ان الاحداث التي تعرض لها الفلسطينيين في العراق ومسلسل الخوف اليومي الذي بات يهدد الجميع في ارزاقهم واولادهم ونسائهم جعل الكثير منهم لا يتردد بان يفتح صفحة جديدة في حياتهم في بلدان اخرى .
نعم ان ماحصل في العراق وللفلسطينيين خاصة ليس بالامر الهين فان التأريخ لن ينسى تلك الصفحة المؤلمة،ومن هذا المنطلق بدأت رحلات العذاب بعد ان رفضت جميع البلدان العربية احتضان إخوتهم وتوفير الحماية لهم ولو بصورة مؤقتة ..نعم فقد تجاهلنا الوطن العربي مما دفعنا هذا الرفض الى القارة الاوربية ورغم الفارق الاجتماعي بيننا نحن كفلسطينيين وعرب وبين المجتمعات الاوربية فقد رحلنا ونحن نحمل في طياتنا الالم والمآسي بعد ما فقد اجدادنا لفلسطين الحبيبة وكان الجيل الحديث يحلم بالعودة الى الوطن ولكن كانت المصيبة اكبر لقد فقدنا فلسطين بلدنا الام وفقدنا العراق الذي ولدنا فيه وفقدنا الوطن العربي الذي نحن منه ..ولكن مغلوب على امرنا.
فقد كان لقبرص حصة الاسد من هؤلاء الابطال الذين وصلوا اليها بشتى الطرق وبكل الوان العذاب التي ستصبح قصص تحكى من جيل الى اخر .
ان هذه الكلمات الا وهي مختصرات لمعاناة لا يمكن نسيانها ابدا وستبقى خيوطها منسولة على مر الاجيال ، نعم فقد تعايشت الجالية الفلسطينية في هذه الجزيرة مع شعبها رغم فارق اللغة والفارق الاجتماعي كما ذكرت اعلاه ولكننا تحملنا كل ذلك لمعالجة الجراح المؤلمة ولكن تفاجئنا من الحكومة القبرصية بانها تتعمد رفض طلبات اللجوء وتكتفي بالحماية الثانوية مما قد يطيل علينا نسيان تلك الجراح ومما قد يعرض اطفالنا في المستقبل المجهول و الى تشريد جديد فالى اين هذه المرة ،فيجب علينا ان نعمل جاهدين ومتعاونين ومتكاتفين للحفاظ على اطفالنا من التشتيت ..ومن منا الان لم تشتت عائلته بسبب تلك الحقبة المظلمة نعم الاخ في مكان والاخت في مكان ..الخ.
نعم فقد تفككت الاواصر الاجتماعية بيننا وكما قلت لحماية اطفالنا من التشتيت من جديد فلنعمل وكما ذكرت متعاونين بالتمسك بحق اللجوء وعدم التفريط به من خلال المناشدة وبطرق سلمية بمناشدة كل من له علاقة وابلاغهم بالتمسك بحقنا في اللجوء في هذا البلد وان تعذر فلنطلب توطيننا في بلد آخر او اعادتنا الى وطننا الام فلسطين الحبيبة.
18/10/2009
لاجئ فلسطيني من قبرص
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"