جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقاه السيد «سعد المانع»، عضو وفد دولة قطر المشارك في أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة أمام لجنة الأمم المتحدة الرابعة (اللجنة السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار)، حول البند الخاص بـ«وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)».
وأشار البيان إلى أن قطر استجابت للاحتياجات الإنسانية الكبيرة في قطاع غزة بإعلانها خلال مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد مؤخرا في القاهرة، عن تقديم مبلغ مليار دولار لإعادة إعمار القطاع أي ما يعادل نصف المساهمات المالية المطلوبة لخطة الأمم المتحدة الهادفة إلى إعادة إعمار القطاع إثر الدمار في البنية التحتية والمنشآت العامة الهامة وآلاف المساكن.
وعبر «المانع» في بيانه عن شكره للسيد «بيير كراهنبوهل»، المفوض العام للوكالة، على إحاطته للجنة بشأن نشاط الوكالة السنوي متمنيا له النجاح في المهمة التي أوكلت له لإدارة الوكالة، كما عبر عن تقديره للوكالة لمحاولتها مواصلة خدماتها الأساسية في ظل العجز المتفاقم في الميزانية الذي تعاني منه.
وأضاف «المانع»: «لا شك أن الخدمات التي قدمتها وتقدمها الوكالة ذات طبيعة أساسية ولا غنى عنها لتحسين أوضاع مجمل اللاجئين الفلسطينيين في المجالات الأساسية التعليمية والصحية والغوثية» مشيرا إلى أن «لقضية اللاجئين الفلسطينيين أبعادا إقليمية وأثرا على التسوية السلمية لقضية الشرق الأوسط، ولهذا فإننا نؤكد على أهمية دعم عمل الوكالة لمتابعة نشاطاتها وخدماتها وأن يُقدَّم لها الدعم الدولي اللازم للقيام بذلك».
وتابع «المانع»: «من المؤسف أن تتعرض الوكالة لعراقيل أمام أدائها لمهامها وولايتها، فبالإضافة إلى القصور المالي الخطير الذي تعاني منه الوكالة، يتوجب على موظفيها العمل في ظروف خطيرة وقاسية، كما شكلت الأزمة في سوريا عبئا إضافيا كبيرا على الموارد المحدودة للوكالة، حيث إن 90% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، هذا عدا عن فقدانها للكثير من مرافقها في سوريا بما فيها العديد من المدارس والمنشآت الصحية».
ولفت إلى أنه «في غزة، تزيد الحالة الصعبة للفلسطينيين في التفاقم، لا سيما في ظل الحصار المتواصل على القطاع والعدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، مما أدى إلى تدمير العديد من المرافق الحيوية التي تديرها الوكالة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، والتي اتخذها مئات الآلاف من الفلسطينيين كمأوى لهم هروبا من بطش الآلة العسكرية الإسرائيلية» ، مثمنا في هذا الصدد الجهود الجبارة التي بذلتها الوكالة خلال الآونة الأخيرة لإيواء مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين تعرضوا للتشرد عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما أضاف «المانع» «إنه بالإضافة إلى السياسات الإسرائيلية الظالمة تجاه الفلسطينيين في الأرض المحتلة، فإن ما يثير القلق تواصل إطلاق التصريحات غير المقبولة من قبل إسرائيل بشأن عودة اللاجئين وحقوقهم غير القابلة للتصرف، وهو ما يهدد فرص الحل السلمي للقضية الفلسطينية. ولا شك أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ستسمر حتى التوصلِ إلى تسويةٍ عادلةٍ للقضية الفلسطينية بما فيها تسوية مسألة اللاجئين».
وأعرب عن قلقه للعجز المالي في ميزانية الوكالة وما ترتب عليه من تقليص للخدمات الحيوية التي تقدمها، خاصة أن هذا العجز أصبح أمرا متكررا في كل عام ويؤدي إلى وضع من الصعب استمراره، وأصبح يؤثر على فعالية الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة.
واختتم بيانه قائلا: «من هنا فقد استجابت دولة قطر للنداءات التي أطلقتها الوكالة فضاعفت من مستوى دعمها المالي السنوي للوكالة، كما أعلنت عن تقديم مساهمة مالية لصالح أنشطة وبرامج الوكالة وخاصة ما يتعلق منها بمجال التعليم وبناء وترميم المدارس.. وحث الدول الأعضاء على تقديم الدعم للوكالة لتتمكن من مواصلة أداء ولايتها».
المصدر الخليج الجديد