هذا اليوم وهذه المرة أنا يجب أن أقف وأتأمل جيداً وأقرأ التغيرات الجديدة التي رأيتها في هذا الشباب الفلسطيني الذي ولد خارج فلسطين وكذلك ولد والده أيضاً خارج حدود الوطن لقد فشل من راهن على ان شعبنا سوف ينسى فلسطين بالتقادم أي بعد مرور الزمن سوف يأتي فلسطيني لا يعرف فلسطين وينسى فلسطين لقد خابوا عندما ظنوا ذلك هذه الأجيال تتمسك بفلسطين أكثر وحب فلسطين واصرار على العودة وتمسكهم بقضيتنا فلسطين .
لقد كان لي اصرار غير طبيعي في داخلي للذهاب الى الجولان رغم علمي انه لم تكن هناك امور مرتبة بذلك اصراري أن أذهب ارى حدود بلدي وأشم ريحة بلادي ولو كان ذلك عن بعد ، لقد وفقت في ذلك نجحنا في تأمين سيارة وانطلقنا وانا كلي شوق للوصول الى الجولان بأسرع وقت .
وانا هنا لست بصدد الكلام عن جدوى الذهاب الى الجولان من عدمه وما هي المنفعة من ذلك مع احترامي لكل المواقف والاراء الا انني بصدد الكلام عن عاطفة واندفاع هؤلاء الشباب تجاه بلدهم فلسطين بغض النظر عن الرأي في مسالة الذهاب الى هناك .
لقد وصلنا خبر ان احد الشباب جريح وانه في مشفى القنيطرة قررنا الذهاب الى المشفى ووصلنا الى الداخل فهذا المشفى المتواضع في أسرته الكبير جداً في طاقمه في في استقبال كل الجرحى الاسرة ممتلئة والممرات يوجد فيها عشرات الجرحى والقتلى نحسبهم باذن الله شهداء التقينا بجميع الجرحى وقابلنا الجميع .
ما أدهشني وقطع قلبي صدقاً هذا الطفل الذي لا يتجاوز عمره 12 اثنى عشر ربيعا فهو جريح في رجله بالرصاص الحي سالته ما اسمك قال لي اسمي حسّان لقد قبلته وكانه احد ابنائي كررت السؤال عمي من اين انت اجابني من مخيم اليرموك وقلت له من اي منطقة قال لي من شارع صفد وهل معك احد قال لي كان معي ابن عمي لما جرحت ووصلني الى فوق وقد رجع الى السياج حتى يعبر الحدود قلت له هل اتصلت يا حسّان باهلك رد علي مباشرة لا ولا اريد ان اتصل ما بدي اشغل بال امي رجاءا وبعد الجدل والاخذ والعطاء معه لقد قمت بالاتصال بوالدته وطمئنت والدته عليه ولقد تحدث مع والدته قالت له لماذا لم تبلغني بذهابك قال لها خفت ان تمنعيني من الذهاب اذا ما رحت انا مين بدو يروح لفلسطين .
فبغض النظر عن تصرف هذا الطفل هل هو صحيح ام لا بذهابه الى الجولان ودون علم اهله الا انه هذا صدقا هو نموذج الشباب الفلسطيني هذا نبض الشارع على مواصلة القتال من جيل الى جيل تمسكنا بحق العودة الى فلسطين .
بعد ذلك غادرنا المشفى ووصلنا الى عين التينة في الجولان وكانت امامنا قرية مجدل شمس في عين التينة كانت الجموع وهتفنا كلنا فقط لفلسطين من اجل تحرير فلسطين كل فلسطين .
هذا الدم هو الذي وحد شعبنا فلسطين من اجل استمرار المقاومة هذا الشباب لقد سبق الجميع وكل الالوان الفلسطينية قدموا دمائهم ولا يزالوا يقدمون من اجل حيفا ويافا والقدس .
وليس من اجل حسابات خاصة وقراءات خاطئة متسرعة وليس من اجل البحث عن مواقع جديدة من اجل التمترس ورائها والبحث عن مواقع جديدة ليس من قناعات داخلية ومصلحة حقيقية في المصالحة من اجل مواجهة الكيان الصهيوني وليست المصالحة من اجل التسوية وبرنامج التسوية بل توحدوا من اجل المناصب والكراسي والتحاصص وتقسيم الوزارات اتمنى على القيادتين ان تكون المصالحة من اجل استمرار الصراع مع هذا الكيان واقتلاع هذا الكيان وفاءا الى هذه الدماء التي نحسبها دماء طاهرة زكية ان شاء الله وفاءا الى امهات الشهداء باذن الله وامهات الجرحى .
على كل حال هذا الشباب وهذا الجيل الجديد متمسك بارضه اكثر من قبل واكثر اصرار على مواصلة الجهاد وانا واثق انهم سوف يواصلون الجهاد ان شاء الله لانها حرب في مفهومها الشامل ومن لم يكن في جانب هذه الاجيال سوف يرجم ويطرد من صفوف شعبنا .
ابو العبد
12/6/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"