من رحم المعاناة خرج فريق العودة لكرة القدم التابع لرابطة فلسطينيي العراق الذي أسسهُ كُلاً من مدرب الفريق السيد أحمد يونس الماضي والسيد عبد الفتاح محمود مساعد المدرب وكابتن الفريق والهيئة الادارية لرابطة فلسطينيي العراق برئاسة الاستاذ ثامر المشينش والأخ حسن مكشر مسؤول اللجنة الرياضية في الرابطة والأخ مراد محمود عضو اللجنة الرياضية في الرابطة واداري الفريق .
التقى موقع" فلسطينيو العراق " مع السيد احمد يونس الماضي ليتكلم عن فكرة تأسيس الفريق والظروف والعقبات التي واجهت الفريق وعن المباريات التي شارك فيها الفريق .
س : كيف كانت فكرة تأسيس الفريق ؟
ج/ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعد ... كانت فكرة تأسيس الفريق نابعة من آلام متواصلة وحسرة على شبابنا الذي ينتابه بعض اليأس من واقع الحياة المؤلم الذي يعيشهُ هذا الشباب الذي شُرِدَ واعتقل من أهله وقتل ما قتل وهٌجِّرَ بكافة الوسائل والطرق .. هذا الشاب الذي كان جزء فعال في المجتمع كُلٌ من موقعه قبل التهجير الآن اصبح حائراً لا وجود لعمل وفراغ قاتل ومكبل بالآلام نتيجة الظروف القسرية وقتل الطموح مع العلم أن شبابنا في بغداد كان من الشباب الواعي والمثقف والمتآلف والناجح علمياً وإجتماعياً ورياضياً.
فكانت الفكرة بأن لا يضيع الشباب أو يتيه في منزلقات الشيطان هنا أو هناك وصادفت أن جاءني بعض الشباب المتألف من خمسة لاعبين طرحوا علي فكرة لتشكيل فريق متواضع تبلورت الفكرة وطرحتها على أخي وصديقي عبد الفتاح اللاعب المتميز السابق في نادي حيفا الفلسطيني في العراق وقررنا بعد الاتكال على الله سبحانه وتعالى أن نطرق باب رابطة فلسطينيي العراق التي كانت ولا زالت تدعم شعبنا الفلسطيني في حل مشاكله ودعمه على جميع الأصعدة وإيماننا بأن الرابطة برئاسة الأخ أبو الحسن هم المرجع الوحيد لنا فذهبنا الى الأخ ابو الحسن وطرحنا عليه موضوع فكرة تأسيس الفريق .
الرجل وافق فوراً بدون تردد وبارك لنا هذا الأقتراح الفعال لدعم شبابنا وحمايته من الضياع في المقاهي أو الشوارع هنا أو هناك . فدعانا الى اجتماع وحملني مسؤولية وأمانة تأسيس الفريق أنا وأخي عبد الفتاح وأخي مراد محمود الذي كان عنصراً فعالاً في بناء إدارة ناجحة ومنظمة فكنا ثلاثي أحدنا يكمل الآخر واستدعينا أكبر عدد ممكن من اللاعبين وجعلنا الباب مفتوح الى حد الآن لجميع الشباب القادرين لأن ينظموا الى هذا الفريق .
س: حدثنا عن معاناة البداية والأمور الفنية ؟
ج/ بعد مباركة الأخ ابو الحسن لنا بفكرة تأسيس الفريق لما يحملهُ من أمور تربوية وأخلاقية فقرر أن يدعمنا بقوة بدون شروط فكان الدعم المادي فوراً وشراء ملابس رياضية كاملة وأحذية رياضية لأربعين لاعباً في مختلف الأعمار وأسسنا فريقين هم الخط الأول والأشبال دون سن 15 سنة وتسلمنا مهام تدريب الفريق والأخ عبد الفتاح مساعد لي والأخ مراد محمود اداري للفريق وكان الأخ أبو الحسن رئيس الفريق والاخ حسن مكشر رئيس اللجنة الرياضية .
وعقدنا أكثر من إجتماع وطلبوا مني تقديم اسم للفريق وما هو لون الملابس ، حقيقةً الرابطة مشكورة جداً أعطتنا صلاحية كاملة لأختيار اسم الفريق ولون ملابس الفريق حتى لا يتأول ضعاف النفوس ولم يفرضوا علينا أي فكرة أو ضغط معين بل كانت الرابطة فلسطينية 100% وتمثلنا 100% .. فسميت الفريق اسم العودة لما يحملهُ الاسم من معاني عظيمة ومبدئية وقررت أن يكون اللون هو الأخضر لأنه يمثل لون الفريق الوطني الفلسطيني .
س: كيف تواصلتم بعد ذلك ؟
ج/ وضعنا خطة كمدربين للفريق أنا وأخي عبد الفتاح تتمثل بثلاث مراحل لاعداد الفريق ، المرحلة الأولى تتكون من شهرين ونصف بدأت من 3/3/2010 تعرفنا فيها على اللاعبين وعلى مستوياتهم والتأكيد على الإلتزام والترابط فيما بيننا والتعرف على مشاكل اللاعبين والوصول الى الحل وايضاً توزيع المراكز في الساحة ومتابعة التمارين حيث كنا نعمل ثلاث وحدات تدريبية كل اسبوع بمعدل ساعتين الى ثلاث ساعات تتركز على تمارين اللياقة البدنية والسرعة والمطاولة والتكتيك وتقوية المهارات الفردية والاحتكاك بالكرة والسيطرة ، والمرحلة الثانية من إعداد الفريق بدأت في بداية الشهر السادس (حزيران) تعتمد على اعطاء التمارين المكثفة ووجوب المباريات الودية والدخول والمشاركة في البطولات ، والمرحلة الثالثة والأخيرة من اعداد الفريق تبدا نهاية هذا العام في شهر كانون الأول 2010 إن شاء الله بعد ذلك يكون الفريق جاهزاً إن شاء الله ويكون المدرب مسؤولاً عن كل النتائج .
س: ما هو حجم المشاركات للفريق ؟
ج/ لعبنا إحدى عشرة مباراة بين ودية وبين مباريات بطولات ، فزنا في خمس مباريات وخسرنا خمس مباريات وتعادلنا في واحدة وأظن أنها نتيجة إيجابية لفريق مكبل بالمعاناة ولفريق لا زال في بدايات فترة الاعداد غير ملزم بالنتائج .
شاركنا في بطولتين للجاليات العراقية في الشام المكونة من 16 فريق (14) فريق عراقي وفريق سوري واحد بالاضافة الى فريق رابطة فلسطينيي العراق الذي أدهش كل الجاليات لأن كل الفرق في البطولتين كانت مستوياتهم عالية جداً وإمكانيات كبيرة ولهم من الخبرة والممارسة في اللعبة في الشام أكثر من خمسة سنوات وبعض الفرق تمتلك كثير من لاعبين الدرجة الأولى لأندية العراق المشهود لهم وفريقنا على عكس ذلك فهو حديث الولادة .
س: ما هي أبرز المعاناة التي واجهت الفريق ؟
ج/ عندما إستلمنا الفريق من أول يوم وقمنا بوضع خطة لإعداد الفريق كان نصف الفريق لا يمتلكون مواصفات اللاعب حيث بعضهم جاء خام وبعضهم لم يلعبوا كرة القدم لوجود هواية ثانية غيرها ، القلة القليلة جداً من الفريق يمتلكون بعض مواصفات اللاعب الجيد ، وفضل من الله ثم تعاون اللاعبين وتظافر الجهود ودعم الرابطة اللامحدود وصلنا الى مستوى جيد جداً ، ونحن نمر بالمرحلة الثانية من اعداد الفريق هناك مشاكل واجهتنا منها عدم وجود ساحة كرة قدم نتدرب عليها ووجدنا ساحة ترابية من الصعوبة اللعب عليها ، أمضينا أكثر أوقاتنا فيها ، والشهادة لله أن الرابطة قامت بالإستئجار لنا أكثر من (12) مرة ساحة تارتان صناعي حتى أهلكت ميزانية الرابطة المخصصة للجانب الرياضي في بعض الاحيان وكما تعلمون أن مصدر ميزانية الرابطة هو الدعم من الجمعيات الخيرية وما شابه ذلك وبعض الدعم الخاص منهم ، مع هذا كان الفريق بمستوى المسؤولية وكنا عائلة واحدة .
س: ما هي أسباب الخسارة في الفترة الأخيرة ؟
ج/ تعلمون جيداً ان الفريق في فترة إعداد وفي فترة الإعداد النتائج غير مهمة لأنني كمدرب بإمكاني مثلاً أن ألعب مع فرق ضعيفة جداً وأفوز عليها . هذا أرفضهُ لأنهُ ليس من شيمتي .
الفريق أمانة عندي وعند أخي عبد الفتاح وكذلك اخونا ابو عمر ولا يزكي الأنفس إلا الله سبحانه وتعالى ، مثلاً خسرنا نحن خمسة مباريات كما قلت متفرقة ، في إحدى المباريات التي خسرناها مع فريق سبينه الذي سبق وأن فزنا عليه بنتيجة 5-3 وكان بإمكاننا أن نفوز أكثر لولا تسرع اللاعبين على تسجيل الاهداف في المباراة الودية الثانية ، لعبنا معهم بكل اللاعبين الإحتياط لأفسح المجال للاعبين الاحتياط بخوض مباراة متكاملة دون الإهتمام بالنتيجة وخسرنا 2 – صفر .
وأعتقد أنها نتيجة جيدة جداً لو شاهدتم هذه المباراة لحكمتم على ما أقول وهي موثقة إعلامياً ، ولعبنا مباراة ودية أيضاً مع أحد فرق الجاليات العراقية وأشركت كل اللاعبين الإحتياط حتى اللاعب الذي لا يملك 10% من اللعب أشركته وأضعنا فرصاً كثيرة للتسجيل وخسرنا 3-1 ولكن من أجل أن أصقل كل المواهب منفردة تارةً مثل ما أشركت بعض اللاعبين الإحتياط مع الفريق الاساسي في كثير من المباريات وتارة مجتمعة مثل ما أشركت كل اللاعبين الإحتياط لأفسح المجال لتطوير المواهب والاعتماد على النفس وإعطاء الثقة العالية لكل لاعب حتى لا يكون عندي لاعب إحتياط أو لاعب اساسي ، فيكون عندي فريقين جيدين معاً ووفق تكتيك وظرف كل مباراة .
س: هل حصلتم على جوائز أو مراكز في البطولات التي شاركتم بها ؟
ج/ شاركنا في بطولتين فقط خلال أربعة أشهر هي أكبر وأضخم البطولات بالنسبة لفريقنا ، في البطولة الأولى للجاليات العراقية التي شارك فيها ستة عشر فريق ترشحنا الى دور الثمانية ، هذه النتيجة وحدها تكفي ومذهلة لِما تمتلكهُ الفرق من تجهيزات ولاعبين كبار ويلعبون في الدرجة الأولى والثانية في الأندية العراقية ، هل تعلمون أن أحد الفرق الفائزة في البطولة أعطت لكل لاعب مبلغ مقداره مائة دولار ما عدا الامتيازات الأخرى ، وأن بعض الفرق تعطي لكل لاعب يسجل هدف مبلغ 10 دولارات ، عموماً في البطولة الأولى بعد خروجنا من دور الثمانية حصلنا على لقب أفضل فريق في المجموعة وثاني أفضل فريق في البطولة ، وحصلت على لقب ثاني أفضل مدرب في البطولة وأختاروني لذلك كعضو في الاتحاد العراقي المستقل المتمثل في تنظيم البطولات وأيضاً عضو دائم ومشرف على كل البطولات اللاحقة ، وفي نفس البطولة حصلنا على كأس الفريق المثالي ونحن نشارك لأول مرة تخيلوا (16) نحن الأفضل وفي البطولة الثانية كذلك حصلنا على لقب الفريق المثالي واحد لاعبينا أخذ أفضل لاعب في أحد المباريات وهو احمد جمعة (إش إش) وكذلك حارس المرمى محمد حسين الماضي أفضل حارس مرمى .
س: سؤال اخير كيف تجد الفريق وما هي تمنياتك لهُ ؟
ج/ أولاً أنا أحب الفريق جداً وأحب اللاعبين كلهم بدون إستثناء هذا الشباب الذي هو قدوتنا في المستقبل يجب أن نتعب من أجلهم هذا قليل لشباب عانى من ظروف صعبة جداً وهو يستحق دائماً الفوز في كل حياته وأتمنا لهُ التطور والنجاح والتألق واشكرهم جداً لما يبذلوه من جهد لإعلاء سمعة فلسطينيو العراق في هذا الجانب وإذا سافر إلى دول الغرب أتمنى لهُ ولنا أيضاً الثبات على الإيمان .
كما اشكر رابطة فلسطينيي العراق إبتداءاً من الأخ أبو الحسن والأخ حسن مكشر وكل الذين ساهموا بدعم وتثبيت هذا الفريق وأشكر أخي عبد الفتاح محمود الذي كان أميناً معي على هذا الفريق وأشكر أخي مراد محمود الذي بدل جهداً مشكوراً رغم كل الظروف .
في نهاية اللقاء نتمى لكم الموفقية والنجاح وبارك الله فيكم على كل ما تبذلونه من اجل هذا الشباب الفلسطيني المسلم .
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"