ما أجملها من وقفة عندما وقف رئيس وزراء تركيا (رجب طيب أردوغان) هذا الموقف أمام فرعون العصرشيمون بيريز وأمام كل من صفق له لينطق بصوت الحق صوت المظلومين ويعلن بأعلى صوت بوجه الظالم انك أنت قاتل الأطفال أنت مجرم حرب وينسحب من جلسة مؤتمر( دافوس) والذي حاول منظموه إسكاته من اجل أن لا يرد على خصمه‘ وما أخزاه من موقف وقفه ممثل الجامعه العربية (عمرو موسى)والذي عبر بصدق عن موقف العرب في مثل هكذا ظروف هو الوقوف والتصفيق ثم اجلس محلك مع الأعداء وما أشبه هذا الدعم الذي حصل عليه اردوغان من عمرو موسى بموقف الدعم الذي حصل عليه أهل غزة من العرب نعم فلم يحصل أهل غزة من العرب سوى الدعاء و الدعم المادي والمسيرات حاشا لله أن نستصغر الدعاء فإنه سلاح المؤمن القوي وليس كمن يدعو الله في حال دون حال كما قال تعالى { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
هل تعلمون أخواني أن في نفس اليوم الذي كانت تقصف به غزة بالطائرات والدبابات والمدافع كانت الشاحنات تنقل الغذاء من مصر عبر معبرالعوجه إلى جنود إسرائيل عبر شركة مصرية عاملة في قطاع الصناعات الغذائية المصرية واستمرت هذه الشاحنات إلى أخر يوم هذا ما كشفه النائب مصطفى بكري أمام البرلمان المصري وفي نفس اليوم الذي كانت تسير فيه الشاحنات كانت أفواج المسيرات تندد وتستنكر العدوان على غزة وكذلك التحقيقات مع الجرحى الذين دخلوا مصر للعلاج وتهديهم بترك العلاج إذا لم يعترفوا ويصرحوا عن أماكن وجود قيادات حماس وكيفية تهريب الأسلحة لغزة هذا هو موقف من يقود التفاوض اليوم بين الفصائل الفلسطينية ويحمل راية الوسيط في مبادرة السلام لكن الذي نستغربه من الفصائل ما زالت تعتبر أن هذا الوسيط نزيها وتلبي دعواته للمصالحة .
عجيب أمرك أيتها السياسة ليس لكي مبدأ ؟؟ من اتجاه آخر يدعو القيادي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعمل مرجعية أخرى بدلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية وتشمل جميع فصائل الداخل والخارج لا اعرف كيف سيجتمع مرجعية المسلم مع الشيوعي و العلماني و الاشتراكي وأي مصدر للتشريع سيحتكمون عليه مع العلم أن الله تعالى وصف المسلمين أنهم أمام حكمين إما حكم الله أو حكم الجاهلية قال تعالى{ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} قد يقول قائل نعم إن هذه الفصائل ستجمعها الثوابت الوطنية تحرير من فلسطين والقدس عاصمة لها وقضية اللاجئين فما بالنا ونحن نسمع ونقرا عن لقاءات في سوريه مع بعض الشخصيات الفرنسية ومن أصل يهودي أن رئيس المكتب السياسي لحماس أكد له انه مستعد للتفاوض على حدود( 67) ويؤكد ذلك أكثر من مرة أمام مسامعه والتي ذكرته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 29_1 ولم نسمع خبر يكذب هذا الناطق أين هي الثوابت التي يزعمون عنها وهل انتخبهم فلسطينيو الخارج حتى يقرروا عنه .
إن حقنا في أرضنا لن نتنازل عنه مهما وقع الموقعون وتفاوض المتخاذلون نحن نعتبر أنها شهادة زور ولن نقبل احد أن يتكلم عنا نحن الذين تجرعنا الآم الغربة وعرفنا معنا الوطن بعد ما لاقيناه من العرب قبل الغرب من قتل وإهانات ومضايقات ومنع وترحيل من أبواب المطارات واعتقالات وتلفيق التهم على شعبنا من فلسطينيي العراق وغيرهم والحدود السورية اكبر شاهد على ذلك وحتى لو حصل بعضنا على الجنسية من بعض الدول الأوربية فهذا لا يعني أنه تنازل عن حقه في أرضه وأرض أجداده واحفاده .
لا نقبل احد أن يتكلم لم ولن ننتخب من يتنازل عن حقوقنا وحقوق أولادنا في هذه الأرض لأننا موقنون أن الوعد الذي وعدنا الله تعالى سيتحقق ومن اصدق من الله قيلا قال تعالى {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِير}وما وعدنا به قائدنا الصادق الأمين لابد آت ( قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ) رواه البخاري .
نعم نحن مؤمنون بوعد الله ورسوله وننتظر أن يكون في الأمة عباد لله ويتحاكمون بشرع الله ككل ولا يتحاكمون ببعض ويتركون بعض قال تعالى {أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} هذا وعد الله ومن اصدق من الله وعدا ومن هنا نوجه ألف تحيه للشهداء في غزة وأهلها الصابرون المحتسبون وألف تحية نوجهها لأهلنا الصابرين في العراق وفي صحراء الحدود السورية العراقية وألف تحيه إلى كل لاجئ فلسطيني متمسك بحق العودة .
30/1/2009
أبو عمار ياسر الماضي