لأن ألعالم ألحالي تغير و في حالة تغير مستمر بسبب ألطبيعة ألمعقدة و التي لا تقهر مهما تقدم ألعلم. بألنسبة للفلسطينيين في ألشتات علينا أيضا تثقيف وتعليم أتفستا و أولادنا بأللغات ألحية أضافة الى لغة ألدولة ألمضيفة لنا و تاريخ ألبلد و أحترام قوانينها أضافة ألى ألقانون ألدولي و ألقانون ألأنساني و عدم ألتدخل بشؤون ألدولة ألمضيفة , ألأستفادة من جميع ألنصائح ألعلمية و ألأجتماعية التي تقدم لنا من ألدولة ألمضيفة التي هي فائدة لبناء مجتمع و حياة حقيقية لصالح ألوطن ألمشترك و عدم ألأستغلال. 2. إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن خير الخلق بعد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأبو الأنبياء، له قصة ومواقف وعبر، مع الأرض المقدسة إذ قصدها بالسكنى والعبادة وهو أول من هاجر إليها في سبيل الله فرارا بدينه من القوم الكافرين، حتى عرفت بعدها بمهاجر إبراهيم. بعد أن نجى الله سبحانه إبراهيم من تلك النار العظيمة، التي ألقاه فيها عبّاد الأصنام في العراق النمرود ومن معه من الكلدانيين، ومن كيدهم ومكرهم كما قال تعالى( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ )[1]،أي وأراد قوم إبراهيم به مكرا وتدبيرا يؤذيه ويقتله، فجعلناهم المغلوبين الأسفلين، ونجاه الله من النار.[2] قيل: سلط الله على النمرود أضعف خلقه البعوض، وقعت في منخره فلم تزل تأكل إلى أن وصلت إلى دماغه، وكان أكرم الناس عليه الذي يضرب رأسه بمزربة من حديد، وبقي هكذا قرابة أربعمائة سنة. وقيل: أَنَّ اللَّهَ سَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْآشُورِيِّينَ فَأَخَذُوا بِلَادَهُمْ، وَانْقَرَضَ مُلْكُهُمْ وَخَلَفَهُمُ الْأَشُورِيُّونَ، وَقَدْ أَثْبَتَ التَّارِيخُ أَنَّ الْعِيلَامِيِّينَ مِنْ أَهْلِ السُّوسِ تَسَلَّطُوا عَلَى بِلَادِ الْكَلْدَانِ فِي حَيَاةِ إِبْرَاهِيمَ فِي حُدُودِ سَنَةِ 2286 قبل الْمَسِيح.[3] بعدها هاجر إبراهيم عليه السلام وابن أخيه لوط وزوجه سارة، إلى حران ثم مصر، ولوط انتقل إلى أرض الغور بمدينة سدوم وهي أم تلك البلاد في زمانهم، وكان أهلها أشرارا كفارا فجارا، وهي الآن في أغوار الأردن على حدود فلسطين. وحصلت القصة المعروفة في مصر مع ذاك الملك وزوجه سارة، ثم وهب لها هاجر القبطية أمة ، ثم هاجروا إلى الأرض المقدسة في فلسطين، قال تعالى(وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ )[4]. أي إنه تعالى أتم عليه النعمة فأنجاه وأنجى لوطا معه إلى الأرض التي باركها بكثرة ما بعث فيها من الأنبياء الذينانتشرت شرائعهم فى أقاصى المعمورة وكثرة خصبها وأشجارها وثمارها وأنهارها، فهى أس الخيرات الدينية والدنيوية معا.[5] هذه نجاة ثانية بعد نجاته من ضر النار، هي نجاته من الحلول بين قوم عدو له كافرين بربه وربهم، وهي نجاة من دار الشرك وفساد الاعتقاد. وتلك بأن سهل الله له المهاجرة من بلاد (الكلدان) إلى أرض (فلسطين) وهي بلاد (كنعان) . وهجرة إبراهيم هي أول هجرة في الأرض لأجل الدين. والأرض: هي أرض فلسطين. ووصفها الله بأنه باركها للعالمين، أي للناس، يعني الساكنين بها لأن الله خلقها أرض خصب ورخاء عيش وأرض أمن.[6] ثم قال تعالى ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ )[7]، نافلة: أي زيادة وفضلا من غير سؤال.[8] {جَعَلْنَا صالحين} بأن وفقناهم للصلاح في الدين والدنيا فصاروا كاملين.[9] إبراهيم عليه السلام لما تقدم به العمر، سأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقه من الصالحين، فقال سبحانه عن إبراهيم( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ . رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ . فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ )[10]،أي مهاجر إلى بلد أعبد فيه ربي، وأعصم فيه ديني. قال الرازي: فيه دليل على أن الموضع الذي تكثر فيه الأعداء، تجب مهاجرته. وذلك لأن إبراهيم عليه السلام، مع ما خصه تعالى به من أعظم أنواع النصرة، لما أحس من قومه العداوة الشديدة، هاجر. فلأن يجب على غيره. بالأولى.[11] رب هب لي من الصالحين أي ولدا صالحا يعينني على الدعوة والطاعة فبشرناه بغلام حليم أي متسع الصدر حسن الصبر والإغضاء في كل أمر، والحلم رأس الصلاح وأصل الفضائل.[12] الله سبحانه وتعالى وهب لإبراهيم مستجيبا لدعوته إسماعيل، في الأرض المقدسة فلسطين، ثم وهب له زيادة وفضلا وهبة إسحاق ويعقوب، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، قال تعالى( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَ
آتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي
الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ )[13]،فلم يأت بعده نبي إلا من ذريته، ولا نزل كتاب
إلا على ذريته، حتى ختموا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.[14] وعندما
ترك هاجر وابنها إسماعيل عليهما السلام في مكة، كان يتردد بين بيت المقدس ومكة، في
إشارة لأهمية البقعتين الدينية وارتباطهما الكبير، وأسس جيلا من خيرة الخلق على التوحيد
يدعون الناس إلى عبادة الله وحده، حتى أصبحت تلك الأرض منارا للعلم ومنبرا للأنبياء
ومحرابا للأتقياء. فلسطين هي الأرض التي عاش فيها أنبياء الله إسحق ويعقوب وذريته،
صالحين في أنفسهم مصلحين لغيرهم، فقال تعالى( وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ . وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ
الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ). وفي بيت المقدس جعلهم
الله أعلاما ومقاصد يقتدى بهم في الدين لما آتاهم من العلم والنبوة، ثم أثنى عليهم
في نهاية الآية بقوله سبحانه ( وكانوا لنا عابدين ). بذلك عرفت الأرض المقدسة بأنها
مهاجر الأنبياء، بعد أن سن ذلك خليل الرحمن عليه السلام، بل ستبقى كذلك إلى قيام الساعة،
فيهاجر إليها أتباع الأنبياء من الصالحين، يقول عليه الصلاة والسلام( ستكون هجرة بعد
هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ). 3. انتشر الإسلام في الأندلس بعد فتحها
سنة 92هـ، وأقام المسلمون فيها دولة استمرت ثمانية قرون، وقد أصبحت هذه الدولة في خلافة
عبد الرحمن الناصر(300-350هـ/ 912-961م) من أكثر دول العالم علمًا وتحضرًا ومدنية ورقيًا
وقوة وتقدمًا، وعاش بها المسلمون في رغد من العيش؛ حيث الأرض الخصبة، والمياه العذبة،
والجنان الخضرة، والمناخ المعتدل، وقد عبر عن ذلك أحد شعرائهم فقال: يــــا أهـــل
أنـدلــــس للــه دركـــــمُ *** ماء وظل وأنهار وأشجـارُ مـــا جنـــةُ الخلـــدِ
إلا فـي دياركـمُ *** ولو تخيرتُ هذا كنتُ أختارُ لا تحسبوا في غدِ أن تدخلوا سقرًا
*** فليس تُدخلُ بعد الجنـةِ النارُ وكان أبناء الأثرياء في أوربا يتوجهون للدراسة
في مدارسها وجامعاتها، وعندما يعودون إلى بلدانهم يفخرون بأنهم تتلمذوا على أيدي علمائها
العرب المسلمين، ويتعمدون استعمال كلمات عربية حتى يقال: إنهم متعلمون مثقفون. وكان
ملوك وأمراء الممالك النصرانية في شمال إسبانيا يستنجدون بحكام الأندلس في صراعاتهم
على الحكم، فتتدخل الجيوش الإسلامية، وتغيِّر واقعهم السياسي، مقابل حصون وأراضٍ يتنازل
عنها من تمت مساعدته، مثلما تفعل أمريكا اليوم. ثم ضعفت دولة المسلمين في الأندلس،
وتقلصت تدريجيًّا حتى انحصرت في مملكة غرناطة، ثم سقطت سنة 1492م، بتوقيع آخر ملوكها
أبي عبد الله الصغير معاهدة استسلام مهينة مع الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا،
ثم قضى على الوجود الإسلامي في الأندلس نهائيًّا؛ بسبب محاكم التفتيش التي كانت تحرق
كل من يثبت أنه لا يزال مسلمًا. والسؤال المهم الذي ينبغي الإجابة عنه هو: لماذا سقطت
الأندلس وقضي على الوجود الإسلامي فيها بعد ذلك العز والتمكين؟ وأختصار الإجابة عن
هذا السؤال بالنقاط الموجزة الآتية: أولاً: الانحراف عن شرع الله تعالى ومنهجه الإسلامي
الصحيح؛ فقد شاع فيها شرب الخمر، حتى إنه لم تُقَم الحدود على شاربيه، كما انتشر اللهو
والغناء والطرب والموسيقى والجواري، وكان الأمراء يتنافسون في تقريب المغنين والمغنيات،
ويبنون لهم قصورًا قرب قصورهم، ويقيمون لهم المدارس لتعليم الغناء والموسيقى، في الوقت
الذي كانت فيه المدن الأندلسية تتساقط وأهلها يُقتلون، ونساؤها يُسبين. ثانيًا: الترف:
أصاب الترف أهل الأندلس وحكامها، فبالغوا في الإنفاق على المسكن والملبس والمأكل، وشغلهم
ذلك عن الدفاع عن أرضهم وعرضهم، فهانوا على عدوهم. ويؤكد ابن خلدون أن الترف من أهم
أسباب سقوط الدول؛ لأنه يؤدي إلى حب الدنيا والتمسك بالحياة، والعزوف عن الجهاد، ومن
يحرص على الحياة لا يدافع عن أرض أو عرض أو دين أو كرامة، فتضيع أرضه وتسقط دولته.
يُروى أن ألفونسو ملك الأسبان أنه قال لرسول ابن عباد إليه: "كيف أترك قومًا مجَّانين،
تَسَمّى كلُّ واحدٍ منهم باسم خلفائهم وملوكهم وأمرائهم المعتضد والمعتمد والمعتصم
والمتوكل والمستعين والمقتدر والأمين والمأمون، وكل واحد منهم لا يَسُلُّ في الذّبِّ
عن نفسه سيفًا، ولا يرفع عن رعيته ضيمًا ولا حيفًا، قد أظهروا الفسوق والعصيان واعتكفوا
على المغاني والعيدان؟". ويُروى أن وزيرًا دخل على أحد ملوك الطوائف فوجده حزينًا
مغضبًا، فظنَّ أنه غاضب بسبب ما حلَّ بالدويلة المسلمة المجاورة له التي احتلها النصارى
فقتلوا رجالها وسبوا نساءها، فقال له: ليس ذلك ما يغضبني، بل المهندس المكلف ببناء
قصري الذي لا يلتزم بأمري. ثالثًا: موالاة أعداء الأمة من الصليبيين، وإحسان الظن بهم؛
فقد أقام حكام الأندلس في عهد الطوائف علاقات حسنة مع الصليبيين، وجاملوهم
واستعانوا بهم بعضهم على بعض، ووثقوا بعهودهم. والأمثلة
على ذلك كثيرة نذكر منها: أن ابن رزين حسام الدولة صاحب شنتمرية حمل الهدايا النفيسة
وتوجه بها إلى الملك الإسباني ألفونسو ليهنئه على احتلاله لطليطلة، فجازاه ألفونسو
بإعطائه قردًا؛ احتقارًا له، لكن حسام الدولة عدَّ ذلك مفخرة له. رابعًا: التنازع بين
المسلمين على الدنيا؛ حيث دبَّ النزاع بين مسلمي الأندلس على الدنيا منذ وقت مبكر،
فتنازع العرب والبربر، وتنازع اليمانية والقيسية، وتنازع الأشقاء والأقارب على المناصب،
وقد أضعف ذلك الصف الإسلامي، وأريقت دماء غزيرة، وقتل من المسلمين في صراعهم الداخلي
أضعاف أضعاف ما خسروه في فتح الأندلس وفي صد هجمات النصارى عليها. وكانت أسباب هذه
النزاعات دائمًا تافهة؛ فمثلاً وقعت فتنة مدمرة بين اليمانية والقيسية سنة 207هـ في
عهد عبد الرحمن الأوسط، سببها أن مضريًّا انتزع ورقة دالية من جنان يماني فقتله اليماني،
واستمرت الفتنة التي حاولت السلطة إخمادها سبع سنوات، وسقط فيها آلاف القتلى من المسلمين.
خامسًا: تقاعس كثير من العلماء عن دورهم الدعوي والجهادي والإصلاحي؛ فقد اشتغل كثير
منهم في المسائل الخلافية، ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، بل إن كثيرًا
منهم قد مدحوا الحكام وأثنوا عليهم وتغاضوا عن عيوبهم، وشاركوا في المنكرات، يقول ابن
حزم في وصف هؤلاء العلماء: "ولا يغرنكت فسقهم". وبدلاً من دعوة الناس إلى
الجهاد والثبات، نجد أحدهم يدعو الناس إلى مغادرة الأندلس؛ إذ يقول عبد الله بن فرج
اليحصبي المشهور بابن العسال بعد سقوط طليطلة في يد النصارى سنة 475هـ: يــــا أهــل
أنــدلــس حثـوا مَطيَّكــُمُ *** فما المقام بها إلا مـن الغلــطِ الثوب يُنسلُ من
أطرافـه وأرى *** ثوب الجزيرة منسولاً من الوسـطِ ونحن بيـن عـدو لا يفارقنـا *** كيف
الحياة مع الحيات في سفـطِ تلكم بعض أهم أسباب سقوط الأندلس، وعلى من يريد أن يحفظ
نفسه أو حزبه أو دولته من السقوط أن يعيها، ويتجنب كل أسباب السقوط. يجب علينا أن نقارن
بين ألحياة في ألأندلس و في فلسطين وأيضا ألصعوبات ألتي أدت ألى سقوط ألأندلس و ألأسباب
التي أدت الى تشرد ألشعب ألفلسطيني في شتات ألعالم.
المصادر:
1 الدكتور نبيل عبد القادر ذيب أل ملحم 2. ألدكتور
خالد الخالدي 3. ألشيخ أيمن ألشعبان . موقع فلسطينيو ألعراق . الأرض المقدسة.. حقائق
وعبر" إبراهيم عليه السلام" ( 3-14)
الدكتور نبيل عبد القادر ذيب أل
ملحم . ألمانيا . فلسطيني ألأصل من فلسطينيو ألعراق - بغداد سابقا باحث علمي طبي أخصائي
في ألمانيا – بون
Dr.Nabil AbdulKadir DEEB