وبحسب الإحصاءات الرسمية، يعيش نصف الفلسطينيين البالغ
عددهم نحو 13 مليون نسمة خارج "فلسطين الانتدابية"، موزعين حول العالم،
خصوصاً في الأردن ولبنان وسوريا، إضافة إلى مصر والعراق ودول الخليج العربي
وأوروبا والأميركيتين وأستراليا.
التمييز بين اللاجئين
وتُميز منظمة التحرير الفلسطينية بين اللاجئين الذي
أجبرتهم "إسرائيل" على ترك بلادهم خلال النكبة عام 1948، وبين المغتربين
الذين هاجروا طواعية لأسباب اقتصادية واجتماعية خلال موجات متلاحقة بدأت منذ القرن
التاسع عشر.
ولذلك أنشأت منظمة التحرير، دائرة شؤون المغتربين إلى
جانب دائرة شؤون اللاجئين كعلامة على التمييز بينهما. وأظهر مسح شامل أجراه
"المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين" أن نحو 8.7 مليون
فلسطيني أي 66.7 في المئة من الفلسطينيين يعتبرون لاجئين داخل فلسطين وخارجها، بينهم
مليونان ونصف في الأردن و475 ألفاً في لبنان و560 ألفاً في سوريا.
ولتكوين قاعدة بيانات عن أماكن وجود فلسطينيي الخارج
وقدراتهم وإمكاناتهم وتاريخ اغترابهم، بدأت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير
في عملية الإحصاء من فنزويلا.
اللجنة
العليا
ولا يقتصر المشروع على إحصاء المغتربين الفلسطينيين
فقط، لكنه سيشمل اللاجئين الفلسطينيين الموزعين في أصقاع الأرض، خصوصاً في الأردن
ولبنان وسوريا.
وقالت مصادر فلسطينية لـ "اندبندنت عربية"،
إن وكالة "غوث" وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ستساهم في عملية
الإحصاء حيث تمتلك بيانات كاملة عن اللاجئين.
ومن أجل ذلك، شكل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اللجنة
العليا لإحصاء المغتربين برئاسة نبيل شعث، وعضوية وزير الخارجية، ورئيس دائرة
اللاجئين، ورئيسة الجهاز المركزي للإحصاء، ورئيس الأكاديمية الفلسطينية للعلوم
والتكنولوجيا.
وبالتعاون مع الخارجية الفلسطينية والجهاز المركزي
الفلسطيني للإحصاء، أجريت عملية تجريبية لإجراء عملية الإحصاء في فنزويلا، لمعرفة
فرص النجاح واستكشاف العقبات التي ممكن أن تواجه العملية ومحاولة تفاديها.
وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة نبيل شعث، إن
المشروع "طموح وغير مسبوق لتوثيق عملية إحصاء المغتربين الفلسطينيين في
الشتات"، مضيفاً أنه يهدف إلى تفعيل دور فلسطينيي الخارج وإبقاء صلتهم بفلسطين.
وأضاف شعث أن عملية الإحصاء كان يطمح بتنفيذها منذ
تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، مضيفاً أن لا يوجد إحصاء حقيقي بأعداد
المغتربين الفلسطينيين ولكن هناك تقديرات فقط.
وأوضح شعث أن عملية الإحصاء لن تقتصر على الأعداد فقط
لكن ستشمل تفاصيل كيف وأين هاجر الفلسطينيون وتخصصاتهم.
وأضاف أن عملية الإحصاء ستساهم في انتخاب المغتربين
لممثليهم في المجلس الوطني الفلسطيني وليس عن طريق الاختيار كما كان يجرى سابقاً.
تشكيك
لكن الخبير في شؤون المغتربين نهاد أبو غوش يشكك في
إمكانية إجراء الإحصاء، مشيراً إلى أنه "عملية مقعدة وصعبة تحول دون إجرائها
عقبات قانونية وسياسية بسبب وجود فلسطينيين يحملون جوازات سفر أجنبية".
وقال إن الدعوة للإحصاء "غير جادة وليست سوى
علاقات عامة وعملية عقيمة لن تفضي إلى نتيجة".
وتشكو الجاليات الفلسطينية في الخارج من عدم وجود جسم
موحد لها، إذ انعكست حالة الاستقطاب والانقسام بين "حركتي فتح وحماس"
عليها.
فهناك أكثر من خمسة أجسام تمثيلية للمغتربين، موزعة بين
"حركتي فتح وحماس وتيار القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان والجبهتين
الشعبية والديمقراطية".
المصدر :
اندبندنت عربية
16/4/1441
13/12/2019