الغد : فلسطينيو العراق محاصرون ومستهدفون ويخشون الظهور

بواسطة قراءة 4736
الغد : فلسطينيو العراق محاصرون ومستهدفون ويخشون الظهور
الغد : فلسطينيو العراق محاصرون ومستهدفون ويخشون الظهور

لكنه يجاهد للخروج منذ أن اعتقلت قوات الأمن العراقية شقيقه غزوان وثلاثة فلسطينيين آخرين في إطار حملة على المقاتلين الأجانب من الدول العربية ومهاجمين عراقيين يشتبه في قيامهم بأنشطة "إرهابية".

 

وتساءل نور الدين قائلا "لم يفعل شيئا. هل هي جريمة أن تكون فلسطينيا."

 

والعراق كان الوطن الوحيد بالنسبة لبعض اللاجئين الفلسطينيين منذ ان استقرت اسرهم فيه بعد نكبة عام 1948.

 

وانخرطوا في المجتمع على مر السنين فعملوا اطباء واصحاب مقاه وعمالا في هذه الدولة الغنية بالنفط لكنهم يجدون انفسهم الآن تحت المراقبة من جانب الشرطة ومسؤولي الدولة والحكومة وحتى جيرانهم.

 

وقال نور الدين "فليرحلونا إلى فلسطين أو أي دولة أخرى".

 

بعض العراقيين يعتقدون أن الفلسطينيين في العراق تمتعوا ببعض المزايا مثل التعليم المجاني والاسكان منخفض التكلفة في عهد صدام حسين.

 

والآن يقول بعض من نحو 20 ألف فلسطيني في العراق إنهم مستهدفون دون وجه حق من حملات الحكومة على المقاتلين ويتعرضون لسوء المعاملة من جانب العراقيين الذين يعتقدون أنهم دللوا في عهد صدام أو بحجة انهم متورطون في الهجمات.

 

وقال القائم بأعمال سفارة فلسطين في العراق دليل قسوس "اعتقل 25 فلسطينيا في ايار (مايو) وهم ابرياء."

 

وبدأت مشاكل أسرة نور الدين عندما جاءت قوات الأمن العراقية إلى شقة غزوان بعد أن قتل 14 شخصا في انفجار قنبلة في سوق مزدحم في شرق بغداد في ايار الماضي. وقال أقاربه إنهم ضربوه ثم اخذوه.

 

وقال ثائر "أطلقوا النار على باب شقته. وبعضهم دخل حجرة النوم."

 

وظهر غزوان والفلسطينيون الثلاثة الآخرون في برنامج (ارهابيون في قبضة العدالة) التلفزيوني الذي يعرض مشتبها فيهم يعترفون بجرائم من التفجيرات إلى الاغتصاب.

 

ولم يكن ممكنا تحديد ما إذا كانت الاعترافات حقيقية ام لا. وبعض المشتبه فيهم الذين ظهروا في البرنامج كانوا يعانون من كدمات في وجوههم ومنهم واحد من الفلسطينيين الأربعة.

 

 وكثيرا ما يشكو المعتقلون من التعرض للضرب على يد قوات الامن والشرطة العراقية.

 

ودفعت الاعتقالات الفلسطينيين لتجنب الظهور في الأماكن العامة.

 

وفي حي البلديات الفقير في بغداد الذي يضم العديد من اللاجئين الفلسطينيين المتاجر مغلقة والشوارع الضيقة هادئة وهناك بضع دراجات مصطفة بجوار أكواخ من الزنك. أطل طفل يحمل لعبة على شكل بندقية برأسه من إحدى النوافذ.

 

وقالت هالة اخت غزوان "لا نستطيع إظهار بطاقات هويتنا لأنهم سيعرفون أننا فلسطينيون. إنهم يعتقدون أن العرب والفلسطينيين إرهابيون." على حد زعمهم.

 

وأضافت "عندما نذهب إلى السوق ينعتوننا بالإرهابيين.

 

 لا يمكننا حتى أن نستقل سيارة أجرة لانهم يصفوننا بالإرهابيين."

 

واللاجئون الفلسطينيون الذين ولد الكثيرون منهم في العراق لم يكن لديهم سيطرة تذكر على مصائرهم ومازالوا كذلك. فافتقارهم لوثائق سليمة كان يصعب سفرهم خارج العراق.

 

وقال بروش شاويس المسؤول بوزارة الدفاع العراقية إن قوات الأمن لم تستهدف الفلسطينيين بالتحديد لاعتقالهم لكنها تعتقل أي مشتبه فيهم من العرب الذين لا يملكون أوراقا سليمة.

 

وقال "للأسف هناك أجانب وعرب يشاركون في أعمال إرهابية وتفجيرات وتلغيم سيارات." زاعما ان "من حق الحكومة العراقية وقوات الأمن اتخاذ إجراء ضدهم لان حياة الأبرياء تهدد."

 

ولا يملك الفلسطينيون سوى الامل في أن تتراجع حدة أعمال العنف التي تهدد بالتحول إلى حرب أهلية حتى تخف الضغوط عليهم.

 

لكن المقاتلين صعدوا هجماتهم منذ تشكيل حكومة جديدة في أواخر نيسان (إبريل) فقتلوا أكثر من 800 شخص ومنهم مدنيون وأفراد من قوات الأمن.

 

لكن ثائر وغيره من الفلسطينيين لا يقدمون على أي مغامرة، فقد أغلق ثائر ورشته للحام بعد أن اصبح الناس ينادونه بشقيق الإرهابي بعد الاعترافات التي بثت في البرنامج التلفزيوني والتي ربطت غزوان بتفجير في بغداد.

 

وتقول أسرة نور الدين إن غزوان كان مجرد صاحب مقهى وليس شخصا يمكنه تنفيذ تفجير ترك أشلاء وجثث الضحايا متناثرة تحت السيارات المحترقة.

 

وقالت هالة وهي تجلس بجوار أطفال غزوان وتمسك بصورته "لا نشعر بأي عداء للعراقيين. ولسنا على صلة بأي إرهابيين." وأضافت "من سيرعى هؤلاء الأطفال."

 

ولم يعد لدى الاسرة المقيمة في حي البلديات الفقير أي أمل في مستقبل لها في العراق. لكنها مثل غيرها من الأسر ليس أمامها خيار آخر.

 

وقال ثائر "عندما نسمع أي صوت يشبه صفارات سيارات الاسعاف تنخلع قلوبنا خوفا. اخشى ان يقتلوني لأني شقيق الفلسطيني."

 رويترز