سلسلة " على بصيرة "- الحلقة 11: ألفاظ مشتهرة احذروها ج3! - أيمن الشعبان

بواسطة قراءة 5278
سلسلة " على بصيرة "- الحلقة 11: ألفاظ مشتهرة احذروها ج3! - أيمن الشعبان
سلسلة " على بصيرة "- الحلقة 11: ألفاظ مشتهرة احذروها ج3! - أيمن الشعبان

الحمد لله الذي امتنّ علينا بنعمة اللسان، وأوجب علينا شكرها فقال عز وجل :( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )[1]، والصلاة والسلام على النبي العدنان، الذي كان يتخير أجمل الألفاظ، وأحسن الكلام، وعلى آله وأصحابه الكرام. أما بعد :

نكمل معكم في حلقة جديدة مما قد جمعناه من ألفاظ مخالفة للشريعة، يجب الحذر منها واجتنابها:

24- [ يا ساتر ] أو [ يا ستار ] أو [ يا ستار استر ] .

من الألفاظ المنتشرة على ألسنة أغلب الناس، حتى بعض الخطباء والمتعلمين، والدعاة والدارسين .

 [ يا ساتر ] تقال في الغالب لمن أراد أن يستأذن أو يدخل إلى داخل الدار .

 [ يا ستار ] تقال لمن رأى أو سمع ما يُفزعه أو يُفجعه .

وهذه من الألفاظ الغير جائزة لأن ساتر وستار لا تعد من أسماء الله تعالى . ولم يرد فيهما حديث صحيح ولا ضعيف . فليعلم .

ومن الأخطاء الناتجة عن ذلك تسمية عبد الستار، فلا يجوز .

والصواب أن يقال: يا ستير، كما ثبت في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن الله ستّير يحب الستر ).[2]

25- [ استجرت برسول الله ] .

الاستجارة برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك أكبر، فلا يجوز التلفظ بهذا .

أنظر (( فتاوى ابن عثيمين )) (1/128) .

26- [ إن الله على ما يشاء قدير ] .

تأتي في كلام بعض الناس، وهذا غير جائز لأن فيها تقييداً لما أطلقه الله، وأنه موهم بأن ما لا يشاءه لا يقدر عليه . والأولى والصواب أن يقال بقول الله عز وجل :( إن الله على كل شيء قدير ) .     

أنظر (( معجم المناهي )) (555) ،  (( فتاوى ابن عثيمين))(1/137-140 ) .

27- [ دفن في مثواه الأخير ] .

تقال للإخبار عن ميت ما، أو بعد الإنتهاء من الدفن، وهذه يقع فيها للأسف كثير من المسلمين، حتى ممن يحسبون على المثقفين والمتعلمين، وهذا نتاج التقليد الأعمى لوسائل الإعلام وما يصدره أعداء الإسلام مما يسمونه مراسيم وبروتوكولات!!

وهذا اللفظ مقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث بعد الموت، ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر .

لهذا يجب تجنب هذه العبارة، لأن المثوى الأخير إما الجنة أو النار في يوم القيامة .

28- [ يعلم الله كذا وكذا ] ، [ يعلم الله أني فعلت كذا ] .

هذه من الألفاظ المشكلة، لأنها إذا قيلت وهي كذب فإن فيها اتهام الله بالجهل – عياذاً بالله – وقد تؤدي إلى الكفر .

أنظر لزاماً (( فتاوى ابن عثيمين )) ( 2/222) .

29- [يا حمار يا تيس يا كلب ] ، [ كلب بن كلب ] .

هذه تقال إذا ما حدثت خصومة أو مشادة أو مشاحنة، وهي من الألفاظ المحرمة القبيحة.

قال النووي –رحمه الله – في الأذكار ( 325 ) : ( ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه ، يا حمار يا تيس ، يا كلب ، ونحو ذلك ؛ فهذا قبيح لوجهين : أحدهما أنه كذب ، والآخر أنه إيذاء ... )) .       أنظر (( معجم المناهي )) ( 575 ) .

30- [ حد الله بيني وبينك ] أو [ حد الله بيننا ].

تقال لمن أراد أن يبرىء نفسه من قولة أو فعلة .

وهذا اللفظ لا ينبغي لأنه يوهم القطيعة .

31- [ تغير جبل ولا تغير طبع ] .

هذه تقال لمن له بعض الطباع السيئة ولا يُرى عليه أثر التغيير .

ولكن هذا اللفظ لا يصح، لما فيه من التألي على الله . وما أدرانا أن فلان لا يغير طبعه هذا ؟!.

ثم معناه يُستَروَح منه الجبر، بمعنى أن المرء مجبور لا وسيلة له إلى تحسين خلقه، والأحاديث الصحيحة منتشرة في الترغيب في تحسين الخلق ، وهذا يدل على نكارة هذا القول.

أنظر (( معجم المناهي )) ( 205 ) .

32- [ الله يعطي جوز للذي ما عنده أسنان ] .

هذه تقال للذي لا يُحسن التصرف بأمواله بالنسبة للقائل، أو حسداً من عند نفسه. والله أعلم . وهذه من الألفاظ الدارجة على الألسنة، وفيها اعتراض على حكم الله وقضاءه وقدره. وهذا معناه أن الله تعالى ليس حكيماً في عطاءه ومنعه – حاشا لله – فيرزق ويعطي من لا يستحق العطاء، ويمنع من يستحقه .

فالله عز وجل أحكم الحاكمين، يعطي المؤمن بفضله ورحمته، ويعطي الكافر والعاصي بعدله وحكمته .

33- [ لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل ( بالعامية ) ] .

كذلك هذه من الألفاظ المنتشرة، وتقال لمن كان سبباً في منع حصول شيء يراد .

وهي من الألفاظ الخطيرة جداً، لأن مقتضاها؛ أن هذا الإنسان الذي قيلت في حقه، يمكن له أن يمنع نزول الرحمة من الله، وهذا كفر عياذاً بالله .

والرحمة من صفات الله التي يظهر أثرها على جميع المخلوقات، ولا يمكن لأي مخلوق بأي حال من الأحوال أن يحجزها أو يمنعها .

قال تعالى :(  إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده إنه كان حليماً غفوراً )[3].

34- [ الله يسوّي ومحمد يبتلي (بالعامية ) ] .

من لوازم هذا القول: أن محمداً صلى الله عليه وسلم يتحمل أخطاء الناس، وفيها كذلك طعن في مهمة ووظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وهي النبوة والرسالة، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .

35- [ إلى الرفيق الأعلى ] .

تقال في حق المسلم الميت . وهذا خلاف السنة لأن فيها تزكية، والقاعدة أن لا نشهد لأحدٍ بجنة ولا نار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم .

أنظر (( معجم المناهي )) ( 140-141 ) .

36- [ الأجر على قدر المشقة ] .

هذه العبارة غير مستقيمة على إطلاقها، لأن الأجر على قدر منفعة العمل وفائدته . والعمل لا يكون نافعاً مثمراً إلا إذا كان خالصاً صواباً، وهذا هو الإحسان في العمل . لذلك قال تعالى :( ليبلوكم أيكم أحسن عملا )[4] .

والصواب أن نقول : الأجر على قدر المنفعة .

أنظر (( معجم المناهي )) (80 ) ، (( مجموع فتاوى شيخ الإسلام )) (10/621) .

 

أيمن الشعبان

2/6/2011

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"

 

[1] ( الرحمن: 60).

[2]  الإرواء رقم 2335.

[3]  (فاطر :41).

[4]  (تبارك:2).