عباس أول زعيم فلسطيني في العراق منذ سقوط صدام عام 2003
بغداد: رحمة السالم – 6/4/2009
تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في بغداد التي وصلها أمس، ليصبح أول زعيم فلسطيني يزور العراق منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، تعهدات من القادة العراقيين بحماية الفلسطينيين الذين يعيشون في العراق، بمن فيهم آلاف تقطعت بهم السبل في مخيمات للاجئين بعد استهدافهم من قبل ميليشيات شيعية بعد سقوط نظام صدام حسين.
وقال عباس للصحافيين في ختام محادثاته مع طالباني «نشكر الحكومة العراقية على اهتمامها بأبنائنا الفلسطينيين هنا، وهذا أمر يعتبره الرئيس جزءا من الأمن والاهتمام العراقي، ستحرص الحكومة على الاهتمام بهم». وتابع الرئيس الفلسطيني الذي التقى أيضا رئيس الوزراء نوري المالكي «لقد تحدثنا عن همومنا وقضايانا وأبرزها الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتساءل (طالباني) كثيرا عما بإمكان العراق أن يقدمه من اجل إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الفلسطيني». وأضاف «نرى اليوم التقدم العظيم في كل نواحي الحياة في الأمن والوحدة الوطنية والديمقراطية. إن البلد بدا يتقدم ويتعافى وخرج من عنق الزجاجة، وهذا أمر مهم للعرب والمسلمين». وأكد أيضا «تحدثنا كذلك عن الأوضاع المتعلقة بالحكومة الإسرائيلية، وأكدنا أن موقفنا ثابت، نريد منها الاعتراف بحل الدولتين ووقف النشاطات الاستيطانية، ليتاح لنا استئناف الحوار».
وأشاد الرئيس الفلسطيني بالسلطات العراقية. مؤكدا «نقدر دعمها الاقتصادي والمالي والمعنوي في السابق واليوم وفي المستقبل». وتابع عباس «كوننا نعيش في عالم صغير، هناك قضايا إقليمية ودولية كان لا بد أن تكون ضمن مدار البحث، خصوصا مبادرة السلام العربية، وشرحنا ما هي الخطوات التي قمنا بها، والخطوات التي سنقوم بها من اجل تطبيقها».
وقد أكد السفير الفلسطيني في بغداد دليل القسوس لوكالة الصحافة الفرنسية أن عباس التقى أيضا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، وناقش أوضاع الجالية الفلسطينية في العراق». مشيرا إلى أن «هذه المسألة أخذت جانبا مهما من النقاش». وأضاف أن «المحادثات شملت أيضا العلاقات الثنائية بين الشعبين والبلدين وقضايا أخرى».
وكانت الزيارة مقررة الخميس في 26 مارس (آذار) الماضي، لكنها أرجئت من دون تحديد الأسباب. وهي الزيارة الأولى لرئيس فلسطيني إلى العراق منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003، ودخول القوات الأميركية إلى بغداد. وكان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من القادة العرب القلائل الذين دعموا صدام حسين لدى اجتياحه الكويت عام 1990.
وأرسل عباس في فبراير (شباط) 2007 موفدا إلى بغداد بعدما ندّد بـ«الجرائم» التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق، حيث قتل وفقد مئات الفلسطينيين منذ سقوط صدام حسين، حسب أرقام رسمية فلسطينية.
إلى ذلك، قال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن أوضاع الفلسطينيين في العراق تحسنت بمن فيهم الذين لجأوا إلى مخيمات. ونقلت عنه وكالة «اسوشييتد برس» قوله إن الحكومة العراقية «تعاملت مع هذه القضية وتجاوزتها، والآن يعيش الفلسطينيون في العراق حياة طبيعية». أما لبيد عباوي الوكيل في وزارة الخارجية العراقية فقال لـ«الشرق الأوسط» إن العراق «أكد مراراً بأنه يعامل الفلسطينيين كمواطنين، وأن ما تعرضوا له خلال فترة معينة فإنهم جزء من الشعب العراقي الذي تعرض لنفس الظروف. وقد عبرت الحكومة العراقية عن استعدادها لإعادة جميع الفلسطينيين، خصوصاً الموجودين على الحدود إلى مناطق سكناهم، وبما يتناسب مع حياتهم السابقة». من جهته، قال النائب جلال الدين الصغير، النائب عن الائتلاف الموحد، لـ«الشرق الأوسط»، ان الزيارة «ستناقش مسألة الوجود الفلسطيني في بغداد لاسيما، وأن الأوضاع قد تغيرت، وأن الاتفاقات السابقة مع النظام السابق قد تغيرت، وعليه فإن الطرفين العراقي والفلسطيني يحتاجان إلى تنظيم الوجود الفلسطيني بالطريقة التي لا يكون فيها تدخل في الشأن العراقي والفلسطيني سيما مع دخول الفلسطينيين في الواقع الإرهابي والبعث في البلاد». لكن الصغير أكد «أن الفلسطينيين محترمون بهويتهم الفلسطينية، لكن ان يتدخلوا في الشأن الداخلي فإنه أمر غير مسموح».