" كلمات منتقاة من أخبار السلف " - حلقة رقم (1) – وليد ملحم

بواسطة قراءة 5144
" كلمات منتقاة من أخبار السلف " - حلقة رقم (1) – وليد ملحم
" كلمات منتقاة من أخبار السلف " - حلقة رقم (1) – وليد ملحم

 

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه .

هذه أخبار موجزة من أحوال السلف وتتضمن نبذة عن أخلاقهم وتعاملهم وسيرتهم العطرة لتكون نبراسا نقتدي به في علاقتنا مع الخالق والمخلوق ونبدأ بسيرة الإمام أبو حنيفة أول الأئمة الأربعة رحمهم الله :

أبو حنيفة هو : الإمام ،  فقيه الملة ، عالم العراق ، أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي ، الكوفي ، مولى بني تيم الله بن ثعلبة لدى سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة ، ورأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة .

من خلقه : عبدالله بن المبارك ، يقول لسفيان الثوري يا أبا عبدالله ، ما أبعد أبي حنيفة عن الغيبة ، فاني ما سمعته يذكر عدوا له بسوء قط ، فقال له سفيان: إن أبا حنيفة أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها .

وعن ابن المبارك قال : ما رأيت رجلا أو قر في مجلسه ، ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة .

وعن يزيد بن الكميت قال : شهدت أبا حنيفة وشتمه رجل واستطال عليه وقال له : يا زنديق فقال أبو حنيفة : غفر الله لك هو يعلم خلاف ما تقول .

من أمانته في البيع والشراء : في يوم جاءته امرأة بثوب من حرير تبيعه فقال كم ثمنه ؟ قالت : مائة ، قال : هو خير من ذلك بكم تقولين ؟ فزادت مائة ، قال : هو خير من ذلك حتى قالت أربعمائة ، قال : هو خير من ذلك ، قالت : تهزأ بي ؟ قال : هاتي رجلا يقومه فجاءت برجل فاشتراه أبو حنيفة بخمسمائة .

ومن عقله : جاء في (سير أعلام النبلاء) : عن الشافعي قال قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة ؟ قال نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته .

عن شريك قال : كان أبو حنيفة طويل الصمت ، كثير العقل .

وعن عبادته : الحسن بن محمد الليثي : قدمت الكوفة فسألت عن أعبد أهلها فدفعت إلى أبي حنيفة .

قال سفيان بن عيينة : رحم الله أبا حنيفة كان من المصلين . ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ13 صـ353)

قال محمد بن فضيل : قال أبو مطيع كنت بمكة فما دخلت الطواف في ساعة من ساعات الليل إلا رأيت أبا حنيفة وسفيان في الطواف . ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ13 صـ353)

قال يحيى بن أيوب الزاهد :كان أبو حنيفة لا ينام الليل . ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ13 صـ353)

قال أبو عاصم النبيل : كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته . ( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ6 صـ400 )

قال مسعر بن كِدَام : رأيت أبا حنيفة قرأ القرآن في ركعة. ( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ6 صـ401 )

يحيى بن عبدالحميد الحماني ، عن أبيه أنه صحب أبا حنيفة ستة أشهر، قال : فما رأيته صلى الغداة إلا بوضوء عشاء الآخرة، وكان يختم كل ليلة عند السحر .

ومن كرمه : كان أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة فإذا قام سأل عنه فإن كانت به فاقة (حاجة) وصله وان مرض عاده حتى يجره إلى مواصلته . ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ13 صـ362)

ومن ورعه : قال مكي بن إبراهيم (شيخ البخاري) : جالست الكوفيين فما رأيت أورع من أبي حنيفة . (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ13 صـ363 )

روى أبو المؤيد عن ابن المبارك قال : وقعت إلى الكوفة أغنام من الغارة واختلطت بغنم أهل الكوفة فسأل أبو حنيفة كم تعيش الغنم ؟ قالوا سبع سنين , فترك أكل الغنم سبع سنيين .وفي بعض المناقب : انه رأى في تلك الأيام بعض الجند أكل لحما ورمى فضلته في نهر الكوفة فسال عن عمر السمك فقيل له كذا وكذا فامتنع من أكل السمك تلك المدة .

ومن خشيته : عن عبد الرزاق بن همام قال : كنت إذا رأيت أبا حنيفة رأيت أثار البكاء على عينيه وخديه رحمة الله عليه .

ومن حسن جواره : وكان له جار يهودي وكانت قصبة خلائه تنضح على بيت أبي حنيفة فمكث عشر سنين وهو يكنس كل يوم ما نزل في داره منها ويرميه على المزبلة ولم يعلم اليهودي قط , فبلغ ذلك ليهودي فبكى ثم جاء وأسلم .

رحم الله أبا حنيفة واسكنه فسيح جناته اللهم أمين .

 

جمع وترتيب اخوكم : وليد ملحم

26/7/2011

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"