المفاوضات... والاستيطان الصهيوني - أحمد شعبان زامل

بواسطة قراءة 5190
المفاوضات... والاستيطان الصهيوني - أحمد شعبان زامل
المفاوضات... والاستيطان الصهيوني - أحمد شعبان زامل

دأبنا على سماع هاتين الكلمتين في اعلامنا العربي في السنوات الاخيرة في ظل الانكسارات العربية لصالح الكيان الصهيوني وفي ظل الاحتلالات المباشرة لاجزاء من وطننا العربي والاسلامي حتى اصبحت  السلطة الفلسطينية خاصة لاهم لها الا ان تعرف  متى تستانف المفاوضات حتى تحصل على شئ يحفظ ماء الوجه .

في ظل هذة الاجواء حريا علينا ان نعرف الاستيطان بمعناة العام , وان نعرف الى اين سوف نصل بالمفاوضات على افتراض ان المفاوضات هي الحل الوحيد للشعب العربي  ( الفلسطيني ) :

الاستيطان معناه اللغوي كل شخص او مجموعة اقامة على ارض واعتبرت وطن لهم . اما الاحتلال الصهيوني احتلال ارض الغير بالقوة على حساب شعبها التاريخي وطرده من هذه الارض فاذن هو احلال عصابات او مجاميع استقروا على ارض فلسطين بحجج واهية وطردوا شعبه لعام 1948 . الاستيطان الصهيوني هو استوطان اراضي جديدة اي ياكل الاراضي شيئا فشيئا ولا يترك مجال لاصحاب الارض الاصليين ( الضفة الغربية وغزة ) اي شئ .

المفاوضات في ظل الاستيطان :

بعد التعرف بشكل سريع على معنى الاستيطان نعود لنربط المفاوضات بهذا الاستيطان الذي اصبح الشغل الشاغل لقيادة السلطة الفلسطينية وكيف تعود الى المفاوضات والاستيطان مستمر متناسية الثوابت الفلسطينية ( قضية الحدود واللاجئين والقدس وحق العودة ) التي اصبحت في خبر كان  او اصبحت من القضايا الثانوية  . ولا ارى اي مسوغ لاقامة دولة فلسطينية ما دام الاستيطان مستمر وهنا يفقد التفاوض معناه ومضمونه ولكن السلطة مستمرة في التفاوض , بل اكثر من هذا فأن السلطة اكتفت بتصريحات تؤكد على ان الاستيطان يؤثر سلبا على المفاوضات .

سوف لا اذهب بعيدا بل ساذكر من بعد انتخاب الرئيس الامريكي اوباما زادت لهجة الامريكان بضرورة ايقاف الاستيطان كشرط للعودة الى المفاوضات من هنا بدات السلطة تردد نفس ماتردده السياسة الامريكية دون اتخاذ اي اجراء عملي من قبل الامريكان ومن قبل السلطة لاجبار الكيان الصهيوني على ايقاف الاستيطان  لا بل ازداد عبر كل الحكومات الصهيونية . وبالرجوع الى خطاب اوباما في جامعة القاهرة الذي عارض بشدة الاسيطان الصهيوني في فلسطين والذي اوقع نفسة بورطة مع اللوبي اليهودي في امريكا , في نفس التوقيت خرجت علينا السلطة لتعارض الاستيطان كانها تريد ان تقول لاوباما ان السلطة في نفس المركب ونحن معكم على نفس الخط .

لم يمضي وقت طويل حتى تراجع الرئيس الامريكي عن تصريحاته تلك تحت الضغوط القوية من قبل اللوبي الصهيوني في امريكا واجبر السلطة للعودة الى المفاوضات وبدون شروط وكما يريد الكيان الصهيوني وبالذات الارهابي نتنياهو ومقابل لا شئ للفلسطينيين لا بل على العكس  الضغط على الفلسطينيين لزيادة التعاون الامني مع الكيان الصهيوني الذي لم يتوقف ابدا على حساب المقاومة الباسلة  .

من هنا يتضح ان ربط المفاوضات بالاستيطان ما هو الا ضحك على الذقون لا بل انه كذب سياسي وقح لان الاستيطان لم ولن يتوقف ابدا . اي ان النتيجة عند العدو الصهيوني من المفاوضات التنسيق الامني ومطاردة المقاومين (الارهابيين ) من قبل السلطة الفلسطينية وهذا ما قامت وتقوم به بدليل في كل المفاوضات من سنة 1994 ولحد الان المهم في كل اجتماع كيف ستوفر السلطة الامن لاسرائيل . وهذا هو المقياس الحقيقي للعدو الصهيوني بمدى التزام السلطة الفلسطينية بالمطالب الصهيونية بهذا تضمن السلطة تدفق اموال الدول المانحة وعدم توقفها وضمان حقيقي لوجود هذه السلطة وهذا من الخطوط الحمر لدى الكيان الصهيوني في اي اتفاق مع اي جهة عربية .

هنا اقف عند سؤال مهم هو ما فائدة المفاوضات او ايقافها ما دام هناك تنسيق امني ؟ اذا اجبنا على هذا السؤال اصل للقول ان اي كلام عن الاستيطان والمستوطينين كلام غير صحيح وغير دقيق من قبل السلطة لان السلطة لا تسمح لا بل تعتقل اي شخص فلسطيني تسول له نفسة بمضايقة المستوطنيين اليهود .

وبالعودة الى الثوابت الفلسطينية التي اصبحت غير اساسية بل اصبح التركيز عوضا عنها في اي مفاوضات على شكل الدولة التي سيمنحها الكيان الصهيوني للسلطة وفي اخر تصريح لسيادة الرئيس محمود عباس في اجتماعه مع قادة الجالية اليهودية في نيويورك قال لهذه الجالية الصهيونية اعطونا دولة سنضمن لكم امن لم تروه في حياتكم . وزاد على ذلك بأنه موافق على دولة بدون سلاح حتى تطمئن  الصهيونية وكيانها  . وبالمناسبة في اثناء اجتماعه مع هذه الجالية كان العدو الصهيوني يقتحم باحات الحرم القدسي الشريف للبحث عن فلسطينيين رشقوا المستوطنيين بالحجارة ردا على مضايقة الاخيريين لهم .

خلاصة القول فأن السلطة الفلسطينية توكد وعلى لسان رئيس السلطة سيادة الرئيس محمود عباس انه سيفاوض اذا فشلت المفاوضات وسيفاوض اذا فشل الفشل وسيفاوض اذا فشل فشل الفشل . وكبير مفاوضيه يقول ان الحياة مفاوضات .لم يحصل في تاريخ النضال الفلسطيني وفي تاريخ الانسانية ان المفاوضات منهج حياة . والنتيجة اي حديث عن الاستيطان ضمن معطيات الهزيمة والخنوع فلا طائل منه ولا جدوى ولا يعني شيئا سوى ان السلطة مع الاستيطان عمليا وضده اعلاميا .

احمد شعبان زامل

25/9/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع