وأضاف فرانك موسمار، في مقاله على موقع ميدا
"الإسرائيلي"، وترجمته "عربي21"، أن "الأونروا تحولت إلى
منصة معادية لـ"إسرائيل" من جهة، ومن جهة أخرى محطة قوية لتعزيز الرفض
الفلسطيني، وبدلا من حل القضية الفلسطينية، ساهمت الأونروا في تأبيد الصراع
الفلسطيني "الإسرائيلي"".
وأشار
إلى أن "الأونروا سعت للتأكيد الدوري على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو
ما يعني تصفية دولة "إسرائيل" من خلال التفوق الديموغرافي، واعترضت على
أي جهود تبذل لإحلال السلام الدائم، لذلك فإن كل هذه الأسباب توجب إغلاق هذه
المنظمة الدولية، ونقل المسؤولية عن شؤون اللاجئين الفلسطينيين إلى مفوضية الأمم
المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، العاملة لحل قضايا اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية".
وأكد
موسمار، الخبير "الإسرائيلي" في الشؤون الاقتصادية، والباحث في معهد
بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية، أنه "فضلا عن القضايا السياسية التي
تتطلب إغلاق الأونروا، فإن هناك قضايا فساد بدأت تتسرب حول مسؤولي الأونروا، دفعت
بحكومات سويسرا وهولندا وبلجيكا لتجميد مساعداتها المالية للمنظمة الدولية حتى
انتهاء التحقيقات الداخلية".
وزعم
أن "الأونروا تشغل في صفوفها ثلاثين ألفا من العاملين لإعانة خمسة ملايين
لاجئ فلسطيني، في حين أن المفوضية لديها 11 ألف عامل فقط، وهي مسؤولة عن إعانة 17
مليون لاجئ، فضلا عن وجود عدد كبير من العاملين من عناصر حماس، حتى أن بيتر هانسن،
المفوض العام السابق، اعترف في مقابلة تلفزيونية مع قناة CBS أن نشطاء حماس يتبوأون مواقع
متقدمة في دوائر صنع القرار في نقابات موظفي الأونروا".
ونقل
الكاتب عن "الجنرال "الإسرائيلي" يوني فوغل، الحاكم العسكري
السابق، الباحث في مجال مكافحة الجماعات المسلحة، أن موظفي الأونروا من أعضاء حماس
يمكن أن نتوقع منهم الدفع بمصالح المنظمة الدولية إلى الأمام في إطار عملهم ضمن
قضايا اللاجئين".
وأشار
إلى أن "الأونروا تواجه جملة من السيناريوهات العديدة، منها الإغلاق وإنهاء
عملها في ضوء القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف تمويل
أنشطتها، ولذلك فان السيناريو المرضي لكل الأطراف يتمثل بأن يتم توطين جميع
اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية التي يقيمون فيها، وتعتبرهم الأونروا
لاجئين، ويتمتعون بظروف حياة طبيعية".
وختم
بالقول إن "إنهاء عمل الأونروا يأتي ضمن إطلاق عملية سلام شاملة، يتخللها
تقديم تعويضات مالية للاجئين الفلسطينيين بمليارات الدولارات، بدلا من تأبيد الصرع
القائم في المنطقة، رغم أن الخاسر الأكبر من هذا السيناريو سيكونون كبار موظفي
الأونروا، الذين يحصلون على مقدرات مالية عالية".
المصدر : عربي 21
14/3/1441
11/11/2019