بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد نبهني احد الإخوة إلى مقال منشور في احد المواقع التي تعنى بالشأن الفلسطيني ، وبعد الاطلاع عليه أحسست بخطورة طرح مثل تلك الأفكار التي لا تستند إلى منهج شرعي صحيح ، والشيء المحزن ليس في طريقة بحث تلك المسألة من الناحية الشرعية فقط بل ان طريقة التفكير الصحيح أيضا مجانبة للصواب وذلك بسبب عدم تقدير عواقب طرح مثل تلك الأمور .
كذلك يجب علينا عدم انتقاء الأحكام الشرعية بطريقة مبنية على الهوى والتشهي دون الرجوع إلى ضوابط وقواعد أهل العلم المعروفة .
وقد اطلعت على رد الأخ الفاضل ياسر الماضي والأخ الفاضل احمد أبو الوفا ورأيتهم قد كفوا ووفوا وتطرقوا إلى جوانب مهمة من خطورة تناول مثل تلك المواضيع .
أما المسالة المهمة الأخرى هي انه من الخطأ استخراج المسائل الفقهية والأحكام الشرعية من بطون الكتب أو من مواقع الانترنيت وتنزيلها حرفيا دون الرجوع لأهل العلم لمعرفة الواقع التي تنزل عليه تلك المسائل .
وسوف اسرد التنبيه على بعض تلك المغالطات على شكل نقاط وذلك لضيق الوقت والله من وراء القصد :
أولا : بداية من يطلع على بعض فقرات المقال وخاصة إيراد الكاتب لحديث بعثت بالسيف بين يدي الساعة وكلامه على الجهاد والمجاهدين يتوهم ان المقال موجه إلى المجاهدين في افغانسان أو في الشيشان أو في أي بلد من بلاد المسلمين التي يقارع فيها المسلمون أعداء الله !! ولكن تبين ان الكلام موجه إلى إخوة لنا فروا بدينهم وأبدانهم من ظلم الظالمين ولجأوا إلى هذا البلد الذي معظم ساكنيه هم من النصارى , ليستروا حالهم ويعيشوا بأمن وأمان إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا .
أخي الكاتب من حسن الخطاب أن يكون موجه إلى من تستوعبه عقولهم أولا وان يكون بمستوى حال المخاطبين فليس من المنطق إذا وجدت فقراء معدمين أن أتكلم معهم عن أحكام الزكاة بل أتكلم عن الصبر وليس من المنطق ان أتكلم في العرس عن الموت وعذاب القبر فلكل مقام مقال ، ولذا َقَالَ عَلِيٌّ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وقال الحافظ رحمه الله في شرحه : والمراد بقوله : " بما يعرفون " أي يفهمون .
وزاد آدم بن أبي إياس في كتاب العلم له عن عبد الله بن داود عن معروف في آخره " ودعوا ما ينكرون " أي يشتبه عليهم فهمه ، وفيه دليل على أن المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة .
ومثله قول ابن مسعود : " ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " (رواه مسلم) .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله : قوله في أثر علي رضي الله عنه : " حدِّثوا النَّاس " ، أي : كلِّموهم بالمواعظ وغير المواعظ ، قوله : " بما يعرفون " ، أي : بما يمكن أن يعرفوه ، وتبلغه عقولهم ؛ حتى لا يفتنوا ، ولهذا جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : " إنك لن تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " (رواه البخاري ) .
فإخواننا ليسوا في جبهة قتال بل هم في محنة وتحيط بهم الفتن من كل جانب فتن الشهوات والشبهات فهم يحتاجون إلى خطاب التثبيت على دين الله وعرض محاسن الإسلام وكذلك الكلام عن الدار الآخرة وما عند الله هو الباقي .
ثانيا : لماذا هذا المقال والتحريض على قتل الجواسيس في هذا الوقت بالذات :
ان التحريض على قتل الجواسيس إما ان يكون لوجود جهاد ضد الكفار وهنالك بعض الأشخاص ممن يوشي بالمجاهدين لتصفيتهم أو أسرهم أو ان هذا الجاسوس ينقل أخبار الدولة الإسلامية إلى الكفار ، وهذا غير موجود الآن في قبرص ولم نسمع ان الحكومة القبرصية قد اعتقلت فلسطينيا بتهمة الجهاد أو الإرهاب كما يدعون ثم بطشت به .
أو ان هذا المقال موجه لمن يوشي بالفلسطينيين المتواجدين في قبرص بسبب بعض المخالفات القانونية المتعلقة بقوانين المهاجرين في تلك البلاد والتي يترتب عليها قطع الراتب أو التضييق في المخصصات أو السكن أو غيرها من الأمور المعروفة لدى إخواننا في قبرص والتي بدأت الحكومة القبرصية تتخذها مؤخرا .
إذا المسألة ليست مسألة جهاد ومجاهدين بل هي مسألة رواتب ومخصصات وسكن وهي مسائل دنيوية بحتة فلماذا حشر الأحكام الشرعية في مسألة مختلفة بتاتا عن مسائل الجهاد والمجاهدين ، ألأجل رواتب ومخصصات نستحل دماء الناس مهما أخطأوا نسأل الله العافية ونعوذ بالله من الخذلان .
ثالثا : ثم هنالك مسألة مهمة كما ذكرنا في المقدمة وهي ان العلماء يضعون أحكاما عامة في الكتب من فعل كذا فحكمه كذا , فمثلا كان يقول الأمام احمد من قال ان القران مخلوق فهو كافر لكنه لم يكفر الخليفة العباسي المأمون الذي كان يقول القرآن مخلوق ويفتن الناس على ذلك فتنزيل الأحكام على الوقائع والأعيان هذا لا يفعله إلا العلماء ( راجع غير مأمور مقالنا فقه النوازل ) واليك مثالا نبويا كريما :
ما هو حكم المنافقين في المدينة الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام وينقلون أخبار المسلمين إلى الكفار وقد طعنوا بعرض النبي صلى الله عليه وسلم , أكيد حكمهم القتل لكن لماذا لم يطبق عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحكم وهو إمام ممكن ؟ ذلك لوجود علة مانعة من تطبيق الحكم ألا وهي حتى لا يقول الناس ان محمدا يقتل أصحابه ، ان هذه الدقائق والموانع لا يعرفها إلا الراسخين في العلم الذين ينزلون الأحكام على الواقع .
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في هذه المناسبة : وَلَا يَتَمَكَّنُ الْمُفْتِي وَلَا الْحَاكِمُ مِنْ الْفَتْوَى وَالْحُكْمِ بِالْحَقِّ إلَّا بِنَوْعَيْنِ مِنْ الْفَهْمِ : أَحَدُهُمَا : فَهْمُ الْوَاقِعِ وَالْفِقْهِ فِيهِ وَاسْتِنْبَاطُ عِلْمِ حَقِيقَةِ مَا وَقَعَ بِالْقَرَائِنِ وَالْأَمَارَاتِ وَالْعَلَامَاتِ حَتَّى يُحِيطَ بِهِ عِلْمًا .
وَالنَّوْعُ الثَّانِي : فَهْمُ الْوَاجِبِ فِي الْوَاقِعِ ، وَهُوَ فَهْمُ حُكْمِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فِي كِتَابِهِ أَوْ عَلَى لِسَانِ قَوْلِهِ فِي هَذَا الْوَاقِعِ ، ثُمَّ يُطَبِّقُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ ؛ فَمَنْ بَذَلَ جَهْدَهُ وَاسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فِي ذَلِكَ لَمْ يَعْدَمْ أَجْرَيْنِ أَوْ أَجْرًا ؛ فَالْعَالِمُ مَنْ يَتَوَصَّلُ بِمَعْرِفَةِ الْوَاقِعِ وَالتَّفَقُّهِ فِيهِ إلَى مَعْرِفَةِ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، كَمَا تَوَصَّلَ شَاهِدُ يُوسُفَ بِشَقِّ الْقَمِيصِ مِنْ دُبُرٍ إلَى مَعْرِفَةِ بَرَاءَتِهِ وَصِدْقِهِ ... الخ .(إعلام الموقعين) .
لقد كان بعض علماء السلف لا يفتي في مسائل الطلاق خشية الخطأ في تنزيل الحكم على الواقعة فيحلون ما حرم الله . فكيف بنا ونحن أناس عوام نتجرأ على الفتيا بدماء الناس !!! .
واليك بعض النصوص على خطر الفتوى ومن هو أهل لها :
قال محمد بن احمد بن النصر : سئل احمد عن الرجل يسمع مائة ألف حديث أيفتي ؟ قال لا , قلت فمائتي ألف حديث , قال لا , قلت فثلاثمائة ألف حديث ؟ قال لعله .
وكان ابن عمر يَسأل عن عشر مسائل فيُجيب عن واحدة ويسكُت عن تسع ، والإمام مالك سُئِلَ عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري .
وقال سحنون : أجسر الناس على الفتيا اقلهم علما .
وعن حذيفة قال : إنما يفتي الناس أحد ثلاثة : من يعلم ما نسخ من القران , أو أمير لا يجد بدا أو أحمق متكلف . قالت ابن سيرين : ولست بواحد من هذين ولا أحب ان أكون الثالث .
قال صديق حسن خان في كتابه (ذخر المحتي من آداب المفتي ص39) : فينبغي للرجل إذا حمل نفسه على الفتيا ان يكون عالما بوجوه القران , عالما بالأسانيد الصحيحة , عالما باختلاف الصحابة التابعين , بصيرا باللغة , بصيرا بالشعر , ويستعمل مع هذا الإنصاف , ويكون بعد هذا مشرف على اختلاف الأمصار أهل الأمصار , وتكون له قريحة بعد هذا , وإذا لم يكون هكذا فليس له ان يفتي ولا يجوز الفتوى بالتقليد لأنه ليس بعلم .
إذا مسألة الفتوى وهي تنزيل الإحكام على الأعيان مسألة خطيرة ولها أهلها ولا ينبغي التعرض لها من قليلي العلم والعوام .
لذلك قال الخطيب : ينبغي للإمام ان يتصفح أحوال المفتين فمن صلح للفتيا اقره ومن لا يصلح منعه ونهاه ان يعود وتواعده بالعقوبة ان عاد وطريق الإمام إلى معرفة من يصلح للفتوى ان يسأل علماء وقته ويعتمد أخبار الموثوق بهم .
ثم روى بإسناده عن مالك رحمه الله قال أفتيت حتى شهد لي سبعون أنى أهل لذلك .
رابعا : العقلاء هم من يقدر عواقب الأمور : ان نشر مثل تلك الأحكام وتشجيع الناس على تطبيقها له عواقب وخيمة يكون مردودها السيئ جدا على إخواننا المهجرين في قبرص والذين هربوا من ظلم المليشيات ليجدوا مكانا يؤويهم .
ان أي جريمة سوف تحصل لأي فلسطيني يكون المتهم بعد هذا التحريض هم الفلسطينيون فيزداد التضييق عليهم وربما الترحيل فماذا فعلنا .
ان من القواعد الشرعية : لا يجوز إنكار منكر يؤدي إلى منكر أعظم منه ، فنكون كمن يريد ان يكحلها فعورها .
ثم ألا يكون هذا مبررا للعنصريين في قبرص والمترصدين لإخواننا ان يغتنموا مثل تلك الدعوات للفتك بالفلسطينيين , ويكونوا هم بعيدين عن الأضواء فالتصفيات تمت بين الفلسطينيين أنفسهم .
خامسا : هنالك سؤال مهم كيف نحدد الجاسوس ومن هم المرجع في تحديد ان هذا جاسوس أم لا وكيف يتم التيقن منه ؟ , أنأخذ الناس ونستحل دمائهم بالشبهة والشك والتخمين . فبالله عليك أيها الكاتب اخبرنا ما هي الطريقة التي يتم بها تحديد الجاسوس ؟ ان هذه الأشياء يراد لها قضاء وبحث جنائي وجهاز مخابرات وتوثيق للحدث , لتحديد من هو الجاسوس , أم ان الأمر يؤخذ بالوشايات والظنون وربما كثير منها مشكوك في صحته أصلا . أهكذا دماء المسلمين رخيصة .وقد يستغل هذا كثير ممن يصطاد في الماء العكر للانتقام من الخصوم فيوشي ان فلان جاسوس وهو ليس كذلك وبذلك تحدث وتعم الفوضى بين أهلنا .
سادسا : من الناحية الفقهية : هنالك خلاف فقهي كما ذكرت في حكم الجاسوس المسلم علما انك قد استدللت بحديث على قتل الجاسوس الكافر وليس المسلم وهو كما يلي : وتحدث الفقهاء عن عقوبة الجاسوس فقالت المالكية والحنابلة وغيرهم يقتل الجاسوس المسلم إذا تجسس للعدو على المسلمين وذهب أبو حنيفة والشافعي إلى عدم قتله إنما يعاقب تعزيرا إلا أن تظاهر على الإسلام فيقتل وقد ورد في السنة ما يدل على قتل الجاسوس مطلقا . قال وعن سلمة بن الأكوع قال..(أُتي النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه ثم انسل فقال صلى الله عليه وسلم..).هذا كلامك .
فأين الدليل من السنة على قتل الجاسوس المسلم ؟ لذا يكون هذا من المرجحات على من أفتى من أهل العلم بعدم قتله وهم الأكثر .
قال الإمام النووي في شرحه لحديث سلمة بن الاكوع : وَفِيهِ : قَتْل الْجَاسُوس الْكَافِر الْحَرْبِيّ ، وَهُوَ كَذَلِكَ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ . وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيِّ : أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَمَرَهُمْ بِطَلَبِهِ وَقَتْله ، وَأَمَّا الْجَاسُوس الْمُعَاهَد وَالذِّمِّيّ فَقَالَ مَالِك وَالْأَوْزَاعِيُّ : يَصِير نَاقِضًا لِلْعَهْدِ ، فَإِنْ رَأَى اِسْتِرْقَاقه أَرَقَّهُ ، وَيَجُوز قَتْله ، وَقَالَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء : لَا يُنْتَقَض عَهْده بِذَلِكَ ، قَالَ أَصْحَابنَا : إِلَّا أَنْ يَكُون قَدْ شُرِطَ عَلَيْهِ اِنْتِقَاض الْعَهْد بِذَلِكَ ، وَأَمَّا الْجَاسُوس الْمُسْلِم فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَة وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء رَحِمَهُمْ اللَّه تَعَالَى : يُعَزِّرهُ الْإِمَام بِمَا يَرَى مِنْ ضَرْب وَحَبْس وَنَحْوهمَا ، وَلَا يَجُوز قَتْله ، وَقَالَ مَالِك - رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى - : يَجْتَهِد فِيهِ الْإِمَام ، وَلَمْ يُفَسِّر الِاجْتِهَاد ، وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : قَالَ كِبَار أَصْحَابه ( أي أصحاب مالك ) يُقْتَل ، قَالَ : وَاخْتَلَفُوا فِي تَرْكه بِالتَّوْبَةِ ، قَالَ الْمَاجِشُونِ : إِنْ عُرِفَ بِذَلِكَ قُتِلَ ، وَإِلَّا عُزِّرَ . (شرح مسلم للنووي ) .
انظر أقوال أهل العلم هنا : الجاسوس المعاهد والذمي أي ليس بمسلم يقول الإمام مالك يصير ناقضا للعهد والمسلم مخير بين ان يسترقه أي يجعله عبد ويجوز قتله أي ان قتله ليس بواجب هذا في حق الذمي لم يجزم الإمام مالك بقتله أما جماهير العلماء فقالوا لا ينتقض عهده .
وأما الجاسوس المسلم : فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَة وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء رَحِمَهُمْ اللَّه تَعَالَى : يُعَزِّرهُ الْإِمَام بِمَا يَرَى مِنْ ضَرْب وَحَبْس وَنَحْوهمَا ، وَلَا يَجُوز قَتْله .
أي ان هؤلاء العلماء لم يرجحوا قتله .
وَقَالَ مَالِك - رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى - : يَجْتَهِد فِيهِ الْإِمَام ، وَلَمْ يُفَسِّر الِاجْتِهَاد .
أي ان الإمام إذا رأى المصلحة قتله وان لم ير المصلحة لم يقتله .
ركز معي أخي القاري على هذه النقطة الإمام أي إمام المسلمين أي ان هناك دولة وهي التي تقرر وليس عوام المسلمين .
وقال القاضي عياض : : قَالَ كِبَار أَصْحَابه يُقْتَل ، قَالَ : وَاخْتَلَفُوا فِي تَرْكه بِالتَّوْبَةِ .
أي ان هنالك استتابة للجاسوس ومن يستتيبه القاضي المسلم .
أخي القارئ ان هذه الأحكام لا تؤخذ هكذا بل فيها تفصيلات كثيرة فلا يجوز ونحن نحتسي فنجان من القهوة ان نفتي بدماء المسلمين .
ثم هذه المسألة خلافية أي من العلماء من قال بالقتل ومنهم من قال لا يقتل بل منهم من لا يرى وجوب قتل الجاسوس الذمي .
وانت قلت : (وعندما قال أخوكم أقتلوا (الجواسيس) فهذا كان حكم الله فيهم والمعروف حكم الله في الجاسوس بعد التأكد والتيقن يكون الحكم(القتل)) .
لقد قررت ان الحكم هو القتل وهو حكم الله كيف عرفت وأئمة المسلمين قد اختلفوا فكيف رجحت بين أقوالهم وما هي القواعد الشرعية التي استعملتها للترجيح بين أقوال أهل العلم فهل أنت أهل للترجيح هل درست الفقه المقارن هل درست أصول الفقه واللغة العربية ودرست مباحث التعارض والترجيح هل اخطأ الشافعي والاوزاعي وأبو حنيفة وجماهير أهل العلم بل ومالك لا يجزم بقتله وابن تيمية على نقلك ينقل جواز قتله والجواز يعني الإباحة أي ليس بواجب حسب أصول الفقه . حكم الله عرفته أنت ولم يعرفه هؤلاء الجهابذة .
فهل ممكن ان تتكرم علينا وتعطينا الطرق الأصولية التي استعملتها للترجيح بين أقوال أهل العلم دون الرجوع إلى المعلم كوكل كما هو معروف .
ان السبب الوحيد ان لم تجب هو الهوى والتشهي واختيار الخيار الأعنف ولا شيء غيره .
وأخيرا اختم بعبارة قالها الأخ الكاتب ألا وهي (أكسروا حاجز الخوف يا أهلنا في (قبرص) ، لذا أتمنى ان يكون الاسم الذي ذكرته (عمر علي السرمدي) حقيقيا .
ثم أنا افترضت انك لست ممن يقيم في قبرص أما ان تبين انك مقيم هناك فتلك مصيبة وسيأخذ الكلام منحى آخر يكون محوره : كيف تأمر بالجهاد وأنت في قبرص ولم تذهب إلى حيث يكون الجهاد .
اسأل الله ان يكون عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم وان يرزقنا العلم والعمل وان يفرج عن أهلنا في كل مكان اللهم أمين .
أخوكم وليد ملحم
اليمن
21/6/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"