عمار الحكيم : الفلسطينيين في العراق تعرضوا لبعض الضغوط نتيجة مواقفهم السابقة واصطفافهم مع النظام السابق والسيستاني حفظ الفلسطينيين في العراق بفتوى تحريم استهدافهم وملاحقتهم

بواسطة قراءة 6206
عمار الحكيم : الفلسطينيين في العراق تعرضوا لبعض الضغوط نتيجة مواقفهم السابقة واصطفافهم مع النظام السابق والسيستاني حفظ الفلسطينيين في العراق بفتوى تحريم استهدافهم وملاحقتهم
عمار الحكيم : الفلسطينيين في العراق تعرضوا لبعض الضغوط نتيجة مواقفهم السابقة واصطفافهم مع النظام السابق والسيستاني حفظ الفلسطينيين في العراق بفتوى تحريم استهدافهم وملاحقتهم

 

في الأمسية الرمضانية التاسعة عشر .. "السيد" عمار الحكيم : المرجعيات الدينية كانت ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني

بسم الله الرحمن الرحيم


كلما حلت علينا العشرة الأخيرة وكلما اقتربنا من الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كلما استذكرنا محطة مهمة من محطات مسؤوليتنا على البعد الاسلامي ، نعم ما صنع وفعل "إمام الأمة الراحل الإمام الخميني (قده)" حينما دعا لتكون آخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس واستذكارا للقضية الفلسطينية ، هذه القضية الاساسية والمحورية وهو القضية الاولى بين المسلمين هي قضية الإسلام والمسلمين ، الشعوب تتعرض الى هزات ونكبات والى تحديات ولكن التحدي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني مختلف عن كل هذه التحديات نحن في العراق استهدفنا في الماضي ونستهدف اليوم من قبل "الارهاب" ولكن لا احد يشك في عروبتنا او في قومياتنا الاخرى الكريمة في بلادنا ، لا احد يستهدف اسلامنا الهوية الإسلامية والقومية محفوظة وهكذا في الشعوب الاخرى ، الهوية محفوظة والصراع السياسي أو صراع ارادات او صراع وجود لتغييب تيارات او تغييب جماعات لكن الصراع في فلسطين صراع على الهوية ، الهوية مستهدفة يراد تغييبها يراد تمييعها واقصاءها وابعادها ولذلك كانت قضية فلسطين القضية الاساسية والاولى بين المسلمين مهما تعمقت جراحهم في قضاياهم الخاصة الا ان قضية فلسطين تبقى هي القضية الاولى ومحط اهتمام ، وفي آخر جمعة من رمضان وفي اجواء ليلة القدر التي يقدر فيها للانسان الفرد والجماعة والشعوب والامم مصيرها نقف ونحتفل بهذا المناسبة ونستذكر دور وموقع فلسطين في مجمل اولوياتنا واهتماماتنا الإسلامية ، على هذه الخلفية نجد ان المرجعيات الدينية دوما في تاريخ طويل منذ بداية الصراع الفلسطيني مع العدو الصهيوني والى يومنا الحاضر كانت المرجعيات الدينية واقفة ومصطفة مع الشعب الفلسطيني ومستنكرة ومنددة بالكيان الصهيوني وبمخططاته الخبيثة في استهداف الهوية الإسلامية لابناء هذا الشعب الكريم ، في هذه الليلة نحاول ان نستعرض عددا من مواقف "المراجع العظام" بشان فلسطين والقضية الفلسطينية لنعرف انها قضية ممتدة منذ اكثر من 50 عاما منذ بدأت الازمة في فلسطين ومنذ ذلك الحين نجد ان "المرجعيات" تسجل المواقف واحدة تلو الأخرى ، بدءا منذ "المرجع الكبير الإمام محمد حسين كاشف الغطاء" والذهاب بشخصه في مؤتمر القدس وحضر ليشجع ويدعم المطالب الحقة والمشروعة للشعب الفلسطيني .

مرجعية "الإمام" محسن الحكيم تميزت بعدد مهم من المواقف غير المسبوقة في نصرة الشعب الفلسطيني ..

-- لاحظنا ايفاد وفد كبير من قبل "الإمام" الحكيم ومن شخصيات مهمة الى عدد من الدول بعد حرب 1967 ايفاده لوفد مهم من علماء من شخصيات الى عدد من الدول الإسلامية ومنها ايران وتركيا وباكستان وافغانستان واندونيسيا وسنغافورة وغيرها للتباحث حول قضية فلسطين ولما ينبغي فعله في تلك الظروف الصعبة .

-- "الإمام" الحكيم كان اول من أفتى بجواز "العمل الجهادي الاستشهادي العسكري" في مواجهة الكيان الصهيوني قال ان هذا يجوز بل يجب مع توفر الشروط المطلوبة .

-- "والامام" كان اول من أجاز دفع الزكوات الحقوق الشرعية لدعم القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني وسنقرأ بعض النصوص حتى نكون في الاجواء كم كانت "المرجعية الدينية" في "النجف الاشرف" متطورة ومتقدمة في تلك الظروف الصعبة قبل خمسون عام لكن نظرتها وبصيرتها ورؤيتها الواسعة .

-- ايضا نجد مخاطبات بين "الإمام" الحكيم ورئيس الجمهورية العراقية آنذاك عبدالرحمن عارف ، بين "الإمام" الحكيم وبين رئيس جمهورية مصر جمال عبدالناصر ، ورسائل "للامام" الحكيم فيها تحذير شديدة لشاه ايران آنذاك واستنكار لاعتراف ايران الشاه بالكيان الصهيوني والتعامل معه وفتح سفارة له في طهران .

-- مراسلات مع الامم المتحدة وكانت تسمى آنذاك بعصبة الامم كان هناك مراسلات "للامام" الحكيم فيما يخص هذا الشان .

-- شخصيات دولية شيخ الازهر محمود شلتوت وغيره الكثير من المخاطبات والمراسلات والبيانات التي اصدرها "الإمام" الحكيم في نصرة القضية الفلسطينية وتباحث مع هذه الاطراف .

-- استدعاء السفير الايراني في بغداد الى النجف لايصال رسالة تحذير شديدة حول هذا الموضوع.

-- ارسال العديد من الكلمات لمؤتمرات دولية وإسلامية حصلت حول القضية الفلسطينية كان يرسل بيانات وكلمات الى هذه المؤتمرات ولم يكن معهودا "للمرجعية الدينية" الحضور بكلمات في مثل هكذا مؤتمرات ولكن نتيجة للاهتمام .

-- اقامة العديد من المؤتمرات في جامع براثا في بغداد و"مجالس الفاتحة على ارواح الشهداء" الفلسطينيين في جامع الهندي في "النجف الاشرف" من قبل "الإمام" الحكيم .

-- وهكذا استقبال العديد من القيادات الفلسطينية كياسر عرفات وغيره آنذاك للتباحث معهم في بيان أهمية الموقف تجاه فلسطين ونصرة ودعم القضية الفلسطينية .

مواقف "الإمام" الخوئي ..

ايضا في عهد "الامام" الخوئي وجدنا هذا الامر يتكرر ويتعزز ، فتوى بجواز دفع الحقوق الشرعية لدعم القضية الفلسطينية وتأييد ومباركة للعمل العسكري والفدائي الفلسطيني لمواجهة العدو "الإسرائيلي" ومباركة التطوع والانخراط في المنظمات المسلحة الفلسطينية مع توفر الشروط لمواجهة العدو "الإسرائيلي" .

 مواقف "الإمام" الخميني و"السيد" الخامنئي

ولكن هذه العملية في الاداء المرجعي بلغت ذروتها على عهد "الإمام الخميني (قده)" ومن بعده "الإمام" الخامنئي في ظل "دولة الاسلام الكبيرة" وجعل "الإمام" الخميني اولى اولوياته في السياسة الخارجية قضية فلسطين ومنذ اكثر منذ ثلاثة عقود وقضية فلسطين هي القضية الحاضرة والاولى في السياسة الخارجية لايران ما "للجمهورية الإسلامية الايرانية" من تاثير في العالم الإسلامي عموما  ، تبني قضية فلسطين ليس فقط على مستوى الشعار وانما على مستوى الدعم والاسناد على كافة الصعد المتاحة جعلت قضية فلسطين قضية حية متحركة في ضمير الامة وهذا ما لاحظناه خلال هذه الفترة .

مواقف "الشهيد" الصدر ..

ايضا نجد المواقف الواضحة "للامام الشهيد" الصدر في هذا الموضوع ، اصدار العديد من بيانات الشجب والاستنكار في مجازر وجرائم تحققت من قبل الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني ، الفتاوى التي اصدرها "الإمام" الصدر في وجوب وليس استحباب وفي وجوب نصرة الشعب الفلسطيني ، ايضا كانت فلسطين حاضرة في خطب "الشهيد الصدر" في بياناته دوما يذكر فلسطين ويتحدث عن فلسطين وهكذا الاستنكار المعروف في تهويد القدس ومساعي الكيان الصهيوني لجعل القدس يهودية وابعاد المسلمين منذ بداية حملة التهويد كان الإمام "الشهيد الصدر" له مواقف واضحة وصريحة .

مواقف "الإمام" السيستاني تجاه القضية الفلسطينية ..

وصولا "للامام السيستاني (أدام الله ظله الوارف)" فنجد الدعم والاسناد للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني والجاليات الفلسطينية البعيدة عن وطنها ، الفتوى الشهيرة لتحريم استهداف الفلسطينيين في العراق والذين كانوا يتعرضون لبعض الضغوط نتيجة مواقفهم السابقة واصطفافهم مع النظام السابق او بعض منهم كان هناك انطباعات معينة وضغوط تعرضوا لها اصدر الإمام السيستاني فتوى حرم فيها ملاحقة الفلسطينيين في العراق وحفظ الفلسطينيين في العراق بهذه الفتوى ، ايضا حينما اشيع خبر ان هناك عقارات واراضي تستملك من يهود صهاينة في العراق اصدر فتواه الشهيرة وحرم بيع الارض لمثل هذه الأوساط ، بيانه الاستنكاري حول الاعتداءات الصهيونية في مخيم جنين ، بيانه لادانة "استشهاد" الشيخ احمد ياسين ، بيانه للاعتداءات الصهيونية في غزة الى غير ذلك مما يؤكد ان هذا مسار عام مواقف صلبة وواضحة في نصرة فلسطين والقضية الفلسطينية .


نصوص وبيانات "الإمام" الحكيم بخصوص القضية الفلسطينية ..

هذه بعض النصوص والبيانات او الرسائل التي ارسلت من قبل "الإمام" الحكيم في هذا الموضوع لنجد كيف ان هذا القضية تحوز على اهمية كبيرة منذ ذلك الحين ، خمسون عام و"المرجعية" لها هذا الاهتمام الكبير ، يصدر "الإمام" الحكيم في التاسع من جمادى الآخرة سنة 1489 هجرية يقول فيه " لقد روع العالم الإسلامي واهتز ازاء انباء الجريمة المنكرة التي قامت بها "إسرائيل" وخططت لها منذ مدة وهي جريمة احراق المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وموطئ الانبياء والمرسلين وبالرغم من ان هذه الجريمة الشنعاء كانت من أفظع الجرائم التي اقترفتها "الإسرائيليون" في تاريخهم الاسود الحافل بقتل الانبياء والاولياء وهتك الحرمات واهانة المقدسات فان هذه الجريمة ليست شيئا غريبا على طبيعة "إسرائيل" العدوانية ووجودها غير المشروع في قلب العالم الإسلامي " "الإمام" الحكيم لا يرى اية مشروعية "لإسرائيل" في هذه المنطقة ، لا شرعية للكيان الصهيوني " " كما ان ذلك ليس بعيدا عن المخططات الاجرامية التي رسمتها القوى الكافرة من الغرب والشرق التي تساند "إسرائيل" وتصر على وجودها " هنا يشير الإمام الحكيم الى الغطاء الدولي الذي تمتع به هذا الكيان الصهيوني في غصب بلاد المسلمين " وتشير هذه الماساة الى ان العدو "الإسرائيلي" حينما يقوم الغاصب باعمال جنونية كاحراق المسجد الاقصى هذا دليل يشعر نفسه معزول " والتمكن من إخضاع الأمة الإسلامية لمخططاته واهدافه ما دام لهذه الأمة دين يجمع قلوبها ويوحد كلمتها حول شعار لا اله إلا الله وما دام في أراضيها بيت من بيوت الله يدعو المسلمين الى الاخذ بحقوقهم ويستصرخهم لانقاذه من أيدي الصهاينة المعتدين واتجاه المآسي التي تعانيها الارض المقدسة لا يسعنا الا ان نضع المسلمين امام مسؤولياتهم الدينية " اذا لا نقول ان قضية فلسطين تخص الشعب الفلسطيني هذه قضية تخص المسلمين جميعا والعالم الإسلامي يتحمل مسؤوليته "المرجعية" تضع الجميع امام مسؤولياتهم " وندعوهم جميعا ان يجمعوا صفوفهم ويتركوا خلافاتهم ويجندوا كل طاقاتهم وامكاناتهم من اجل تحرير المسجد الاقصى وانقاذ الاماكن المقدسة من ايدي المعتدين "الإسرائيليين" " دعوة للتضامن ووحدة الصف دعوة لان نكبر على الخلافات ونكون صفا واحدا لمواجهة العدو الصهيوني واستعادة الأراضي الإسلامية الفلسطينية في هذا البلد الكريم الطاهر " وبهذا الصدد يجدر بالمسلمين ان يدركوا ان وسيلتهم الوحيدة لاستعادة كرامتهم واستنقاذ حقوقهم والدفاع عن مقدساتهم انما هي التمسك بتعاليم دينهم الحنيف والاخذ باحكامه الخالدة ورفض كل الافكار الضالة والمبادئ الملحدة الوافدة من الشرق والغرب  " أيها المسلمون ما دمتم متمسكون بمبادئكم فالمبدأ الإسلامي يقول الدفاع عن الهوية والعقيدة وما ان يحصل الغزو الثقافي والفكري الدخيل للغرب في بلاد المسلمين حتى تبدأ حالة التمييع وتضيع كل هذه الحقوق والمكتسبات " والمبادئ الملحدة الوافدة من الشرق والغرب التي ما تزال تتقاذفهم وتمزق كيانهم ووجودهم وان يواصلوا العمل الجاد من اجل توفير عناصر القوة والنصر لمعركتهم المصيرية التي تهدد كيانهم  " "الإمام" الحكيم يرى ان معركة فلسطين تهدد الكيان  تستهدف الكيان تستهدف الهوية للشعب الفلسطيني " ومن دون ذلك فليس على المسلمين الا ان ينتظروا المزيد من العدوان والدمار والتنكيل والارهاب " غريب "الإمام" الحكيم قبل 50 سنة يستخدم مفردة الارهاب بحق الكيان الصهيوني لعله اول من عبر عن "إسرائيل" بانها كيان ارهابي ، اول استخدام لهذا المصطلح كان من قبل "الإمام" الحكيم في ذلك التاريخ " من اليهود الصهاينة والقوى الكافرة التي تحمي وجودهم وتشجعهم على ارتكاب المظالم والمآثم " ترون هذه النظرة العميقة استشراف المستقبل اليوم بعد 50 سنة نقرأه وكانه بيان صادر اليوم لنا كل الخيوط توضحت  كل المؤامرات توضحت ما كان تراه المرجعية في ذلك التاريخ رايناه اليوم تحقق يقول اذا تساهلتم فان مزيدا من الخراب والدمار في بلاد المسلمين هذا ما نجده اليوم بعد خمسين سنة .

في برقية يرسلها "الإمام" الحكيم الى وكيله في طهران "آية الله" البهبهاني يقول ان نبأ اعتراف ايران "بإسرائيل" أحدث ضجة "عظيمة" بين المسلمين واستنكارا شديد في اوساطهم فالمأمول نصح المسؤولين في ايران بالمحافظة على واجبهم الإسلامي ورعاية شعور المسلمين والله سبحانه الموفق والمعين " هنا يطلب "الإمام" الحكيم من وكيله في طهران ان يفاتح السلطات الايرانية بإسمه ويطلب منهم التراجع عن اعترافهم بالكيان الصهيوني ، ثم يطلب من جماعة العلماء التي كانت تتحرك تحت اشرافه "(قده)" ان يصدروا بيانا بهذا الشان وجاء في ذلك البيان ان جماعة العلماء في "النجف الاشرف" تستنكر اعتراف ايران "بإسرائيل" اشد الاستنكار لان في ذلك انكارا لحق الإسلام والمسلمين في ارض فلسطين المغتصبة ، ايضا حينما يسأل "الإمام" الحكيم عن مجموعة من الاستفتاءات حول قضية فلسطين ، لاحظوا الاسئلة والاجوبة في ذلك التاريخ وكانت هذه الاسئلة وجهت له في عام 1968 ، يقول السائل " لا أظن انه بخاف على "سماحتكم" القول بانه طل جديد ومبارك في معترك التصدي للصهاينة " كانت شكلت للتو منظمة التحرير الفلسطينية وتجمع الفصائل المناضلة التي تحمل السلاح بوجه الكيان الصهيوني " وان هدفهم ينحصر في ردع المعتدين واسترجاع ما اغتصب ، فما هو الواجب الذي يحتمه علينا الدين الاسلامي الحنيف ازاء ما سلف ذكره ؟ يقول "الإمام" الحكيم اذا كان الإنسان يتمكن من الانضمام الى هؤلاء وقادرا على العمل معهم وكانت القيادة حكيمة ولا يلزم من عمله ضرر على المسلمين وجب عليه ذلك ، اذا لم يكن هناك عنوان ثانوي ولم يكن هناك ضرر على المسلمين ومع القدرة وزوال الموانع يجب الذهاب والالتحاق بالمجموعات المسلحة الفلسطينية ومقاتلة الكيان الصهيوني ، هذا موقف في سنة 1968 كما اسلفت وجوب التصدي للمواجهة مع القدرة وعدم ترتب الضرر على المسلمين .

في سؤال آخر " ان أعمال الفدائيين تلهب حماس كثير من المسلمين وتدفعهم للمساهمة بشرف العمل في سبيل مقدساتهم ولكن عدم علمهم بالحكم الشرعي كان يحول دون ذلك ، الشعب العراقي شعب النخوة والنصرة لكل قضايا المسلمين في كل مكان فمن ناحية قلوبهم مشاعرهم عواطفهم كانت مع فلسطين ولكن من ناحية اخرى الموقف الشرعي هل يجوز ام لا هذه حرب فيسألون "الإمام" الحكيم بهذا الموضوع ، يسألون عن شيئين المساهمة بالمال والتطوع بالنفس ، الإمام الحكيم يقول " اذا كان الإنسان يعرف من نفسه القدرة على الاضرار بالعدو ، احيانا الإنسان يذهب ولكن عمره ووضعه لا يفيد شيئا ، اما اذا كان يستطيع ان يضر بالعدو يستطيع ان يكون نافع في هذه المعركة " وكانت القيادة حكيمة ولا يلزم من عمله ضرر على المسلمين وجب عليه الاضرار بالعدو المجرم " فتوى صريحة من "الإمام" الحكيم بوجوب الاضرار ووجوب قتال الكيان الصهيوني في تلك المرحلة " وجب عليه الاضرار بالعدو المجرم خذله الله تعالى وفق الله الجميع " .

سؤال آخر هل يجوز جمع الزكوات من الاخوة المؤمنين للفدائيين الذين يدافعون عن الاراضي الإسلامية المحتلة من قبل اليهود الصهاينة " ، يقول "الإمام" الحكيم " ان ما يقوم به الفدائيون من أفضل الاعمال " ليس عمل صالح فحسب بل من افضل الاعمال " نصرهم الله تعالى وخذل أعداء الإسلام من الراجح مساعدتهم بالزكاة " ليس يجوز فحسب بل راجح يستحب ان تعطوا من الزكوات " فان ذلك صرف لها في سبيل الله سبحانه بل افضل سبل الله تعالى " .

"الإمام" الحكيم يحمل الحكام مسؤولية اكبر من عموم الناس تجاه فلسطين ..

المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في عمان في الاردن عام 1967 "الإمام" الحكيم يرسل رسالة فيها مقتطفات جدا مهمة يقول "(قده)" " وقد وضع الله سبحانه المسلمين جميعا امام مسؤوليات كبيرة في اعقاب هذه المأساة المفجعة " لا ياتي احد ويقول نحن في العراق والمفخخات تنهش بنا وما علاقتنا بفلسطين ، لا مفخخات في العراق يجب ان نعالجها ومشاكل العراق يجب معالجتها قصور في الخدمات يجب حله العراق يجب ان نبنيه بيد المخلصين والظواهر السلبية يجب ان نخلص منها ولكن هذا شيء والاهتمام بفلسطين شيء آخر يجب الاهتمام به " كما وضع الحكام منهم بصورة خاصة أمام مسؤوليات أكبر " هنا "الإمام" الحكيم باعتباره مؤتمر دولي إسلامي يوجه خطابه للحكام ويحملهم مسؤولية اكبر من عموم الناس ، ماذا يستطيع ان يفعل المواطن العادي ، " وليست هذه المسؤوليات الا  امتحانا جديدا للأمة وارادتها وللحكام في العالم الإسلامي ومدى قدرتهم على الارتفاع الى مستوى القيادة الواعية الحريصة على كرامة الإسلام والمسلمين ". في مقطع آخر من هذه الرسالة " ان حكام المسلمين جميعا مدعوون بصورة خاصة الى مواجهة مسؤولياتهم أمام الله وأمام التاريخ والأمة الإسلامية بروح مخلصة وايمان صامد وحشد كل قواهم وامكاناتهم لاعادة الاراضي السليبة الى دار الإسلام والعمل بكل ما يملكون من حول في سبيل تحرير القدس والمسجد الأقصى الذي اسرى اليه رسول الله (ص) من المسجد الحرام من ايدي اليهود المجرمين الذي اباحوا تلك البقعة الطاهرة وداسوا بأقدامهم أرضها التي باركها النبي (ص) في مسراه العظيم ولابد للحكام في العالم الإسلامي من ان يعلموا ان استنقاذ القدس والاراضي السليبة الاخرى من براثن الاعداء لا يمكن ان تتم الا باتخاذ موقف إسلامي صارم يتمثل في الاصرار الهائل المستميت على تطهير البقعة المقدسة والارض الطاهرة من الاعداء الغاصبين " الاصرار الهائل المستميت تطير فيه الرؤوس تكون فيه التضحيات تبذل فيه الجهود كل شيء يهون أمام فلسطين هكذا يقول "الإمام" الحكيم " ورفض أية محاولة يقوم بها المستعمر الكافر لتمييع الموقف "، وعود كاذبة والمستوطنات تبنى والكيان يقوي نفسه والفلسطينيون يتشتتون والخلافات تدب بينهم وتتفكك الجبهة الفلسطينية وتقوى الجبهة الاخرى ! وهكذا 65 سنة الآن المسلمين على الشحن كما يقال ، وعود كاذبة لم يحصل الفلسطينيين منها شيء ، اين حقوق فلسطين ضاعت الحقوق وتفككت الجبهات فيما ان العدو يقوي من فرصه ومواقعه يوما بعد آخر ، "ورفض أي محاولة يقوم بها المستعمر الكافر لتمييع الموقف او تقديم أنصاف الحلول " يحل لكم مشكلة ويبقي عشرين او مئة ! حتى وقف الاستيطان لا يقبل بهذا الكيان الصهيوني ! " أو تقديم أنصاف الحلول أو استغلال المأساة الراهنة لطرح فكرة التدويل " "الإمام" الحكيم يخالف تدويل هذه القضية ، هذه قضية المسلمين بسواعدنا يجب ان نحلها ، اليوم بعد 50 سنة صار تدويل القضية اين وصلت ، الآن علم فلسطين اذا رفع في الامم المتحدة بحضور رمزي وهذا ايضا لا يقبلون به ! من شروط المفاوضات من جديد الآن ان توقف فلسطين محاولاتها لكسب الشرعية وأخذ مقعدها في الأمم المتحدة ، هذه أنصاف الحلول التي تقع فيها القضية الفلسطينية حينما تدول وكان يحذر "الإمام" الحكيم من التدويل " ولابد لنا ان نؤكد هنا كما أكدنا في مجالات سابقة ان قضية فلسطين عموما والقدس خصوصا هي قضية الإسلام " ينص "الإمام" الحكيم على ان قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وليست قضية العرب بل هي قضية الإسلام مهما حاول البعض ان يضعها في اطار ضيق أو يفسرها على أساس آخر ولهذا فان مسؤوليات الموقف "العظيمة" يواجهها المسلمون عموما وحكامهم بشكل خاص على اختلاف لغاتهم وقومياتهم والتاريخ سوف يقيم والأمة سوف تحدد مفهومها عن الحكام اليوم العرب منهم وغير العرب على أساس مواقفهم من المأساة " يا مسلمين قيموا حكامكم على أساس موقفهم من القضية الفلسطينية هذا منذ 50 سنة قالها "الإمام" الحكيم ، هذا الحاكم وطني وهذا حاكم عميل يكون على موقفه من فلسطين ، هذا هو المعيار في مستوى تحمل اعباء المسؤولية " ودرجة الصمود الذي يتحلون به في معركة تحرير القبلة الاولى للإسلام وطرد الغاصبين من أرضنا الإسلامية الطاهرة ، هذا هو الموقف المتطور "للمرجعية الدينية" في النظر الى فلسطين في تحليل الموقف الفلسطيني .

"الإمام" الحكيم : نحتاج الى مؤتمرات تقود الأمة وتستنهض الطاقات الكبيرة

في المؤتمر الإسلامي في القدس عام 1381 هجري الإمام الحكيم في رسالته المطولة يقول لهم هذه مؤتمرات والناس تجتمع وتتحدث والجميع يغادر بدون نتيجة ، هذه المؤتمرات لا تغني ولا تسمن من جوع ، نحتاج الى مؤتمرات تقود الأمة نحتاج الى مشاريع حقيقية تقف بوجه الكيان الصهيوني نحتاج الى مشاريع تستنهض هذه الطاقات الكبرى وتسترجع البلاد العربية والإسلامية المغصوبة هكذا يتحدث ويضع مجموعة من المعايير المطلوبة لهذه المؤتمرات ونحن اليوم هذه المعايير نحتاجها  للكثير من مؤتمراتنا ومبادراتنا ، هذه المعايير التي يذكرها ويحددها "الإمام" الحكيم  في هذه الرسالة ليكون المؤتمر ناجح وحقيقي ويصلح لان يكون مبادرة لحل مشكلة حقيقية ، واليوم يشرفنا "فخامة" نائب رئيس الجمهورية الى هذا "المجلس الكريم" وهو يحمل مبادرة مهمة لرأب الصدع وبذل جهود مضنية في شهر رمضان والتقى باطراف نسأل الله له التوفيق وجهده اليوم هو جهد التحالف الوطني باجمعه وجهد العراقيين جميع نسأل الله ان يكلل جهد بالنجاح والتوفيق .

لاحظوا شيخ الأزهر يكتب رسالة "للإمام" الحكيم يقول له شاه ايران اعترف "بإسرائيل" ماذا نعمل ، شيخ الازهر يراجع النجف ويقول لهم "للإمام" الحكيم ما هو المطلوب بعد اعتراف شاه ايران "بإسرائيل" ، "الإمام" الحكيم يجاوب شيخ الازهر برسالة ورد فيها " تلقينا برقيتكم الكريمة  تستنكرون اعتراف ايران "بإسرائيل" فشكرنا لكم اهتمامكم بأمور المسلمين وحرصكم على تقوية الرابطة الإسلامية بينهم " لاحظوا التقريب كم هو كان قوي في ذلك الوقت قبل 50 سنة مراسلات مع عدم وجود اجهزة الاتصال الحديثة الموجودة اليوم ولكن هكذا كان التواصل بين "المرجعيات" الإسلامية " واننا منذ ان بلغنا نبا هذا الاعتراف بادرنا الى ابلاغ استنكارنا الشديد الى المسؤولين في ايران بواسطة بعض إخواننا في إيران وأوضحنا لهم خطورة الموقف واستياء الأمة الإسلامية ونصحناهم بالاحتفاظ بواجبهم الإسلامي ورعاية شعور المسلمين وإننا اذ نستنكر كل خطوة تتخذ لتعزيز كيان "إسرائيل" من أي جهة كانت نلفت أنظار المسلمين كافة الى الظرف العصيب الذي يحيط بهم وندعوه جميعا الى رص صفوفهم وتوحيد كلمتهم ليقفوا جبهة موحدة أمام التيارات العاتية من قوى الظلم والكفر والطغيان " "الإمام" الحكيم يقول لا نستطيع ان نقف بوجه "إسرائيل" الا بوحدتنا منذ ذلك الوقت يرى الواقع الذي نحن اليوم فيه هذه الشرذمة هذه الخلافات تارة على أساس مذهبي شيعة وسنة تارة على أساس سياسي داخل الصف الواحد ، هؤلاء اخوان وهؤلاء سلفيين وحتى داخل المذهب الواحد نرى في مصر هناك خلافات ومشاكل وفي غيرها من البلدان " والتي جعلت همها الأول محاربة الإسلام وابعاده عن واقع المسلمين وما اقامة "إسرائيل" في فلسطين الا مثل من الامثلة الكثيرة على محاولة ضرب الإسلام والوقوف في طريقه  ، نحن كتلة بشرية هائلة بامكانات مادية عظيمة بثروات ننتهك وياخذون قطعة ارض كبيرة دولة كاملة يغصبوها من المسلمين ، اعقلها وتوكل تاخذ موقف لماذا يروننا ضعاف ولماذا لا يخشى منا احد لاننا مختلفين ومتناحرين هذا حال بلداننا الإسلامية اليوم مع الاسف الشديد " ومن هنا كان لزاما على المسلمين عامة والحكومات القائمة في بلاد المسلمين خاصة أن يرجعوا الى حظيرة الإسلام ويلتفوا حول لواءه الظافر الذي هو عنوان نصرهم وعزتهم ويستمدوا تشريعاتهم من ينبوعه الثر ومنهله الصافي ليستعيدوا مجدهم وكرامتهم" مجد وكرامة هذه المة بالعودة للمنهج الإسلامي الاصيل ، الإسلام هو المنقذ ، التعاليم السمحاء للإسلام هي الجامعة ، القوة العزة الكرامة الثبات الاستقامة انما تحصل من خلال المنهج الصحيح " وما هذه المآسي التي ضجت بها حياة المسلمين إلا أثر من آثار تهاونهم في الإسلام وابعاده عن ادارة شؤون الأمة ....الخ مما جاء في كلامه "(قده)" .

هذا المقطع الأخير هذا في نص الرسالة الجوابية التي ارسلها لعبدالرحمن عارف رئيس جمهورية العراق آنذاك ايضا ابرق له برقية حول هذا الموضوع وهو يجيبه في جوابه ، يقول "الإمام" الحكيم في هذه الرسالة " انا في الوقت الذي نرفع أكف الدعاء لله جل جلاله أن يشمل هذه الأمة الإسلامية بلطفه وتأييده وبكل مجهود المسلمين وقادتهم بالنصر والعزة ويرد كيد المعتدين ويعيد فلسطين الى موضعها في دار الإسلام ندعو حكام البلاد الإسلامية في مختلف ارجاء الأرض وعلى اختلاف لغاتهم وقومياتهم باسم المصلحة الإسلامية العليا " هذه المصلحة العليا ليغلبوها " ان يتناسوا جميعا خلافاتهم ويوحدوا صفوفهم ويبذلوا كل ما لديهم من امكانيات في سبيل كسب الموقف لمصلحة الإسلام والرد على الاعتداء الصهيوني الصريح " هنا يطلب "الإمام" الحكيم من الحكام ان يتخلوا عن مشاكلهم وصراعاتهم الخاصة ويوحدوا كلمتهم لمواجهة الكيان الصهيوني  " لو كانت هذه التوجيهات يؤخذ بها بعد 65 سنة لما كنا نرى وضع فلسطين بهذه الحالة ، واليوم يقال اقوى جيش في المنطقة جيش الكيان الصهيوني اقوى دولة اقتصادية "إسرائيل" ، لماذا ، بثروات المسلمين يقوون ونحن متشتتين ومتمزقين ومختلفين ، هذا حال مصر وذاك حال سوريا هذا حال العراق وهكذا البحرين واليمن كل البلدان الإسلامية في ظروف صعبة العديد من البلدان تواجه هذه التحديات الكبيرة والخطيرة نسأل الله ببركة هذا الشهر الفضيل و"ببركة هذه الليالي والايام الاخيرة من شهر رمضان" وهي ايام تضرع واستنابة الى الله تعالى ان نستعين به وندعوه ونطلب منه التوفيق والتسديد لنكون صفا واحدا ، اوصي اعزائي واخواني الاهتمام بقضية فلسطين و"بيوم القدس العالمي" وان يكون لنا حضور وموقف غدا بإذن الله تعالى ليكون العراق الى جانب البلدان الإسلامية الاخرى له صوت وله صرخة مدوية دفاعا عن فلسطين وعن قضية الشعب الفلسطيني ونسأله تعالى ان يمن على شعبنا بالأمن والأمان والاستقرار وان يوفق العاملين والمتصدين للوقوف بوجه هذه الهجمة الشرسة التي تطال المسلمين وتطال العراقيين جميعا في هذه الظروف ، هؤلاء الاعداء طائفيون ولهم تركيز على مناطق يقطنها "اتباع اهل البيت" بالاعم الاغلب لكن من غيرهم يتعرضون الى استهداف ونسأل الله ان يدفع البلاء عن جميع العراقيين وعن جميع بلداننا العربية والإسلامية وعن كل انسان في العالم ، نحن نطلب الخير لجميع البشرية نسأل الله ان يحقق ذلك  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

المصدر : موقع عمار الحكيم رئيس ا"لمجلس الأعلى الإسلامي" العراقي

2/8/2013

 
http://www.paliraq.com/images/intehakat/009-1-2007.jpg
http://www.paliraq.com/images/intehakat/006-2-2007.jpg
http://www.paliraq.com/images/intehakat/006-1-2007.jpg
آثار قصف مجمع البلديات بقذائف هاون
جامع القدس
جامع القدس

تحريضات ضد الفلسطينيين

http://www.paliraq.com/images/sheik-tawfeeq/twfeeq-abid02.jpg

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/iraqia-ainsahera/2.jpg
رسائل تهديد للفلسطينيين في الحرية
الفقيد معروف راشد بشر
الفقيد نزار عبد الرحمن
الفقيد زياد عبد الرحمن