وقالت متحدثة بإسم شرطة هونغ كونغ إن قوات الأمن قبضت
على 82 متظاهرا اليوم خلال مظاهرات متزامنة في سبع مناطق في المدينة التي تتبع
الصين، بعدما كانت تحت "السيادة" البريطانية إلى غاية العام 1997. وكانت
شرطة المدينة اعتقلت يوم أمس أكثر من 20 شخصا بعد اشتباكات عنيفة مع محتجين
مناهضين للحكومة المحلية.
وارتفعت سحب دخان الغاز المدمع بعد ظهر اليوم في حي
وونغ تاي سين الشعبي، في حين رزحت المدينة تحت إضراب عام غير مسبوق، إذ نزل
المحتجون إلى محطات المترو الرئيسية في وقت الذروة الصباحية، وأبقوا عمدا أبواب
القطارات مفتوحة لمنعها من التحرك، مما شل حركة شبكة نقل يستخدمها الملايين يوميا،
وقد وقعت مشاجرات بين ركاب غاضبين والمتظاهرين في محطات المترو.
مظاهرات متزامنة
وبعد ظهر اليوم، نظمت سبع مظاهرات متزامنة مما
تسبب بتشتيت إمكانيات الشرطة التي أطلقت الغاز المدمع في موقعين على الأقل.
وتصاعدت الاحتجاجات في هونغ كونغ ضد مشروع قانون مقترح
يسمح بتسليم أشخاص لمحاكمتهم بالصين، وتطورت المطالب إلى دعوات لديمقراطية أكبر
ووضع حد لتراجع الحريات.
كما تسبب الإضراب في عرقلة قطاع الطيران الحيوي، إذ
ألغيت بعد ظهر الاثنين أكثر من 160 رحلة من مطار المدينة الذي يعد من أكثر مطارات
العالم ازدحاما، وتعود الرحلات الملغاة لشركة "كاثاي باسيفيك" التي لم
تحدد سبب الإلغاء، إلا اتحاد مضيفي الطيران التابع للعاملين بالشركة أكد أن بعض
أعضائه قد غادروا العمل.
وقطعت بعض الطرقات الرئيسية في المدينة، مما تسبب في
ازدحام مروري، وأغلقت العديد من متاجر الألبسة.
السلطات تحذر
بالمقابل، حذرت رئيسة حكومة هونغ كونغ المتظاهرين
من أنها لن تستجيب لمطالبهم، وقالت "لقد قوضوا بشكل خطير القانون والنظام في
هونغ كونغ، ويدفعون مدينتنا، المدينة التي نحبها والتي ساهم كثيرون منا في بنائها،
إلى حافة وضع شديد الخطورة".
وأشارت المسؤولة إلى هتافات للمتظاهرين تدعو إلى
"الثورة"، وصفتها بأنها تحد لسياسة "بلد واحد ونظامين" التي
تدار هونغ كونغ على أساسها منذ إعادتها إلى الحكم الصيني من بريطانيا.
ووصف الجيش الصيني المظاهرات في هونغ كونغ بغير
المقبولة، وبث شريطا مصورا دعائيا يظهر مناورة لجنود يقمعون مظاهرة في المدينة
التي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الصينية.
يشار إلى أنه بموجب اتفاق تسليم بريطانيا هونغ كونغ
للصين فإن سكان المدينة يتمتعون بحقوق وحريات غير موجودة في باقي الأراضي الصينية،
وضمنها الاستقلال القضائي وحرية التعبير، لكن كثيرين يقولون إن هذه الحريات في
تراجع.
.
المصدر : الجزيرة - وكالات
4/12/1440
5/8/2019