بتاريخ 22- 12-2010 زار مخيم الهول الصحراوي للاجئين الفلسطينيين من العراق وفد دولي رفيع المستوى من موظفي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR ) وقد تضمن الوفد الاستاذ وهانسن مدير عام التوطين في المفوضية وزميله الاستاذ إدواردو مسؤول التوطين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكلاهما من مكتب جنيف والاستاذ مايكل مديرقسم التوطين في كندا والاستاذ بيل مدير التوطين في لبنان والاستاذة ميشيل مديرة التوطين في سوريا يرافقهم الاستاذ معتصم حياتلة وقد تم اجتماع الوفد مع لجنة المخيم واللجنة النسائية بحضور مشرف المخيم الاستاذ أبو ملك فور وصولهم وقد أوضح مصدر خاص إلى موقع فلسطينيو العراق فضل عدم ذكر اسمه أن الاجتماع قد دار حول النقط التالية :
إبلغ الاستاذ مدير التوطين في جنيف الأخوة ممثلي المخيم أنه قد أخبر من قبل دول الشمال الأوروبي أن هذه الدول غير مهتمة أبدأ باستقبال لاجئين فلسطينيين من العراق في العام القادم .
كرر معظم أفراد وفد المفوضية على المجتمعين فكرة الخيار الوحيد أمام اللاجئين في إعادة التوطين إلا وهو الولايات المتحدة الامريكية ونقل عنهم أي الوفد أنهم رغم تفهمهم مخاوف اللاجئين وأن الولايات المتحدة لا ترعى اللاجئ فترة كافية منذ في بداية وصوله وأن شروط اللجوء غير مشجعة إلا أنهم أي المفوضية لايزالون قلقين جداً حيال المتبقي من اللاجئين في المخيم وأن هذه فرصتهم الوحيدة الآن وربما في المستقبل، وأن قبولهم بفكرة إعادة التوطين في الولايات المتحدة تتيح لهم مستقبل أفضل لهم ولأطفالهم وأن فرصة إعادة التوطين التي بدأت منذ سنوات قليلة هي الفرصة الأولى للاجئين منذ عام 1948.
أوضح الوفد وفي خبر مفاجئ للمخيم أن الأستراليين قاموا بمراسلة المفوضية والإشارة في هذه المراسلات إلى سبعين شخص للتوطين في استراليا من ضمن قائمة تحتوي ثلاثمئة اسم هي من أهالي المخيم وممن تقدموا بطلبات خاصة من اللاجئين في الشام، علماً أن أهالي المخيم وبمساعدة الجمعية الاسترالية لإغاثة فلسطينيي العراق قد تقدموا بطلبات فيزا على خلفيات إنسانية بشكل خاص منفصل عن المفوضية كجهد شخصي بحثاً عن حل لهم ومما فاجئ اللاجئين دخول المفوضية على هذا الخط الأمر الذي يعتبره الكثير من اللاجئين التفافاً على جهودهم ومحاولة من المفوضية لاستثمار هذا الخبر للضغط عليهم للموافقة على الولايات المتحدة .
أوضح الوفد بالنسبة للاجئين المتزوجين من فلسطينيات سوريات أو من مواطنات سوريات أو ممن تطلق عليهم المفوضية أصحاب الملفات ذوي الصلة المميزة بسوريا بأنهم لا يزالون في آخر قائمة التوطين وأن لا أولوية لهم الان على الأقل وأن المفوضية تعمل على إيجاد حل دائم لهم بالتعاون مع الحكومة السورية من خلال إبقائهم في سوريا .
وقد أعرب ممثلو المخيم في بدء نقاشاتهم عن شكرهم للحكومة السورية وعلى ما تبذله من جهود في استقبال اخوانهم اللاجئين الفلسطيين من العراق في المخيم وخارجه كما قاموا بشكر المفوضية على جهودها تجاه قضيتهم وأوضحوا ما يلي :
يعتقد ممثلو المخيم أن أحد أسباب عدم تردد الدول لاخذ المزيد من اللاجئين بسبب السياسة الإعلامية للمفوضية التي تظهر في تقاريرها وكأن قضية فلسطينيو العراق قد سويت وأن هناك معلومات مغلوطة حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين فأجاب الوفد بأن قضية فلسطينيو العراق هي على رأس جدول اعمالهم في كل لقاء مع دول التوطين.
شكر ممثلو المخيم مملكة السويد على إعادة توطين اعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين من العراق إلا انهم استغربوا عدم إلحاق العوائل ببعضها وإبقاء الوالدين الكبار في السن وأخذ ابنائهم وعوائلهم أو بالعكس فأجاب الوفد أنهم هم بدورهم يستغربون هذه المعايير ولكنهم أي المفوضية يملكون السلطة الأخلاقية فقط وليست سلطة فعلية على دول التوطين .
هناك أسباب كثيرة ومتعددة تدفع باللاجئين إلى رفض إعادة التوطين في الولايات المتحدة ولا تقتصر هذه الأسباب فقط على الأحوال المعيشية الصعبة للغاية التي رشحت ممن قد ذهب إلى الولايات المتحدة منهم بل إلى حالات رفض نفسي من قبل اللاجئين الذين تعرضوا بشكل أو بآخر للممارسات غير إنسانية من جنود التحالف أضف إلى التاريخ السياسي الأمريكي المرير والغير منصف تجاه الفلسطينيين والقضية الفلسطينية ملمحين للوفد حول فكرة حق العودة ردا على فكرة الفرصة الأولى للتوطين للفلسطينيين منذ عام 1948. وأنه قد اتضح من تصرفات وكلام مكتب دمشق للمفوضية أن الذهاب إلى أمريكا اختياري مع أن التهديدات التي صدرت بإغلاق الملفات وتأجيلها إلى آخر القائمة وحتى بعد الانتهاء من فلسطينيي العراق الموجودين خارج مخيم الهول .
وقد آثر ممثلو المخيم عدم نقاش موضوع استراليا مع الاستاذة ميشيل على اعتباره أمر خاص بهم وبالحكومة الاسترالية وأنه باب لزيادة الضغوطات على اللاجئين في المخيم للقبول بالتوطين للولايات المتحدة وبانتظار ما قالت الاستاذة ميشيل أنها بانتظار مزيداً من المعلومات حول موضوع استراليا .
وقد أوضح المصدر ذاته أن حالة من الاكتئاب والحزن سادت أهالي المخيم من الأخبار التي سمعها من الوفد مما زاد في إحباطهم ومعانتهم و إصرارهم على أن تكون خيارتهم كلاجئين حرة بعيدة عن أي ضغوط تمارس ضدهم، وقد قام الوفد بجولة في أرجاء المخيم والاطلاع على بعض مباني الأنشطة وزيارة أحد بيوت اللاجئين .
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"