اللاجئون الفلسطينيون وصراعهم مع الصدمات ونقص الحماية في سوريا التي مزقتها الأحداث الجارية

بواسطة قراءة 2739
اللاجئون الفلسطينيون وصراعهم مع الصدمات ونقص الحماية في سوريا التي مزقتها الأحداث الجارية
اللاجئون الفلسطينيون وصراعهم مع الصدمات ونقص الحماية في سوريا التي مزقتها الأحداث الجارية

خسر نضال مصدر رزقه الرئيسي كسائق سيارة أجرة عندما لجأ إلى مركز تدريب دمشق قبل ثلاثة أشهر ويعتصره الألم بسبب أعمال العنف التي شهدها في مخيم اليرموك.  يقول نضال: "مازلت مصدوماً من الأحداث التي وقعت في المخيم".

التعايش مع المرض

يقول نضال:"إن كيفية التعايش مع مرض السكري وارتفاع ضغط الدم يستغرق وقتاً طويلاً حيث أمر بأيام جيدة وأخرى سيئة إلا أن أوقات الشدة قد تكون هي الأصعب.  و يعاني المصابون بمرض السكري من التوتر مما يجعل التحكم بنسبة السكر في الدم وضغط الدم أكثر صعوبة".

"أشعر بالأمان هنا ولكن أواجه مشاكل أخرى مثل توفير التعليم لابني ونقص الأدوية في السوق المحلية". بالنسبة للكثيرين مثل نضال ممن  وجدوا مأوىً لهم من العنف ولكنهم في الحقيقة يحتاجون الى الدواء باستمرار و يصعب عليهم الوصول الى الرعاية الصحية الأمر الذي يجعل الحياة صعبة للغاية بالنسبة لهم.  يوضح الدكتور حسام الطيبي مدير برنامج الصحة الاقليمي في الاونروا في سوريا قائلاً : "إن الاضطرابات والتشريد والنتائج الاقتصادية للصراع هي العوامل الرئيسة التي تؤدي الى عدم قدرة أكثر اللاجئين  من الوصول الى المراكز الصحية لدينا".

"يتوجب عليّ رعاية أطفالي"

اضطر نضال اليوم لشراء أدويته لأنه لم يتمكن من الوصول الى المراكز الصحية التي تديرها الاونروا.  يقول نضال: "قبل تصاعد العنف في اليرموك كنت أتردد على مركز الاونروا الصحي في المخيم لأحصل على الدواء الخاص بي مشيراً الى أنه لا يستطيع تحمل عبء جديد من التكاليف الطبية لهذه الأدوية لأنه لا يملك المال اللازم لهذا الدواء".

"لا بد لي من رعاية أطفالي وضمان حصولهم على تعليم جيد وهذه المخاوف تعتبر أكثر أهمية من صحتي". في غضون ذلك يبذل نضال قصارى جهده لمواجهة مرضه من خلال اتباع نظام غذائي خاص للتحكم بنسبة السكر في دمه.

وفقاً للدكتور الطيبي كان على موظفي القسم الطبي في سوريا العمل سريعاً لضمان وجود فرص الرعاية الصحية للفلسطينيين الذين يعيشون في هذا البلد الذي مزقته الحرب. وبالرغم من الدعم الذي تقدمه الاونروا إلا أن الكثير من اللاجئين الفلسطينيين ما يزالون يتحملون وطأة الصراع منذ ما يقارب من عامين.

بالرغم من أن نضال وعائلته يشعرون بالأمان الآن في مركز تدريب دمشق التابع للاونروا إلا أن مستقبلهم  يبقى غير واضح. ويحاول نضال الذي يتمتع بقوة إرادة كبيرة بأن يبقى متفائلاً:  "إنني لا أستطيع العمل لذلك أقضي الوقت في القراءة ولحسن الحظ فإن عائلتي تدعمني كثيراً وأولادي هم حياتي وهم أيضاً السبب الذي يساعدني في الشعور بأنه يمكنني التغلب على المرض".

"لا أعرف ما يخبئه المستقبل لي ولكن كأب لثلاثة أطفال أحلم اليوم بأن يكون أولادي الأذكياء قادرين على مواصلة تعليمهم".

تأوي الاونروا حالياً ما يقارب من 12,000 مهجراً في منشآتها في جميع أنحاء سوريا.

 

المصدر : موقع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين في الشرق الأدني – الأونروا

2/4/2013