فحين تقترب الأزمات العامة أو الخاصة من نتنياهو، فإنه
يلجأ إلى الزيارات المتكررة لروسيا، إذ تصف وسائل الإعلام "الإسرائيلية"،
المنشورة باللغة العبرية، المرئية والمسموعة والمكتوبة زيارات رئيس الوزراء "الإسرائيلي"
إلى روسيا بـ"التاريخية".
فقبيل أيام فقط من دخول "إسرائيل" المعترك
الانتخابي الكبير، ووسط ترجيحات بتفوق "حزب إسرائيلي" آخر "أزرق أبيض"، في
استطلاعات الرأي على حساب "الحزب الحاكم" لنتنياهو "الليكود"،
وفي ظل وجود توصيات للمستشار القضائي "الإسرائيلي"، أفيحاي مندلبليت،
بتقديم نتنياهو للمحاكمة، تلقى رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، هدية قيمة من
الرئيس بوتين.
يذكر أن "إسرائيل" ستجري انتخابات برلمانية لـ"الكنيست"،
في التاسع من شهر أبريل/ نيسان الجاري، وهي "الانتخابات البرلمانية" رقم
21، منذ إنشاء دولة "إسرائيل".
رفات مجند "إسرائيلي"
تلقى نتنياهو هدية روسية جديدة، تمثلت في استعادة
رفات الجندي "الإسرائيلي"، زكريا باوميل، الذي فقد عام 1982، في لبنان،
إبان الاجتياح "الإسرائيلي" للبنان.
الغريب أن نتنياهو تلقى خلال عدة أيام أكثر من هدية،
تزامنت مع اقتراب "الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية"، وكأنها هدايا
حقيقية لرئيس الوزراء، بدأها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الخامس والعشرين
من الشهر الماضي، بإعلانه موافقته على فرض "السيادة الإسرائيلية" على
الجولان السوري المحتل.
وجاء إعلان الرئيس ترامب خلال زيارة نتنياهو الأخيرة
للعاصمة الأمريكية، واشنطن، في الرابع والخامس والعشرين من شهر مارس/ آذار الماضي.
وبين هدية ترامب، بالأمس القريب، وهدية بوتين ،
الأربعاء، أتم الرئيس البرازيلي، غايير بولسونارو، زيارة مهمة لـ"إسرائيل"،
لأربعة أيام، دعم الأخير خلالها نتنياهو، قبيل إجراء "انتخابات الكنيست".
وغداة هذه الانتخابات، خرجت علينا وسائل الإعلام
العبرية بأخبار تناولت النجاح "الإسرائيلي" في استعادة رفات المجند،
زكريا باوميل، بعد عملية استخباراتية روسية، لم تكشف تفاصيلها الكاملة بعد، بحسب
ما ذكر نتنياهو نفسه، أمس، الأربعاء.
وادعى الموقع العبري "ديبكا"، مساء الأربعاء،
أن روسيا ساهمت في استعادة رفات المجند "الإسرائيلي"، المفقود منذ
الاجتياح "الإسرائيلي" للبنان، في عام 1982، العريف زكريا باوميل، عبر البحث
لمدة تزيد عن ثلاث سنوات كاملة داخل الأراضي السورية.
وأفاد الموقع الاستخباراتي العبري "ديبكا"،
بأنه عشية زيارة نتنياهو، إلى روسيا، نقل الروس لـ"تل أبيب" رفات الجندي
"الإسرائيلي"، زكريا باوميل، الذي سقط في معركة "السلطان
يعقوب"، قبل 37 عاما، إبان الاجتياح "الإسرائيلي" للبنان، في عام
1982. لتعد هذه الرفاة الهدية الروسية القيمة والتاريخية لنتنياهو، قبيل إجراء "انتخابات
الكنيست"، المقررة الثلاثاء المقبل.
وأكدت هذه الوسائل الإعلامية أن "إسرائيل"
حققت تقدما ملموسا في ملف الجنود الثلاثة المفقودين في معركة السلطان يعقوب، عقب
التدخل العسكري الروسي في سوريا.
ومن المعروف أن "إسرائيل" فقدت ثلاثة من
الجنود في عملية "السلطان يعقوب"، في العام 1982، حينما نجح
السوريون في الحصول على إحدى الدبابات وبعض المفقودين "الإسرائيليين"،
دون أي علم "إسرائيلي" عنهم، حتى اللحظة، وبأن الجندي الذي عثر على
رفاته، زكريا باوميل، كان ضمن هؤلاء الذين حصلت سوريا على جثثهم، آنذاك.
والثابت أن المجند الذي نجحت روسيا في استعادة رفاته،
ونقلها إلى "إسرائيل"، كان أحد طاقم الدبابة التي سقط فيها قتيلا، بصحبة
جنديين "إسرائيليين" آخرين، ما يزال قبرهما غير معروف، حتى الآن، يعكف
الروس على البحث عنهما، حتى الآن.
دبابة "إسرائيلية"
وأنهى الموقع الاستخباراتي "الإسرائيلي"
"ديبكا" تقريره، المنشور ، الأربعاء، بأن السوريين قد أرسلوا هذه
الدبابة إلى روسيا، في عام 1982، حتى يسمح للجيش الروسي بفحص مركبة القيادة
والتقنية الإلكترونية التي كانت في الدبابة "الإسرائيلية".
في وقت أعادت موسكو هذه الدبابة إلى "إسرائيل"،
في التاسع والعشرين من مايو/ أيار 2016، خلال زيارة نتنياهو، لروسيا، وهي الدبابة
التي وضعها نتنياهو في متحف الجيش "الإسرائيلي"، منذئذ. لتعد تلك
الدبابة إحدى الهدايا التاريخية والقيمة التي تلقاها رئيس الوزراء "الإسرائيلي"،
نتنياهو، من الرئيس بوتين.
يشار إلى أن نتنياهو زار موسكو خلال عام 2016، ثلاث
مرات.
الكتاب الأثري
الثابت أن نتنياهو التقى بالرئيس بوتين، في العام
التالي، 2017، مرتين، تلقى خلال واحدة منهما، كتابا أثريا، خلال لقائهما في مدينة
سوتشي، جنوبي روسيا، في شهر أغسطس/ آب من العام نفسه، حيث نشر رئيس الوزراء "الإسرائيلي"
شريطا فيديو لنفسه، وهو يتسلم الكتاب الأثري.
ويشار إلى أن هذا الكتاب عبارة عن جزء من أول طبعة
لكتاب "التناخ"، أو "العهد القديم"، الذي يضم "فصول
التوراة وأسفار الأنبياء والكتب".
ويظهر نتنياهو في الفيديو وأعضاء وفده المرافق له في
سوتشي، وهم يتصفحون الكتاب التاريخي والديني المهم، وتظهر وجوههم إعجابا صريحا،
صافح نتنياهو خلالها بوتين، مبديا امتنانه وسعادته البالغة.
وقال رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، آنذاك:
إنني ممتن لبوتين على الصداقة والتعاون المهم بيننا.
ورغم أن نتنياهو لم يذكر تاريخ إصدار الكتاب النادر،
فإنه من الواضح أن الكتاب يعود إلى القرن الـ15، عندما بدأت طباعة الكتب الدينية
اليهودية في أوروبا.
وأكد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" أن هذا
الكتاب يتضمن "تفسير شلومو يتسحاقي (راشي)"، وهو معروف بخط يدوي
أيضا للغة العبرية، وأن النسخة الموجودة منه في "إسرائيل"
تفتقد نحو 20 صفحة. مضيفا أن هدية بوتين تضم نحو 20 صفحة إضافية، ملوحا بأنها قد
تكون الجزء الناقص من الكتاب الموجود في "إسرائيل".
وتعهد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بتسليم
الكتاب الأثري والديني المهم للمكتبة الوطنية في "إسرائيل"، مثلما فعل
مع هدية سابقة من بوتين.
كتاب "حرب يهودا"
كما أهدى بوتين نتنياهو كتابا آخر، لا يقل "قداسة"
لدى اليهود، وهو نسخة من كتاب "حرب يهودا" للمؤرخ اليهودي المشهور، يوسفوس
فلافيوس، الذي عاش في القرن الأول الميلادي، وهو كتاب يناقش فترة تاريخية عن
اليهود، تمت طباعته قبل حوالي 500 سنة، تلقاه نتنياهو كهدية شخصية من بوتين.
فقد تلقى نتنياهو من بوتين هذا الكتاب، خلال زيارة
الأول لموسكو، في التاسع من مارس/ آذار 2017، وأمر رئيس الوزراء "الإسرائيلي"
بتسليم الكتاب للمكتبة الوطنية في "إسرائيل".
ومن المعروف أن هذا الكتاب تمت طباعته، في العام 1526،
باللغة التوسكانية في إيطاليا. ويمثل المؤلَّف اليهودي،يوسفوس فلافيوس، أحد أثمن
المصادر للمعلومات عن تاريخ يهودا، وسير تمرد قاطنيها ضد السلطات الرومانية في
القرن الميلادي الأول، لا سيما أن كاتبه كان شاهد عيان لهذه الأحداث.
وقال نتنياهو، بعد لقائه الرئيس بوتين، آنذاك، إنه كان
مندهشا عندما تسلم هذه الهدية، واصفا إياها بالجزء المهم لـ"التراث التاريخي
لدى الشعب اليهودي".
وأضاف رئيس الوزراء "الإسرائيلي":
تمت طباعة هذا الكتاب، على الأرجح، بعد مرور وقت قليل
على ابتكار أول آلة للطباعة، وهو حقا مهم جدا، وأنا أثمن كثيرا هذه الهدية.
المصدر : وكالة سبوتنيك عربي الروسية
28/7/1440
4/4/2019