فلسطينيو 48 ضحايا التحريض الإسرائيلي

بواسطة قراءة 4051
فلسطينيو 48 ضحايا التحريض الإسرائيلي
فلسطينيو 48 ضحايا التحريض الإسرائيلي

غذت التصريحات العنصرية والتحريض على العنف من قبل القيادات الإسرائيلية، عمليات الملاحقة السياسية والاعتقالات التعسفية بحق فلسطينيي الداخل، الذين باتوا يشعرون أنهم في دائرة الخطر، حيث سجلت عشرات حالات الاعتداء الجسدي.

وتحولت شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية إلى حلبة للتحريض، فقد أطلق وسم "الموت للعرب"غرد النص عبر تويتر ووسم "الموت للمخربين"، وشعار "كراهية العرب ليست عنصرية إنما هي قيم"، وعبارات تدعو لمقاطعة اقتصادية للأسواق الفلسطينية من خلال ملصق بعنوان "قمامة من يشتري من العرب".

استطلاع للرأي

وكشف استطلاع للرأي أعده المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا "مدى الكرمل"، النقاب عن انعدام الشعور بالأمن لدى فلسطينيي الداخل، بسبب تنامي العنصرية وموجة التحريض على القتل التي تعززت بعد انطلاق هبة القدس.

وحمل 78% من المشاركين في الاستطلاع الحكومة الإسرائيلية مسؤولية اندلاع المواجهات، وعبر 66% منهم عن أنهم في دائرة الخطر، عقب دعوات للجمهور الإسرائيلي بحمل السلاح وتسهيل ترخيصه.

وأبدى 43% من المشاركين في الاستطلاع -الذي شمل 307 أشخاص- خشيتهم من تنفيذ اعتداء مسلح من قبل يهود متطرفين على بلدات عربية، في ظل الأوضاع الراهنة، بينما أكد 70% أنهم يتجنبون التحرك داخل البلدات اليهودية خوفا على حياتهم.

وبشأن مدى تأييد المجتمع الإسرائيلي دعوات سياسيين ومسؤولين بالحكومة والأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص وقتل منفذي عمليات الطعن، فيقدر 64% ممن شملهم الاستطلاع أن هذه التصريحات تجد تأييدا واسعا في صفوف اليهود.

مشاعر الانتقام

وحمّل النائب بالكنيست عن القائمة المشتركة الدكتور عبد الله أبو معروف الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تنامي مظاهر العنصرية والتصريحات التحريضية التي حفزت لدى الإسرائيليين مشاعر الانتقام وتنفيذ الاعتداءات الجسدية على الفلسطينيين بالداخل.

وحذّر أبو معروف من تداعيات التشريعات العنصرية والتعديل على القوانين التي تخول الشرطة صلاحيات واسعة، مثل تفتيش أي شخص في مكان عام، وإرغامه على خلع ملابسه حتى دون شبهات وعدم وجود مخاطر على الجمهور.

بدوره، يرى النائب بالكنيست دوف حنين أنه بسبب حالة الخوف والإرباك التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي، فإن حكومة بنيامين نتنياهو تدفع نحو مزيد من الخطوات التمييزية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني.

ولفت حنين في حديثه للجزيرة نت إلى أن النهج الذي يتبعه نتنياهو يعكس حالة الهستيريا، الأمر الذي من شأنه إفشال أي حراك يدعو للسلم، وعرقلة أي مبادرة لتجديد مسيرة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتعطيل الفرص لبناء مستقبل آخر للشعبين.

ويعتقد بأن التشريعات العنصرية ومنح رجال الشرطة صلاحيات واسعة للتفتيش تمس حرية الإنسان وكرامته، وتتنافى مع بعض مواد الدستور التي تمنع التمييز العنصري.

اختراع العدو

وأبدى رئيس اللجنة الشعبية في وادي عارة - قضاء أم الفحم- أحمد ملحم قلقه الشديد حيال الأجواء العدائية التي يعيشها فلسطينيو الداخل، متهما نتنياهو بتصدير أزماته وعجزه، وابتكار عدو جديد، وبهذه المرحلة اختار الداخل الفلسطيني، كطوق للنجاة حين أجاز الإعدامات الميدانية واستباحة الدم الفلسطيني.

وقال ملحم للجزيرة نت إن "الداخل الفلسطيني يعيش حالة استفزازية ترافقها أجواء تحريضية وعدائية، الأمر الذي خلق حالة هستيرية بالمجتمع الإسرائيلي، الذي ينظر للعربي كعدو يجوز الاعتداء عليه وقتله، دون حسيب ورقيب".

واستبعد إمكانية أن تعود العلاقات بين أبناء الشعبين لسابق عهدها، مبينا أن التصريح باستباحة الدم العربي ووصف النضال الفلسطيني "بالإرهاب"، وتبرير العنصرية والتحريض الدموي والإعدام الميداني بالدفاع عن النفس، تعكس مدى انحدار السياسة الإسرائيلية نحو الفاشية والأبرتهايد (الفصل العنصري).

 

المصدر : الجزيرة