يبدو أن ألوان وأشكال معاناة الفلسطينيين في العراق ليس لها حد ، وكلما تتكشف بعضها تزداد المأساة لما تعرضوا له من ضنك العيش والإهمال الكبير دوليا وإسلاميا وعربيا وفلسطينيا .
نقف الآن مع حالة جديدة من الحالات الإنسانية التي عانت في العراق ثم مخيم الوليد ليكون مآلها أوربا ، فالأب وهو أكرم محمد رزق العساف ( مواليد 1950 ) الذي اضطر لمغادرة مسكنه والالتحاق بمخيم الوليد الصحراوي الحدودي فرارا من القتل المنظم وهربا من الميليشيات الطائفية وحفاظا على حياته وحياة عائلته ، والأب مريض بالقلب وبعد استحصال الموافقة من قبل مفوضية اللاجئين بالتنسيق مع منظمة ( ICS ) على ترحيل عائلته لعلاجه ولجوءه إلا أن المنية سبقت سفرهم حيث توفي بتاريخ 13/11/2007 ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) .
أحد أبناء تلك العائلة المنكوبة أيضا يعاني من مرض وهو طارق أكرم ( مواليد 1981 ) ليتم استحصال موافقة أخرى على سفرهم وعلاجهم ولجوئهم إلا أن القدر سبق كل شيء فتوفي طارق بتاريخ 1/3/2008 ليتأخر رحيلهم وتزداد معاناتهم ومحنتهم .
الابن الآخر عامر أكرم العساف يعاني من مرض السكر ( مواليد 1986 ) ارتفع عنده السكر ليصاب بالعمى الجزئي فأرسله طبيب المخيم المختص إلى مستشفى ابن الهيثم لإجراء عملية جراحية في عينيه إلا أن عامر تفاجئ بالزخم الشديد للمرضى الذين يراد لهم مثل هذه العملية وأنه سوف يتأخر كثيرا حتى يجريها ، ليقوم بتقديم أوراقه عن طريق منظمة ( ICS ) بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين وتأتي الموافقة للعلاج واللجوء في هولندا ليرحل مع من تبقى من العائلة في شهر 3/2008 .
هنا لابد من تقديم الشكر لمنظمة ( ICS ) وكل من ساهم وعمل على التخفيف من معاناة أي من أبناء فلسطين في العراق بعد أن ضاقت بهم الحيل وانقطعت بهم السبل ، ونطالب ونتمنى من تلك المنظمة أو من يخلفها المزيد في التخفيف عن مرضى الفلسطينيين وجميع الحالات الإنسانية لا سيما المزمنة والمستعصية منها ، قبل فوات الأوان وقبل فراق مزيد من المرضى بسبب تأخر علاجهم وعدم الاستعجال والاهتمام بملفاتهم ، كفقيد الصبي نادر وليد مرشد والفقيد الطفل أحمد وليد محمد يوسف والطفل ميلاد محمود يونس والفقيدة الشابة صابرين إبراهيم حداد .