صحيفة دنيا الوطن تجري لقاء مع السفير الفلسطيني في العراق :سفيرنا بالعراق يتحدث عن قطع مساعدات الأمم المتحدة ووضع الجالية مع (كورونا) واستيراد البترول

بواسطة قراءة 805
صحيفة دنيا الوطن تجري لقاء مع السفير الفلسطيني في العراق  :سفيرنا بالعراق يتحدث عن قطع مساعدات الأمم المتحدة ووضع الجالية مع (كورونا) واستيراد البترول
صحيفة دنيا الوطن تجري لقاء مع السفير الفلسطيني في العراق :سفيرنا بالعراق يتحدث عن قطع مساعدات الأمم المتحدة ووضع الجالية مع (كورونا) واستيراد البترول

وكشف السفر عقل، خلال حواره مع "دنيا الوطن"، أن الأمم المتحدة قطعت المساعدات عن 107 عائلات فلسطينية بالعراق، دون علم السفارة بشكل مسبق، وقامت بتحويل 157 عائلة من بند بدل إيجار لبند مساعدات، مشيراً إلى أن هناك خطوات لحل الموضوع.

وتحدث السفير الفلسطيني في العراق عن طبيعة انتشار فيروس (كورونا) بالعراق، وإجراءات الحكومة العراقية، ووضع الجالية الفلسطينية من هذا المرض، وكان الحوار على النحو التالي:

سعادة السفير.. كيف تصف لنا العلاقات الفلسطينية العراقية حالياً؟

نستطيع أن نقول: إن العلاقات الفلسطينية- العراقية في أحسن ظروفها، وهي نتاج عمل دؤوب منذ عدة سنوات، فكما هو معروف بعد 2003 كان هناك تغير كبير في الموقف العراقي حول فلسطين، وحول الفلسطينيين بشكل عام، ومرت أحداث كبيرة في العراق، تأثر بها الوجود الفلسطيني، وتأثر بها الموقف من القضية الفلسطينية.

أعتقد الآن الأمور تغيرت بشكل كبير، بالمعنى السياسي الموقف العراقي موقف داعم للموقف السياسي الفلسطيني في كل المجالات، وعلى كافة المستويات، وبالمعني السياسي والدبلوماسي، هناك توثيق كامل للعلاقات في هذه المجالات في المؤتمرات الإقليمية أو الدولية.

العراق داعم للقضية الفلسطينية، وهو يقول دائماً وعلى كافة المستويات، أنه مع القيادة الشرعية الفلسطينية، وهو مع مواقفها، خاصة بشكل محدد كان الموقف العراقي قوي في رفضه لـ (صفقة القرن) ووقوفه إلى الجانب الشعب الفلسطيني في ذلك، ودعمه لفلسطين في هذا المجال؛ للتصدي لـ (صفقة القرن).

وعلى مستوى العلاقات الثنائية، كان هناك أولاً توقيع لاتفاقية اللجنة الوزارية المشتركة بين العراق وفلسطين، وتوقيع لبعض الاتفاقيات بين البلدين، وكان هناك مجموعة من الزيارات المهمة، زيارة لوزير الخارجية الفلسطيني قبل عامين، وكان أساس الزيارة المباركة للعراق، بانتصارها على الإرهاب.

وكان هناك زيارة للرئيس محمود عباس، ووصفها الجانب العراقي بالتاريخية، تعمقت فيها العلاقات الفلسطينية العراقية، وكانت الزيارة العملية لرئيس مجلس الوزراء، محمد اشتية ومجموعة من الوزراء، وفي هذه الزيارة كان هناك نقاش على كافة المستويات.

وكان برفقتهم وفد من رجالات الأعمال، الذين عقدوا ندوة مع رجالات الأعمال العراقيين في مختلف المجالات، وبالتالي وضعت الأساسات للعلاقات المستمرة في المجالات المختلفة.

حتماً هناك علاقات على كافة المستويات ومع كافة القوى والأحزاب العراقية، بغض النظر عن طبيعتها وتوجهها وطائفتها، كل الأحزاب العراقية، وكل القوى العشائرية، وكل القوى والمراجع الدينية، موقفها موحد بالنسبة لفلسطين، ولدعمها وبالنسبة للشعب الفلسطيني.

ما آخر مستجدات ملف استيراد النفط لفلسطين من العراق؟

أبدى الجانب العراقي استعداده لتزويد فلسطين ببترول بسعر مُخفض، لكن كانت المشكلة لدى الجانب الفلسطيني، أولاً: بحاجة لموافقة "إسرائيلية" لإدخال بترول إلى فلسطين.

ثانياً: البحث عن مصفاة تقوم بتصفية البترول، ضمن (الستاندرد) الموجود في فلسطين، وهو (الستاندرد) "الإسرائيلي"، وهذا غير موجود لا بالمصافي العراقية ولا بالمصافي الأردنية.
ثالثاً: كنا بحاجة للبحث عن مكان لتخزين هذه الكمية المطلوب استيرادها، وأعتقد أنه إلى الآن لم يستطع الجانب الفلسطيني، أن يحقق ذلك، لذلك الموضوع لازال في نقطة البداية، وهو استعداد العراق لتزويد فلسطين ببترول مخفض.

أين وصلت أزمة فلسطينيي العراق مع قطع الأمم المتحدة للمساعدات؟

هذه حقيقة خطوة مفاجئة، عادة نحن نعقد لقاءات مع قيادات الأمم المتحدة في العراق بشكل دوري، ونناقش فيه أوضاع الجالية الفلسطينية، والمساعدات التي تقدم من الأمم المتحدة للفلسطينيين.

الذي حدث كان بعد لقاءين تم إجراؤهما في الفترة الأخيرة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تعلمون أن القصة هي قرار مركزي، بإيقاف بند تغطية إيجارات الشقق أو البيوت لبعض العائلات الفلسطينية.

المعروف أن عدد العائلات التي كانت تستفيد من هذا البند 246 عائلة، فلذلك أوقفوا هذا البند بدون إعلامنا مسبقاً بذلك، وهم قاموا بإحصائية على الشقق المستفيدة، واعتبروا أن هناك 107 عائلات منها وضعها جيد، وبالتالي ليست بحاجة إلى مساعدة.

الآن تحول بند بدل الإيجارات إلى بند المساعدة، أي بمعنى ما سيقدم لباقي العائلات، غير الـ 107 عائلات، سيقدم تحت بند المساعدة المالية المباشرة لهذه العائلات، وليست تحت بند بدل الإيجارات.

نحن في السفارة طرحنا عليهم حل المشكلة بالتدريج، فعائلة تحصل على 300 إلى 400 دولار شهرياً، وتتوقف فجأة، أمر صعب لأن العراق بلد غالٍ، ومستوى الدخل فيه عالٍ، وبنفس الوقت نبدأ بالبحث المشترك عن البدائل، ووعدونا بدراسة الموضوع، ولكن من الواضح أن الأمر صعب.

اتفقنا على الأقل على العمل المشترك لإيجاد البديل، وحتى البديل ممكن أن يكون عبر الحكومة العراقية، وقد طلبت لقاءات مع وزير الهجرة، ومع الأمانة العامة، ومع وزارة الخارجية، والمشكلة التي واجهتنا أن وزير الهجرة حدد موعداً، وفي آخر لحظة تم إلغاؤه لأن الوزارة وزارة تسيير أعمال، ولدينا فراغ سياسي عراقي، والوزارة الجديد حالياً قيد الإنشاء.

أعتقد أنه من الممكن مع الإخوة العراقيين، نحاول أن نستوعب جزءاً من تلك العائلات، وسيتم التواصل مع القيادة الفلسطينية، ونتمنى أن نستطيع حل جزء من هذه المشكلة، وأن نستوعبها فلسطينياً.

كانوا قد أخبروا العائلات، أن القطع سيبدأ من 1/3، ولكن الآن يبدو أنهم يرغبون بصرفه، وبالتالي تأجلت المشكلة لمدة شهر قادم، وإن شاء الله، تتشكل الحكومة العراقية، ونبدأ بالسعي مع الحكومة الجديد لحل هذا الموضوع.

فيروس كورونا.. ما آخر مستجداته في العراق؟

إلى الآن في العراق الأمر محدود، كانت قبل الأمس، لدينا ست حالات، منها أربع حالات في كركوك لعائلة واحدة قادمة من إيران، وحالة واحدة في بغداد، وحالة واحدة في كربلاء لشخص إيراني، كل الحالات قادمة من إيران.

في الأمس تم اكتشاف خمس حالات جديدة، أربعة في بغداد وواحدة في بابل، كل الحالات التي اكتشفت إلى الآن هي قادمة إيران، كانت في زيارة هناك، لذلك أعتقد أن الموضوع لازال في بدايته، وليس انتشاراً كبيراً.

الحكومة العراقية أجرت مجموعة من الإجراءات، أغلقت الحدود تقريباً بشكل شبه كامل، سواء الطيران أو عبر البر مع إيران، وأغلقت المدارس والجامعات، ومنعت التجمعات والتظاهرات والمؤتمرات، وأي تجمع كبير، وطالبت بإغلاق المطاعم والمقاهي والأماكن التي يتجمع فيها الناس.

والآن تقوم بعملية نشر المعلومات عن (كورونا) وأعتقد الوضع بهذا الشكل مسيطر عليه، وهناك مجموع تحت الحجز، ولم يظهر عليهم أي علامات، تدل أنهم مصابون بـ (كورونا).

هل هناك إجراءات خاصة من قبلكم في الوزارة للوقاية من (كورونا)؟

لم يُصب أي فلسطيني بـ (كورونا)، كل الحالات المصابة كانت في إيران، وبالتالي ليس هناك أي فلسطيني مُصاب إلى الآن والحمد لله.

وفي الوزارة قمنا بمجموعة من الإجراءات، أولها: تقليص عدد العاملين غير الأساسيين، طلبنا منهم الالتزام بمنازلهم والعمل من خلال وسائل الاتصال، وزودنا الموظفين بأقنعة، وطلبنا من الجميع بلبسها في العمل، بالإضافة إلى وسائل التنظيفات المطلوب استعمالها، وإذا زاد انتشار المرض، سنأخذ إجراءات أخرى.

 

دنيا الوطن
7/7/1441
2/3/2020