ربك سيأتي لك بالحل .. فلك بنيتي ولي ولكل أهلنا وعشيرنا رب كريم ,, برحمته يوما عنا نحن فلسطينينو العراق فلن ينسانا ...
بقلم / جمال أبو النسب
الولايات المتحدة الأمريكية / كاليفورنيا
3/5/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"