وقد ذهبت الأخت أم أشرف زوجة الأخ سامي محمد
رشيد مصطفى أحمد إبراهيم لتفقد منزلها قبل عدة أيام ولجلب بعض الحاجيات فتفاجئت
بوجود عدد من أفراد كتيبة تابعة للجيش السوري الحر في البيت وقامت بسؤالهم ماذا
تفعلون هنا فأجابوها عدة أجوبات وهي انهم سمعوا صوت لصوص في البيت فدخلوا ليحموه
وانهم ينامون في الشارع في هذا البرد الشديد مع وجود هذا البيت فارغ وبيوت كثيرة ،
كما وجدت اغراض البيت مبعثرة ودواليب الملابس مكسرة مع فقدان معظم الملابس وجزء
منها ملقى على الأرض .
وكان تعامل أفراد هذه الكتيبة في الجيش السوري
الحر معها مؤدبا وجيد جدا وقاموا بدعوتها كي تعود هي وعائلتها الى المنزل وقالوا
لها نخرج فورا حال عودتكم وقاموا بإيصالها بسيارتهم مع أغراضها الى اقرب مكان
تستطيع منه مغادرة المخيم .
ورغم هذا التعامل الجيد والأخلاقي من قبل
هؤلاء الأخوة في الجيش الحر مع الأخت أم اشرف فإن هذا لا يعني السكوت على هذا الخطأ
الفادح الذي قاموا به وهو دخول بيت غير بيتهم بدون استئذان وخصوصا انهم يحملون
الراية الإسلامية ، ولذلك نذكرهم بقول الله تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ
بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النور : 27] .
وكذلك ترتب على دخولهم إلى البيت فقدان
جزء من الأغراض وهو الملابس ، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى
أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ
اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } [النساء : 58] .
وبما انهم يتواجدون في المخيم فهم مسؤولون
عن سلامة ارواح الناس وسلامة البيوت والممتلكات في المخيم ، قال تعالى : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } [ الصافات
: 24] .
لذلك نناشد الأخوة في الثورة السورية
والجيش السوري الحر جميعا بإعادة الأمانات إلى أهلها ونذكرهم برسالة الخليفة
الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله مخاطبا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في معركة
القادسية :
كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص رضي
الله عنهما ومن معه من الأجناد :
أما بعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل
العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب ، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً
من المعاصي منكم من عدوكم فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم ، وإنما ينصر
المسلمون بمعصية عدوهم لله ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة .. لأن عددنا ليس كعددهم
ولا عدتنا كعدتهم .. فإن استوينا في المعصية.. كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا
ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا ، واعلموا أن عليكم في مسيركم حفظة من الله
يعلمون ما تفعلون ، فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ولا
تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا وإن أسأنا فرب قوم قد سلط عليهم شر منهم
كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار
وكان وعداً مفعولاً ، واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم
، أسأل الله ذلك لنا ولكم ، وترفق بالمسلمين في مسيرهم.. ولا تجشمهم مسيراً
يتعبهم .. ولا تقصر بهم على منزل يرفق بهم حتى يبلغوا عدوهم والسفر لم ينقص قوتهم
فإنهم سائرون إلى عدو مقيم حامي الأنفس والكراع ، وأقم ومن معك في كل جمعة يوم
وليلة حتى تكون لهم راحة يحيون فيها أنفسهم ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم ، ونح منازلهم
عن قرى أهل الصلح والذمة فلا يدخلها من أصحابك إلا من تثق بدينه ولا يرزأ أحداً
أهلها شيئاً فإن لهم حرمة وذمة ابتليتم بالوفاء بها كما ابتلوا بالصبر عليها فما
صبروا لكم فتولوهم خيراً ، ولا تستنصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح ، وإذا
وطئت لأرض العدو .. فأذك العيون بينك وبينهم ولا يخف عليك أمرهم ، وليكن عندك
العرب أو من أهل الأرض من تطمئن إلى نصحه وصدقه فإن الكذوب لا ينفعك خيره وإن صدقك
في بعضه والغاش عين عليك وليس عينا لك ، وليكن منك عند دنوك من أرض العدو أن تكثر الطلائع
وتبث السرايا بينك وبينهم فتقطع السرايا أمدادهم وموافقهم وتتبع الطلائع عوراتهم
، وانتق للطلائع أهل الرأي والبأس من أصحابك وتخير لهم سوابق الخيل ، فإن لقوا
عدوا كان أول ما تلقاهم القوة من رأيك .. واجعل أمر السرايا إلى أهل الجهاد والصبر
على الجلاد .. لا تخص بها أحداً يهوى فيضيع من أمرك ورأيك أكثر مما حابيت به أهل
خاصتك ، ولا تبعثن طليعة ولا سرية في وجه تتخوف عليها فيه غلبة أو ضيعة ونكاية ، فإذا
عاينت العدو فاضمم إليك أقاصيك وطلائعك وسراياك واجمع إليك مكيدتك وقوتك ثم لا
تعاجلهم المناجزة ما لم يستكرهك قتال حتى تبصر عورة عدوك ومقالته وتعرف الأرض كلها
كمعرفة أهلها بها فتصنع بعدوك كصنعه بك ، ثم أذك أحراسك على عسكرك وتيقظ من البيات
جهدك ، ولا تؤتي بأسير ليس له عقد إلا ضربت عنقه لترهب بذلك عدو الله وعدوك ، والله
ولي أمرك ومن معك وولي النصر لكم على عدوكم والله المستعان.
ولا بد من الانصاف والتذكير بأن هذا الخبر
لا يشمل الجميع لاننا سمعنا ان هنالك محافظة على ممتلكات الناس ومحاسبة واعتقال
اللصوص والحزم مع الخروقات ولكن هذه التذكرة هي للجميع ونطلب منهم أن يكونوا مستمرين
في الحرص على بيوت وممتلكات أهلنا في مخيم اليرموك لأنهم سوف يسألون عن ذلك يوم
القيامة .
وعائلة الفلسطيني سامي محمد رشيد مصطفى أحمد
إبراهيم أبو أشرف هي من العوائل المنكوبة حالها حال معظم عوائل فلسطينيو العراق في
سوريا هو وعائلة صهره عبدالله محمد علي الحمودي حيث غادورا العراق مطلع عام 2010
هروبا من استمرار تردي الوضع الأمني واستهداف الفلسطينيين بشكل خاص متوجهين إلى
سوريا ثم بعد اشهر تعرض بيتهم للسرقة وتمت سرقة ذهب كان في المنزل وبعض الأثاث ثم
تعرض بيت صهره عبدالله محمد علي الحمودي الكائن في شارع الجاعونة في المخيم في شهر
9 من العام الماضي 2011 للقصف والهدم وفقدان جميع ممتلكات البيت وإصابة ابنته زوجة
الأخ عبدالله الحمودي بجروح ثم تم نزوحهم جميعا من مخيم اليرموك بعد الأحداث
الأخيرة واستقروا في مدرسة نازحي فلسطينيو العراق .
نسأل الله تعالى أن يعوضهم خيرا ونسأله
الله تعالى الفرج القريب والعاجل لإخواننا وأهلنا الفلسطينيين والسوريين في شامنا
الحبيبة .
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة
النشر بشرط ذكر المصدر"