فلسطين حديقة مثمرة – عبد الله الغزلاوي

بواسطة قراءة 4910
فلسطين حديقة مثمرة – عبد الله الغزلاوي
فلسطين حديقة مثمرة – عبد الله الغزلاوي

تلألأت للحظات نجوماً قد رصت السماء منذ القدم، أسئل أجدادي عن جذوري ...يقولون هناك فلسطين حديقة مثمرة عبر كل الأزمان ، لنتخطى كل الحواجز والأسلاك الشائكة ، لنحظى ولو بثمرة واحدة ، وأهم هذا التخطي الحفاظ على هويتنا الفلسطينية ، أخوتي مقومات العودة عدم إسقاط

الهوية .

هذا الكيان المتعجرف المتجبر الذي يقود حرباً إبادية ممنهجة على امتداد 60 سنة ضد شعب أعزل، والذي يشهد العالم بأسره أن قادته مجرمو حرب اقترفوا مجازر في حق الجنس البشري ، وخرقوا جميع الشرائع الإنسانية والقوانين الوضعية.. سنوات طويلة مرت .. سنوات كانت ملائمة لتحويل العصابات الصهيونية الشرسة ، تلك العصابات التي رمت بها أوربا وغير أوربا بعد الحرب العالمية الثانية وتحولت تلك إلى جيوش لا تقهر بعد أن مَدَها الغرب بكل أنواع الأسلحة المتطورة ، ليُكونوا كياناً سيطر على المنطقة ، وبدأ هذا الكيان يمتد ضمن خطة مدروسة .

وفشل العرب في هذا التحدي مقابل وهن الحكام والعرب مقابل كيان البطش والأجرام .. ولا نقارن ما وصلت إليه إسرائيل من قوة وغرور وصلف ، وما وصلنا إليه من ضعفٍ وترددٍ وخزيٍ .

لقد لبث الصليبيون على أرضنا قديماً أعواماً طويلة ، ولكن لم يتراجع المسلمون عن فكرة تحرير الأرض فكانوا يشحدون الأرواح والهمم إيماناً وقوةً . لم يفكر الاوائل في مصالحة ولا تعاون ولا تنازل ولا الأستعانة بالمجتمع الدولي .. بل إن القائد صلاح الدين خرج إلى حطين يواجه أوربا بأكملها .. ممتلىء مع جيوشه إيماناً بدينه الذي ينادي بمبدأ التحرير  وعدم الأستعباد ، ولنتأمل المواقف اليوم ولا تجزي المقارنة .. ظواهر غربية  من القيم الجديدة برزت على ساحتنا .

وكل سنة يكبر ملف فلسطين،  لماذا لا نأخذ عزيمتنا من الأوائل ؟! يجب أن نكون أولاً متفاهمين بلا حدود متضامين بلا حدود .. أم يا ترى كل الخير ضيعناه أو ضاع ،هذا الغرب التعيس أخذ كل خُطانا السليمة وأعطونا مفاسدهم وخطاياهم الأنسانية والخلقية.

إن التاريخ مملوء بالحروب والجرائم والكوارث والدمار.. وهو أيضاً مملوء بصمود الروح الانسانية الذواقة للحرية .

نشأت الصهيونية في رحم أوربا، وأنفصلت عنها ولكن الحبل السري لم ينقطع ولا تزال الصهيونية تكبر وتسمن بتغذيةٍ عبر الحبل السري بعد أن أضمت أمريكا بقذارتها إلى أوربا .

الصهيونية تريد صياغة تاريخ جديد لفلسطين وجغرافيا جديدة أيضاً، والتاريخ عندها يبدأ مع بادية القرن الأول ميلادي عندما أختلطت قبائل عابرة ( عبراني ) بأرض فلسطين وذابت مع شعبها ومن ثم هاجر قسم منهم طوعاً وليس قسراً إلى بابل وكانوا من الحاخامات ومفكريهم ، وأخذوا من الأساطير الموجودة في بابل وحرفوا التوراة كما يحلوا لهم … ثم عادوا مع أخرين من بقاع الأرض ليقيموا الكيان الإسرائيلي معتبرين بأن فلسطين أرض بلا شعب وهم شعب بلا أرض ، وبدأوا  بتحقيق أهدافهم :

أولاً : أقتلاع الأهل من الأرض ، ثانياً: الأستيلاء على الأرض وعلى سطحها وجوفها ، ثالثا: قاعدة لأمريكا وأوربا بالمنطقة ، رابعاً: طمس معالم وتاريخ الشعب الفلسطيني ليصبح التاريخ لديهم أن هذه الأرض عاشت بدون شعب.

ولحد الآن يمتلك الصهيوني الذعر أن يعود أي فلسطيني إلى أرضه ، ويمتلكه الذعر أن رأى أي بقايا من الشعب الفلسطيني حتى لو كانت قبور لأناس قد رحلوا من قرون أو بقايا جوامع لأنها شواهد على إن أرض فلسطين كان عليها شعب .. لذلك سعوا لمسح أي حقيقة شاهدة..

هذه حالة مأساوية بكل الأعراف والقوانين ، أصحاب الحق التاريخي الواضح ومن ورائهم ملايين العرب والمسلمين لم يتمكنوا من القيام بأي شيء ، وأصحاب المؤمرات الصهيونية ومن ورائها تمنكوا من الأستيلاء على هذا الحق .

وبقى الشعب الفلسطيني رغم جميع النكبات والجراح صامداً رغم المعاناة التي لقيها داخل وخارج فلسطين بسبب مواقف زعماء العرب والعرب والغرب ، وإسرائيل لم تلقِ أي شجب من الغرب الذي يتغنى بفضائل الديمقراطيةوأنبثق المبدأ العنصري بجميع أبعاده ، هو أن إسرائيل دولة يهودية ، والمعنى الأخر أن فلسطين أرض يهودية ملك يهود العالم ، حتى للذين لم يسكنوا فلسطين

قديماً أو حديثاً .

والفسطينيون الموجودون على أرض فلسطين معرضون في أي لحظة للطرد ضمن المواقف ، لقد تخلت الأنظمة العربية عن واجبها الديني والقومي نحو فلسطين 0 ورغم أن الشعب الفلسطيني لا يملك السلاح الرادع ، لكن سينتصر بأذن الله لا محالة لأن الشعوب الحرة لا تموت وروحها لا تقهر وأن جميع المتأمرون فهم زائلون لا محالة .

وفي نهاية المطاف لن يتخلى أي فلسطيني عن بيته وأرضه ودياره وحقه التاريخي.. سيحافظ على هويته مما كانت الغربة وكان الشتات بأنواعه ، فهويتي فلسطيني مما حاولوا نزعها ، وكما قالت سيدة فلسطينية فقدت ولديها ، إذا كنت فقدت أبنيّ ولم أعد أضمهما إلى صدري ، فعزائي إن أرض فلسطين تضمهما ، وهي أرض مباركة ... وأم الجميع إذا أرادوها أن تكون أمهم … يا ترى هل من شريف ينسى أمه ولتنتبه كل الشعوب العربية قد تمتد إسرائيل مع الغرب ما داموا نائمين.

اذا لم تشعر ان ارضك هي نبضك هي عرضك ... فصدقني أنت عار لها ، الوطن ... قصة عشق ابدية بين الانسان والتراب ، الوطن نبض يشعر بالحب ... يؤذيه عقوق الأبناء كالبشر واكثر ، سبب احتفاظ فلسطين بفتنتها منذ أن خلقت ... تمسكها بطبيعتها ، فلا نضيع ثمارها .



المراجع :

مجلات العربي

مذكرات الخطيب


عبد الله الغزلاوي

3/9/2009

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"