كانوا يسمونهم سابقا بالعسس ثم تغيرت الأسماء مع تغير مراحل النظم السياسية وأشكال السلطة والحكم في أماكن مختلفة من العالم منها المخبر السري ورجل الأمن والمخابرات والوكيل وغيرها من الأسماء المنفرة للإنسان فلم أجد ما أطلق عليه تناسبه غير اسم الطاووس الغبي .
من هنا تبدأ الحكاية
بعد الاحتلال كان احد الحثالة من البشر يسمى أبو العريف لما يمتلكه من فائض من الغباء معتقدا انه العارف بكل شيء . جند هذا الطاووس الغبي ليكون احد بصاصي الاحتلال ضمن مهمات مؤسسات الاحتلال الأمنية القذرة .
حتى يرضي أسياده بأنه خادم ومطيع كلف بمهمة من ضابط الأمن للمدينة ليختبر كفاءته بانجاز هذه المهمة وهو مراقبة احد المواطنين لتلك المدينة وهو موظف بسيط يعيل أسرة مكونة من أربعة أفراد .
الطاووس الغبي أو أبو العريف أو البصاص ارتدى متخفيا معطفا شتويا بالصيف الحار ووضع نظارة سوداء على عينيه معتقدا إن الآخرين لا يراه ويحمل بيده جريدة قديمة ويشعل سيجارة بفمه للتمويه على شخصية الطاووس الغبي .
استمر الطاووس الغبي بمراقبة الموظف من البيت إلى مكان عمله والعودة ذهابا وإيابا يوميا ... ضابط الأمن استدعى الطاووس الغبي لمكتبه وقال له أين وصلت بالمعلومات عن الموظف ؟ أجابه الطاووس الغبي .. سيدي إن الموظف يتحرك من البيت لمكان عمله والعودة للبيت بعد انتهاء عمله ولا يخرج قط ..
انهال الضابط بالصراخ والتوبيخ والشتائم على الطاووس الغبي وحذره بالطرد والحجز كونه فاشل بأداء مهمته وأمهله فرصة أخيرة لكي يأتي بالمعلومات عن الموظف .. وإلا ...أجابه الطاووس الغبي يتلعثم بلسانه ح ــ ا ـــ ضر سيدي وانصرف لإكمال مهمته .
وفي اليوم التالي صباحا الطاووس الغبي لمتابعة مراقبة الموظف في منزله وإذ بالمنزل أطلال .. الدخان يتصاعد منه وجدرانه مهدمة مستوية مع الأرض والباب الرئيس للمنزل لا زال واقفا في مكانه على اثر قصف غارة جوية ليلية من المحتل... اقترب الطاووس الغبي كي يكمل مهمته بالمراقبة فإذ بالطاووس الغبي ينظر من ثقب باب المنزل المهدم وبلا جدران ..
أنور الشيخ
28/1/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"