ويروي المؤرخون لتفاصيل تلك المعركة، أن قوة
يهودية، قوامها (4000) جندي "إسرائيلي"، من لواء "جولاني"
ولواء "كارميلي" مدعمة بالطيران، هاجمت مدينة جنين، من ست جهات، فجر
الخميس، الثالث من حزيران، من العام (48)، فتصدت لها القوة العراقية المرابطة
هناك، والمكونة من (3000) جندي، بقيادة العقيد الركن عمر علي، ليشتد القتال ويصل
إلى قلب المدينة، إلى أن تمكنت القوة العراقية من تحرير المدينة، بعد أن سيطرت
"السرية الأولى" بقيادة إدريس عبداللطيف، على المرتفعات في المدينة،
وطهرتها من المحتلين، وكادت بحسب المؤرخ عارف العارف، أن تحرر مدينتي العفولة
وبيسان، لولا عقد الهدنة، في الحادي عشر من حزيران، والتي نقضها اليهود كعادتهم،
في ساعاتها الأخيرة.
وفي مدخل مقبرة "شهداء" الجيش العراقي،
يمكن مشاهدة أسماء الشهداء وأرقامهم العسكرية، وحتى رتبهم، فهنا العريف حسين علي
حميد، وهناك صاحب الرقم العسكري (110039)، وبجوارهما الجندي الأول جاسم حمودة، أما
"الشهداء" الذين لم تعرف أسماؤهم، فكتبت على واجهة قبورهم، كلمة (مجهول).
وإذ يتجدد زحف إخواننا العراقيين، اليوم، وفي
معركة رياضية على أرض فلسطين، يؤكد رئيس الوفد العراقي، المشارك ببطولة غرب آسيا
للناشئين بكرة القدم، والمقامة في فلسطين، نوزاد قادر علي، عمق وتاريخ العلاقة بين
الشعبين الفلسطيني والعراقي، مفاخراً باختلاط الدم الفلسطيني والعراقي في معارك
الذود عن ثرى فلسطين الطاهرة، مشدداً على أن الاتحاد العراقي، لن يتأخر عن أية
بطولة أو مناسبة رياضية تقام على أرض فلسطين.
وأوضح علي، في تصريحات لـ"أيام
الملاعب" أن الوفد العراقي، عاش لحظات صعبة، قبل ساعات من دخوله الأراضي
الفلسطينية، عندما تناقلت وسائل الاعلام، الأنباء عن سبعة انفجارات هزت أماكن
مختلفة من العراق، الأمر الذي أصاب أعضاء الوفد، وغالبيتهم من صغار السن، بحالة من
الخوف والقلق على أهاليهم، غير أن هذا الخوف تبدد بسرعة البرق، ودخل الاطمئنان إلى
قلوبنا جميعاً، بعد أن علمنا بالسماح لنا بدخول فلسطين.
وكشف نوزاد علي، أن المخابرات "الإسرائيلية"،
استجوبته أثناء دخوله الأراضي الفلسطينية، حول سبب عودته إلى فلسطين مرة أخرى، بعد
زيارته الأولى قبل أكثر من عام، خلال مشاركة منتخب كردستان العراق في بطولة النكبة
الدولية الثانية، وحاولت منعه من الدخول، لكنه واجه ذلك بالاصرار على أنه يدخل
لفلسطين تحت مظلة رسمية، ممثلة بالاتحادين الدولي، والآسيوي، موجهاً الشكر
والتقدير للجهود التي بذلها كل من الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا، نائب
رئيس الاتحاد الدولي، واللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني، والتي تكللت
بالانتصار في هذه المعركة الرياضية، وللاتحاد الأردني، الذي فتح ملاعبه على
مصراعيها للوفود العربية المحتجزة، لإجراء التدريبات عليها، معرباً عن اعتزازه
باستقبال الرئيس محمود عباس، لكافة الوفود المشاركة، ما يؤكد حرص القيادة
الفلسطينية، واعتزازها بضيوف فلسطين.
وحول مشاركة منتخب بلاده في البطولة، قال:
"نسعى جاهدين للفوز باللقب، الذي سيكون الأغلى في خزائننا لأنه يقام على أرض
فلسطين العزيزة على قلوبنا، وفي حال لم نفز، فيكفينا أن فزنا بدخول فلسطين، رغم
أنف المحتلين"، لافتاً إلى أن الهدف الأسمى من المشاركة في هذه البطولة، هو
تعريف الأجيال العراقية الناشئة، بالمعاناة التي يتعرض لها الأشقاء والأهل في
فلسطين العربية الطاهرة.
ولئن يفاخر الفلسطينيون "بشهداء" الجيش
العراقي، في جنين القسام، يتباهى العراقيون بنادي حيفا الفلسطيني، في بغداد
الرشيد، والذي أصبح مفخرة للأجيال، ومصنعاً للنجوم الفلسطينيين، في بلاد الرافدين.
المصدر : صحيفة أيام الملاعب
الفلسطينية بتصرف موقع فلسطينيو العراق
22/8/2013