الميليشيات المدعومة والمسنودة من الحكومة الطائفية لم تدم ، إذ فُجع أهالي المخيم وسائر الفلسطينيين بوفاة الشاب أسامة جمال زهدي ملحم ( 32 عام ) في مخيم الوليد بتاريخ 28/1/2007 لسوء الأحوال الجوية هناك وصعوبة الأوضاع المعيشية ، ولتعرض قافلتهم في إحدى السيطرات الميليشياوية للضرب والإهانة في أطراف بغداد ، مع ما يعانيه من أمراض مزمنة كالربو وضيق التنفس ، ويذكر أن الفقيد رحمه الله من سكنة منطقة الزعفرانية التي تعرضت للويلات على يد ميليشيا جيش المهدي هناك وقد استولت على العديد من مساكن الفلسطينيين هناك وتم تهجير أعداد أخرى .
وعندما أراد ذوو الفقيد وأقرباءه الذهاب لحضور مجلس العزاء من منطقة الدورة باتجاه الغزالية حيث يسكن أهل الفقيد أصيبوا بعيارات نارية في الطريق عندما وافقهم اشتباكات وكانوا بين الطرفين ، كان ذلك بتاريخ 30/1/2007 وهم محمد جمال وأحمد عبد القادر وعلا عبد الرحمن ومها أم محمد نقلوا على إثرها إلى أحد المستشفيات التي لا تسيطر عليها الميليشيات وفي طريقهم اعترضتهم نقطة تفتيش للحرس الوطني اضطروا لإبلاغهم أنهم شيعة وتعرضوا لاعتداء وقد نجحوا في النجاة من هذه السيطرة بمشقة وعناء .
وضمن المشهد اليومي لأعمال العنف التي تشهدها البلاد إذ سقطت عدة قذائف هاون على حي العدل يوم السبت الموافق 27/1/2007 أصابة إحداها منزل الفلسطيني فيصل حسن أحمد الحميدي ما أدى لتعرضه بأضرار مادية بالغة .
وفي عصر الأربعاء الموافق 31/1/2007 تم اختطاف قيس عباس الزبن وابن شقيقه عبد الله نبيل عباس الزبن على الطريق السريع قرب منطقة المهدية أفرج عنهم بعد ساعتين بعد أن تعرضوا للضرب الشديد وحدوث نزيف حاد لأحدهم ، ويذكر أن قيس كان معتقلا لأكثر من سنتين لدى القوات الأمريكية وقد أفرج عنه قبل ثلاثة أسابيع .
وعلى الرغم من قلة عدد الفلسطينيين في العراق إلا أن الانتهاكات التي يتعرضون لها ليس لها حدود وفاقة كل التصورات ، فهذا أحد الفلسطينيين من سكنة مجمع البلديات وهو محمد حسين مناع حيث يعمل في معمل لصناعة الألبان قرب اليوسفية وبينما كان عائدا من عمله في تمام الساعة الثالثة من عصر يوم الخميس الموافق 1/2/2007 اعترضته نقطة تفتيش تابعة لمغاوير الداخلية في اليوسفية وتم احتجازه عندهم ، ويذكر أن ابنته نور قد لقيت حتفها ضمن القصف الذي استهدف مجمع البلديات بتاريخ 13/12/2006 .
وقبل ذلك بيوم وتحديدا عصر يوم الأربعاء الموافق 31/1/2007 تم اختطاف شاب فلسطيني اسمه ( --- ) ويسكن في حي العامل مع صديق عراقي سني وبعد عدة وساطات وتدخل أحد السادة الموسويين تم الإفراج عنه ، وأفاد بأنه صديقه تم تصفيته أمامه .
ولدحض دعاوى واتهامات وتحريضات الطائفيين العنصريين من الحكوميين والميليشيات التي تقود البلاد إذ سقط فلسطينيين صريعين في تفجيرات مدينة الصدرية يوم السبت بتاريخ 3/2/2007 والتي راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح ، والفلسطينيين هما حسين علي عقاب وآخر يسمى نزار وهما يعملان في مطعم جمال للأكلات الشعبية في سوق الصدرية وهم مطعم مشهور وقديم لدى أهالي ورواد المنطقة ، وهذا الحادث يدل دلالة قاطعة على أن الفلسطينيين هم أيضا ضحايا لهذه الأعمال كسائر العراقيين فلماذا بعد ذلك تخرج مظاهرات في شارع فلسطين تطالب بضرورة طرد جميع العرب من العراق ، ولم يبق فيها إلا قلة قليلة من المغلوب على أمرهم من الفلسطينيين وأفراد من جنسيات عربية أخرى يذوقون أشد أنواع العذاب والتنكيل في بلاد الرافدين على يد أناس أصبحوا يستمرأون ذلك ، ومن باب الشيء بالشيء يذكر أن الفلسطيني لا يتمكن من مغادرة أماكن تجمعه ولا التنقل ولا مزاولة الكثير من أعماله لأنه عرضة لاصطياد الميليشيات والقوات الحكومية على الهوية فكيف يتمكن من تفجير بهذا الحجم ؟!!!!!.
وضمن نفس المأساة والمعاناة التي الفلسطيني ليس بمعزل عنها لقي الفلسطيني علاء حسن الشلبي حتفه يوم الأحد الموافق 4/2/2007 في منطقة الأعظمية جراء سقوط قذائف الهاون المستمرة على المنطقة وهو من سكنة المنطقة القدامى ويعمل في مطعم هناك ، ويذكر أن ابن عمه إبراهيم لطفي تم اختطافه وقتله من منطقة المشتل بتاريخ 2/12/2006 .
ولو نظرنا لتلك المعاناة من مشهد آخر ومنطقة أخرى لوجدنا أيضا تضييق تلك الجهات الحكومية التي يفترض أن تحمي المواطنين من بطش الميليشيات ، حيث قامت قوة تابعة لمغاوير الداخلية باعتقال الفلسطيني كمال توفيق مصطفى يوم الأحد الموافق 4/2/2007 في منطقة الطوبجي أفرج عنه ليلا بعد أن أدموه ضربا .
وباستمرار أعمال العنف والتي أصبح الفلسطيني إحدى الضحايا فيها لا زالت الدفعات تصل تباعا إلى مخيم الوليد الذي أنشأ في شهر 12/2006 ليصل وينضم إليهم ( 46 فلسطيني ) بتاريخ 6/2/2007 ثم تتوالى تلك القوافل والعوائل النازحة لتتتجاوز 400 فلسطيني بينهم أطفال ونساء ومرضى وهم يمرون بحالة مأساوية وإنسانية سيئة جدا .
المحنة مستمرة والفاجعة تزداد عندما لا يجد من يعيش في عراق الديمقراطية الجديد ما يستطيع من خلاله إيجاد أبسط مقومات الحياة ، حيث بعد تعرض منزله للقصف في حي العدل ووإصابته بأضرار جسيمة ، ذهب الفلسطيني فيصل حسن أحمد الحميدي ( 50 عام ) للتسوق والتبضع مع بعض أصدقائه من محال تجارية مطرفة في حي العدل وقفت بجانبهم سيارة فيها مسلحين أمطرتهم بوابل من الرصاص ليسقط هو وأصدقائه وصاحب الأسواق جميعا قتلى في الحال .
نختم هذه المشاهد المؤلمة التي يتسائل كل فلسطيني من خلالها أين أمة المليار ونصف مسلم ؟! وأين الدول العربية التي تتبجح بإيجاد حلول للقضية الفلسطينية ؟! وأين ما يسمى بالمجتمع الدولي من هذه الانتهاكات ؟! وأين ... وأين .... ؟!!!!
الحاجة آمنة يحيى عبد العزيز من مواليد قرية عين غزال 1936 قدرها أن تتشرد بعد النكبة وتأتي إلى العر اق عام 1948 حيث مرت بكل الحقبات والفتن التي حدثت لهذا البلد الجريح السليب ، وعندما تتعرض لنوبة قلبية في ليل 19/1/2007 ولم تجد للإنسانية آذانا صاغية في ظل مجتمع ينادي ويصرح كذبا بمنظمات وجمعيات الرفق بالحيوان ؟!!!!!! فأين هم عن أولئك النفر ؟! ولم يتمكن ذووها من نقلها في نفس الليلة إلى أي مستشفى ، ونقلت في اليوم التالي إلى مستشفى ابن النفيس ولعدم الاطمئنان في هذا المستشفى الذي تسيطر عليه الميليشيات تماما اضطروا لنقلها بعد يومين إلى مستشفى آمن خالي من الميليشيات واستمرت في غيبوبتها إلى أن توفاها الله بتاريخ 23/1/2007 ، والمحنة مستمرة فهل لها مدى وحدود ؟!!!.
10/2/2007