عدم المساواة في التقاعد يهدد عدد كبير من المهاجرين

بواسطة قراءة 2606
عدم المساواة في التقاعد يهدد عدد كبير من المهاجرين
عدم المساواة في التقاعد يهدد عدد كبير من المهاجرين

لارش أندرسون أستاذ في شعبة شؤون المسنين في جامعة لينشوبينغ، وصاحب كتاب جديد عن المساواة بين المسنين، قال أن فرهاد تضرر من القانون الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2003، والذي لا يصب في مصلحة المهاجرين البالغين الذين لم يعملوا لسنوات طويلة في السويد .

وأضاف أندرسون بالقول " ذلك يعتمد على هيكلة نظام التقاعد الجديد، الذي يفرض العمل أطول فترة ممكنة، وعدم دخول سوق العمل في سن 20 و25 سنة، والإستمرار إلى سن 65 و67، فذلك من شأنه أن يطرح العديد من المشاكل وكل شهر أو سنة من دون عمل يزيد الأمر تعقيدا " .

الأشخاص الذين يحصلون على أجور تقاعدية منخفضة أو منعدمة، يمكن أن يستعينوا بحل آخر ويدخلون في نظام "التقاعد المضمون". لكن للحصول على تقاعد كامل يجب العيش في السويد لمدة أربعين سنة على الأقل، وهو الأمر الذين لا ينطبق على عدد كبير من المهاجرين الذين يصلون إلى السويد، وهو ما جعل فرهاد حاجو الإتصال بمصالح التقاعد وطرق العديد من الأبواب بما في ذلك وسائل الإعلام، لكن كل تلك المجهودات لم تجد نفعا .

وقال لارش أندرسون " الأمر صعب جدا بالنسبة للمهاجرين الذي وصلوا إلى السويد وهم على عتبة الثلاثين سنة، فبإمكانهم العمل إلى حدود 65 و67 سنة أو حتى 69، لكن ذلك لا يعني حصولهم على تقاعد جيد، فوصولهم إلى السويد في سن الثلاثين على سبيل المثال وحاجتهم لسنوات أخرى لدخول سوق العمل يشكل عائقا في مرحلة التقاعد " .

فرهاد حاجو الذي تضرر كثير من هذا القانون، أبدى إمتعاضه من هذا النظام ووصفه بممارسته للتمييز العنصري ضد الأجانب. ولم يكتف فرهاد بقرارات مصلحة التقاعد، بل إتصل بالجهات المعنية للإستفسار عن وضعه، خصوصا أن التوقعات التي كانت تصله كل سنة جعلته مرتاحا لتقاعده، لكن مصلحة التقاعد لم تكن لديها إجابات عن تساؤلات فرهاد، وكل ما قاله الموظفين هناك أنهم غير راضين على هذا القانون، لكن الحسم في مثل هذه القرارات تبقى ضمن إختصاصات البرلمانيين والسياسيين، وليس بإمكانهم فعل أي شيء إزاء هذا الوضع .

ويعتقد فرهاد أن الجهات المعنية والسياسيين يجب أن يفكروا في تغيير القوانين في هذا الجانب لأنها تقف بشكل كامل ضد طموحات المهاجر الذي يصل إلى السويد في سن الثلاثين ويحتاج إلى خمس سنوات على الأقل لدراسة اللغة والإندماج في المجتمع، وبعدها دخول سوق العمل، لهذا فمن الضروري الأخذ بعين الإعتبار كل هذه النقاط، وكذلك التفكير في الأشخاص الذين إشتغلوا لسنوات طويلة في بلدانهم قبل المجيء إلى السويد ويتعذر عليهم إثبات ذلك عن طريق وثائق رسمية، كما هو الحال بالنسبة لفرهاد حاجو .

 

المصدر : إذاعة السويد باللغة العربية - أرابيسكا

17/12/2012