ليس هناك من عبيد ولكن هناك اناسا فضلوا الحياة على الحرية ، هذه مقولة للكاتب هيجل وانا هنا اخترتها لانها تنطبق على واقعنا الفلسطيني في قبرص خصوصا ، آه يافلسطينيو قبرص وكأننا لسنا من ذلك الشعب العملاق الذي سطرت له ملاحم التحدي والاباء والاصرار في صفحات الزمن والتاريخ وكأن فيروسا عجيبا اصاب هذه المجموعة فنراهم كالأموات الاحياء ( الزومبيات) يمشون دون دراية ولا ينظرون الى يمينهم وشمالهم تسير خلفهم الاخوات والاخوان والاولاد والزوجات والآباء والامهات لكن كل واحد منهم لا يأبه بالاخر فلو سقط اي انسان وهو يمشي فلا يعره الاخر اي اهتمام بل ولا ينظر اليه ويستمر بالسير باحثا لوحده عن حل عسى ان يصادفه امامه حل يضمن خلاصه ويفضل ان يكون الحل له وحده فقط دون الاخرين هذا الفيروس اصاب جهازنا العصبي وافقدنا هرمون الغضب وهرمون التحدي والاباء والاصرار وحولنا الى عبيد لحياة بلا حرية والا فماذا نسمي خنوعنا وتقبلنا للقهر والتراخي في ديننا وعاداتنا وتقاليدينا ووحدتنا فهل ان المطارات ستأخذكم الى بلاد اخرى فيها الحرية جاهزة مغلفة باكياس مكتوب عليها صنعت في الاتحاد الاوروبي ، انها ليست الحرية ما تبحثون عنها لان ما تبحثون عنه هي الحياة الخالية من اي شموخ واباء لان الحرية لا تعطى ولا توزع بل تؤخذ اخذا اذا ما أدركت انك انسان واعجب من فلسطينيو قبرص اين وحدتهم وكلمتهم التي لا تتجزأ وتعاونهم فلقد كانوا بالامس على غير هذا الحال ففي بغداد جعلنا من تجرأ على حرماتنا يتندم ويلعق المر ويحصد شر ما زرع معنا واجهنا الرصاص الباغي بالعزيمة وبغيرة لا مثيل لها ، فهل ميناس وسوتوس وبعض العنصريين هنا يخيفون اكثر من الميليشيات والقوات الامريكية التي كانت تساندهم في العراق نحن لا نريد ان نقاتل بالرصاص هنا لكن يجب علينا القتال برفض كل ما هو مسيء لنا كشعب له حريته حتى وان كان لاجئا متشردا وله كرامته ولنا ديننا الحنيف الذي هو امانة باعناق المؤمنين جميعا وان كانت قبرص لا تريدنا كراما مسلمين فتبا لها فلنخرج ونقول لهم لا نريد هذا الاستعباد ولندوس امام اعينهم الحياة الخالية من الحرية ولنقل لهم اخرجونا من ارضكم ان كنا فعلا لا نروق لكم كمسلمين شرفاء وتحملوا كل تبعات قبولكم بنا عندما لجأنا إليكم وانتم كنتم تعلمون حينها بأننا مسلمين ولا نرضى بأن نكون غير ذلك ، وأنا هنا لن أخوض بالحل ( كالاعتصامات ، أو التوجه للمنظمات المدنية ، أو الذهاب الى السفارة ، او اي حل آخر ) فهذا يتقرر عندما تجتمعون على كلمة واحدة وتتفقوا على أن يسمع أحدكم الاخر حينها سنتوصل لافضل الحلول وسنكون كالقاطرة العملاقة لا يستطيع كائنا من كان بالوقوف أمامها لان أقبح الناس لا يستطيعون انكار الحرية على اي انسان لكن ان طالب بها ولا يهرب منها على متن طائرات تأخذه بعيدا لانه لا يعرف كيف يصنع الحرية وان يثبت باننا لسنا عبيد لاننا نفضل الحرية على الحياة .
محمد كمال من قبرص
4/3/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"