الخبر يبدو كما لو أنه عادي في تسلسله أو تسلسل أحداثه المشحونة بالعاطفة لاسيما في مناخنا الراهن المضطرب لكن وقفة متأنية تحليلية لمضمون الخبر أو الحادثة برمتها تجعلنا على يقين من أن خسائرنا المتلاحقة في كل شيء لم تكن جميعها بأقل – من حيث قيمتها الاعتيادية – من خسارتنا لموقف مشرف تجسد في الجهد الجمعي العراقي الذي توحد وهو ينافح ويكافح لمؤازرة شعب فلسطين المظلوم المشرد والذي مازال يدفع حتى اليوم ثمن مطالبته بحقه في أبسط شروط الحياة ألا وهو حق العودة إلى وطنه الذي طردته منه قوى الظلام والعنصرية البغيضة ولا نعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى شرح أو تعليق .. وعود على الخبر أو إلى الحادثة التي تلقفتها بعض وسائل الإعلام لدينا وراحت تعلق عليها بطريقة انفعالية لا تخرج عن الهدف الذي وضعه المتحركون في ظلام راهننا المتشابك من الذين يسعون للايقاع بين أبناء الشعب الواحد والألم الواحد والقضية الواحدة أقصد أهل العراق وفلسطين .. إذ صرنا نسمع من البعض عتبا مرا على الفلسطينيين الذين جحدوا العراق !!.. وفي تقديرنا أن هذا هو ما يريده الذين وقفوا خلف تلك العملية التي دبرتها أصابع خفية كجزء من الحرب على الذاكرة والوجدان الجمعي العراقي الذي ينظر لقضية فلسطين بقدسية ، وإنها فعلا كذلك ولكي لا تتداخل الأوراق وتختلف الآراء وتمر مثل هذه الفبركات نقول للذين شوشت على رؤيتهم للأمور كثافة وحدة الأحداث أين مصلحة الفلسطينيين في العراق من هذه الأعمال التي يصيبهم ضررها قبل غيرهم ؟ وإذا كان هناك فرد أو أكثر ممن يسهل تجنيدهم لفعل الشر أو ما لا يرضي العراقيين فإن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا هم من يمثل أهلنا من الفلسطينيين الذين جارت عليهم السياسة بنفاقها وتدليس أهلها ونفتهم عن وطنهم الأصلي الصفقات المشبوهة والتي علينا أن لا نجعلها تستمر إلى الأبد إرضاء للحاقدين لأنهم أهلنا الحزانى الذين علينا أن لا نراهم إلا من خلال محنتهم التي طالت وربما تطول أكثر كمحنتنا نحن !!