قرية إجزم ومقاومة المشروع الصهيوني ج1- رشيد جبر الأسعد

بواسطة قراءة 6681
قرية إجزم ومقاومة المشروع الصهيوني ج1- رشيد جبر الأسعد
قرية إجزم ومقاومة المشروع الصهيوني ج1- رشيد جبر الأسعد

بعد توكلي على الله سبحانه وتعالى أولا وأخيراً، فقد قمت بتأليف هذا الكتاب عن مدن وقرى فلسطين المغتصبة منها: (قرية اجزم ومقاومة المشروع الصهيوني) في هذه الظروف التي استمر وتمادى بها الغاصب الصهيوني في فلسطين في ممارسته خداع العالم والكذب والتزوير.. وتغيير الحقائق وتبديل المعالم الفلسطينية، واستمراره في قتل الفلسطينيين والعرب في صراع مرير يستهدف وجودنا وحضارتنا وقيمنا وديننا..

انه الصراع الحضاري مع الغاصب والعدو الصهيوني الشرس.. فقد آثرت على نفسي أن أقدم هذا الجهد المتواضع لأنقل الصورة الطبيعية والحقيقية، الصورة العفوية والجميلة، لما كانت عليه الحياة الريفية الفلسطينية في قرية اجزم وأهلها قبل العام 1948م، لأنقل الصورة بأمانة وصدق لما كانت عليه تلك الحياة الريفية البسيطة، انقلها للجيل الفلسطيني الثاني الذي هاجر قسراً طفلا.. عام النكبة، كما أقدم الكتاب أيضا للجيل الفلسطيني الثالث الذي ولد في الشتات في البلاد العربية الشقيقة وخاصة المجاورة لفلسطين.. بل هو لكل الأجيال الفلسطينية الصاعدة الناشئة القادمة، المتسلحة بالإيمان والعلم، لأنقلهم جميعا والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، إلى قريتي الحبيبة مهبط رأسي، عالم قرية اجزم، ذلك العالم الحلم الحقيقة والجميل المفقود مؤقتاً..

ذلك الواقع البديع، وحياتهم الجميلة البريئة السابقة في ربوع القرية والوطن، ذلك المعلم الريفي المدهش والمثير النابض بالحركة والحياة والذي كان يبعث على الارتياح والأمان والاطمئنان، في حياة الخير والخصوبة والهناء والمسرات والأفراح والانشراح والبهجة.. التي عاشها الفلاح الفلسطيني والقروي الفلسطيني والإنسان الفلسطيني في ظلال الوطن.. وذكريات لطيفة لا تنسى.. ذات شجون تهز المشاعر.. والضمير والعقل والعواطف والقلب وكل الجوارح والمشاعر الإنسانية.. لما كانت عليه حياة أهل فلسطين وحياة أهل قرية اجزم في وطنهم ومرابعهم وبيوتهم وريفهم ودواوينهم وسهراتهم وحقلهم وأنفاسهم.. وما كانت عليه الحياة في فلسطين وقرية اجزم من طمأنينة وخير ومودة ورخاء وألفة وهناء وراحة بال وعفوية وبساطة وبراءة وحسن المعشر... حقا حياة حلوة لطيفة مؤنسة... اين كانوا أو كيف صاروا وإذا بهم يجدون أنفسهم بين ليلة وضحاها بأنهم أصبحوا خارج دورهم وبيوتهم وبلدهم ووطنهم.. أصبحوا هائمين على وجوههم في البراري والصحراء.. أصبحوا مشردين.. لاجئين.. في بلاد أمتهم وأشقائهم بعد إن كانوا في وطنهم سادة وأسياد ومواطنين وملاكين وأحرار أعزاء كرماء.. في بلادهم التي عاشوا فيها وفي أحياء القرية وكل الوطن الجريح بعد إن كانوا في الحي والمدينة والقرية يشكلون وحدات اجتماعية فاعلة متماسكة..تفرقوا.. تشتتوا.. وأصبح حالهم في قول الشاعر:

يا حسرة بعد ما كنا بالحي مجمعين *** صار الورق مرسالنا

ويرددون بغصة وبحرقة.. وحزن..

رحنا ع الغربة وطالت غيبتنـــا *** وابكوا علينا يا رفاقنا

بالله إن قعدتوا تجيبوا سيرتنــا *** حتى ع العشا تتذكرونا

واستذكار قول الشاعر العربي المعبر..

بلادي وان جارت علي عــزيزة *** وأهلي وان ظنوا علي كرام

هام الشعب العربي الفلسطيني المسلم الصامد المجاهد على وجهه.. نتيجة أسوأ وأقذر مؤامرة إجرامية عدوانية صهيونية عنصرية ظالمة.. عرفها التاريخ.. شعبنا الفلسطيني هام على وجهه في الشتات والغربة.. ليذوق الفاقة وحسرة فراق الوطن الحبيب الغالي.. حينما يفارق بلده رغما عنه.. في الشتات والتيه والمحنة.. وهو يستذكر بحزن ولهفة وشوق الحنين إلى المدينة والقرية والوطن.. يتشوق للحي للزرع والدار والخيل والأهل.. ليتفرقوا.. وهم مصممون مع عزم أكيد على الصمود والعودة ويرددون بـأمل وتفاءل وشموخ..

 

لا طلع عا رأس الجبل واشرف على الوادي

وأقـــــول يــــا مرحبـــا نســــم هـــــــوا بـلادي

 

في هذه المحنة القاسية المرة.. لم يجدوا لهم سلوى أو أنيس، لم يجدوا لهم معين سوى الله سبحانه وتعالى.. انه نعم المولى ونعم النصير.. وكلمات رقيقة تنم عن مشاعر الصدق والوفاء, سمعوها من الإخوة الأشقاء.. الذين رحبوا بهم كإخوة أعزاء..

في هذا الكتاب حاولت جهدي لأنقل الصورة في قرية اجزم الغنية بخيراتها.. الغنية بزيتونها وبرتقالها وتينها.. وطبيعتها الخلابة، وجمالها الساحر وأرضها الطيبة وتربتها الخصبة وهوائها المنعش العليل ومناخها المعتدل وسهولها الخضراء وشموخ سفوح جبل الكرمل الكبير، ووادي الحنو ووادي المغارة، ومدرسة القرية وجامعها ومطاحنها وحاكوراتها.. التأمل التفكر في خيرات ومزروعات قرية اجزم الغنية المتعددة العطاء.. صيفا وشتاء.. من رمانها ولوزها وخروبها وجوزها وبطيخها وعيونها وأشجارها..والتأمل في حياة وفي معيشة أهلها وتفاعلاتهم اليومية مع الحياة في القرية ونشاط فلاحيها ومزارعيها وحراثيها وتكاريزها.. مع أغنامها وبقرها وجمالها ودوابها.. وقطف جد الزيتون الموسمي ومواسم حصادها مدونا اكبر كمية من المعلومات المكثفة والنادرة والطريفة والحية واللطيفة والجديدة الصغيرة والكبيرة.. عن حياة أهل قرية اجزم.. معتمدا في ذلك على بعض المراجع الفلسطينية والعربية.. وعلى أبناء القرية الأحياء الكرام.. هنا وهناك.. مع ما تخزنه الذاكرة عن والدي وأعمامي وأهلي ومعارفي وكل أبناء القرية والقرى المجاورة والأعزاء.. فالتاريخ واحد.. والمصير واحد.. والهم واحد.. والكفاح المشترك واحد.. والأمة الحية الناهضة واحدة..

كما إن مما يعزز هذا الكتاب ويزيد من أهميته وعلميته هو تضمينه بين صفحاته عشرات الوثائق والمستندات العربية الفلسطينية الدامغة والصور والخرائط ومقابلات ووثائق تاريخية وسياسية في نهاية الكتاب واثبات الجذور الإسلامية والعربية الفلسطينية في هذه البلاد، في هذه الأرض والوطن والقرية من أوراق رسمية، وجوازات سفر، وشهادات ميلاد، وشهادات عقد نكاح، ودفاتر توفير بالبنوك، ووثائق متعددة، تدين وتفضح الغاصب المزور الكاذب الصهيوني في فلسطين المحتلة، الذي يدعي ويكذب من أكاذيبه الكثيرة جاء لأرض بلا شعب وسكنها شعب بدون ارض..؟حسبنا الله ونعم الوكيل على هذه الأكاذيب..والتزوير..

هذه واحدة من أكاذيبهم، ففي فترة الحرب العالمية الأولى بعد انهيار الخلافة العثمانية آخذت تزداد الأصوات الشاذة، المعادية لامتنا في خداع وتضليل الرأي العام الغربي، فقد زعم الصهيوني (إسرائيل زانكويل) احد كبار زعماء الحركة الصهيونية ومؤسس (المنظمة اليهودية للاستعمار والأراضي) إن فلسطين وطن بلا سكان فيجب إن يعطى إلى شعب بلا وطن – اليهود -وان من واجب اليهود في المستقبل إن يضيقوا الخناق على سكان فلسطين العرب حتى يضطروهم إلى الخروج منها.([1]) انه الكذب والتضليل..وقد رد هذه الفرية وهذه الخدعة، المئات من العرب والأجانب، حتى من بعض يهود هذا واحد منهم هو المحاضر (الأستاذ الجامعي) المدعو (ناتان بالسين) في محاضره له ألقاها، قال:

( إن الشعب العربي الفلسطيني موجود بكل هذه الكلمة من معنى، ويجب علينا إن نعترف بحقه في الوجود المستقل، ويجب إن يمكن من إدراك حقه هذا وان كل عمل يستهدف استئصال وجوده من هذه البلاد، كما تدعو بعض العناصر علناً وكما توافق على ذلك عناصر (إسرائيلية) كثيرة أخرى في القلوب على الأقل، يكون عملا ظالما وجائرا لا يمكن إن يتحقق مهما فعلنا.)([2]).

ويستيقظ ضمير عديد من الباحثين اليهود فينفون صلتهم بفلسطين ويؤكدون الحق العربي والحق الإسلامي والفلسطيني في ارض فلسطين، قال المؤرخ اليهودي المدعو (شلومو ساند) صرح وقال في جامعة تل أبيب:

( لا يوجد آي اثر أو دليل في التاريخ لوجود ما يسمى بالشعب اليهودي..)([3])

كما على صعيد آخر متصل يعترف قادة الصهاينة بان فلسطين لم تكن في يوم من الأيام خالية من أهلها الفلسطينيين.

( لسنا عمياناً إننا على علم أكيد بان فلسطين ليست بلدا خاويا بل إننا نعترف إن ملايين من العرب يسكنون على ضفتي نهر الأردن الشرقية والغربية كما إن هناك ملايين وملايين من العرب قطنوا فلسطين.)([4])

اجل أنها المعركة بنواحيها المتعددة مستمرة.. انه صراع وجود، صراع حضاري في أن نكون أو لا نكون..

(.. إن الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني هو صراع حضاري متعدد الجوانب والأساليب وتستعمل فيه جميع الأسلحة، الكلمة والنغمة والعلم والحرب...الخ. فان بعث التراث الفلسطيني والمحافظة عليه من المهام الملحة، وهو شكل نضالي كأي شكل من أشكال النضال الأخرى، لان الأدب الشعبي يتميز عن الإنتاج الفردي بأنه إنتاج جماعي إنتاج الشعب ككل، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فانه لم يصمد فقط لمرحلة معينة فحسب، بل قطع شوطا طويلا حتى وصل ألينا مستفيدا ومغتنيا من ذكاء وخبرة مختلف الأجيال التي واكبها..)([5])

في هذا الظرف القاسي الاستثنائي المرير.. الذي تمر به قضيتنا المركزية العادلة في سوق النخاسين الدولية والمزايدين مع استمرار طغيان الحركة الصهيونية وعصابات الاستيطان في ارض فلسطين العربية المسلمة السليبة، استمرارهم بالعدوان والاغتصاب والكذب وقتل أبناء شعبنا وامتنا.. شعبنا الصابر الصامد المؤمن.. مع نفاق دولي مفضوح رخيص،مع صمت دولي مريب خبيث، مع عجز رسمي عربي وإسلامي في معظمه.. وتململ عربي إسلامي شعبي.. قائم وقادم يفجر الأرض تحت أقدام الغزاة يفجرها نارا وثورة وغضبا على الغاصب المحتل الظالم... ونقلب شهر أيار النكبة.. إلى أيار النصر والعودة بإذن الله تعالى..

ويح أيار كان بالأمس شؤماً *** وسيأتي ايارنا الوضاء

 

ونستذكر قول الشاعر:

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها *** ولكن أخلاق الرجال تضيق

 

وفي التغني بالوطن لعلنا نتذكر قول الشاعر:

وطني لو شغلت بالخلد عنه *** نازعتني إليه في الخلد نفسي

إن فلسطين هي بلاد إسلامية منذ 1400 سنة، وبلاد عربية منذ أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، ونقول للعالم وللمجتمع الدولي، إن جميع المؤرخين والباحثين وعلماء الآثار قد قالوا بهذه الحقيقة التاريخية المسلم بها، وأكدوها في موسوعاتهم ومؤلفاتهم، إن فلسطين عربية وهي جزء لا يتجزأ من بلاد الشام، وان بلاد الشام هي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي والأمة العربية، وان القبائل العربية قد عرفت فلسطين والشام واستوطنتها وعمرتها وبنتها وشيجتها بالأسوار وزرعتها بلاشجار وبنت فيها القلاع والحصون والقصور، قبل مبعث أبو الأنبياء سيدنا ابراهيم واولاده واحفاده عليهم السلام انهم كلهم مرسلون مسلمون موحدون بنوا المساجد ولم يبنوا الهياكل رغم إن كلمة أو اسم هيكل هي كلمة عربية كنعانية وهي تعني القصر أو البناء المرتفع.. وفي مسيرة الأنبياء والرسل وتعبدهم لم يعرفوا أو يتعاطون بكلمة هيكل وانما كانوا يعرفون اسم مسجد ومساجد ويتعاطون بهذا الاسم.. وان النبي سليمان – مثلا – بنى مسجداُ، ولم يبني هيكلا استنادا إلى الحديث النبوي الشريف. الذي رواه عبد الله ن عمرو أبن العاص والذي حسنه الشيخ الألباني رحمه الله..

إن الإسلام موجود في بلاد الشام قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. الإسلام الذي حمل عبئ نشره الأنبياء والرسل كافة وجاء المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ليعزز مسيرة هؤلاء الأنبياء والرسل ويكمل رسالاتهم ودعواتهم مع فتح إسلامي جديد مشرف خلاق.. فتح الأنفس والبلدان.. إسلام غمر المشاعر والعقول والقلوب.. في كل العالم.

وتستمر الحياة الفلسطينية الإسلامية العربية منذ العام 15/16 للهجرة طيلة 1400 سنة كاملة متصلة.. رغم فترة العدوان الإفرنجي الذي اغتصب فلسطين بدوافع عسكرية وسياسية وطائفية واقتصادية واستمر 88 عاما ميلاديا آي 91 عاما هجريا، حتى تم دحر هذا الاستيطان التعصبي الغريب في معركة حطين الفاصلة يوم 2/10/1187م وتستمر الحياة حتى الحرب العالمية الأولى ومجيء القائد الغاصب الصهيوني البريطاني اللنبي ولم يحل عام 1948 حتى كان البريطانيون بالتنسيق مع الصهاينة أن اعدوا عدتهم بقيام وإكمال الكيان الصهيوني الغاصب على ارض فلسطين.. فلسطين ارض السلام والإسلام والمحبة.. رمز التسامح والحضارة والتعايش وثقافة الحوار والقبول بالأخر..

إن العرب المسلمين هم فقط الجديرون بهذه الأرض الطاهرة المباركة، وهم يعرفون أهميتها وقدسيتها ومكانتها في رسالة السماء، وفي رسالة الإسلام.. إن من احترام المسلمين لمدينة القدس إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حينما دخل بيت المقدس باستشارة ناصحة من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. عندما استسلمت مدينة القدس.. أصر عمر بن الخطاب على دخولها راجلا حاجا ماشيا على قدميه كحاج كمسلم، ولم يدخلها كغازي أو فاتح أو محتل مثل اللنبي، وذلك احتراما منه لقدسيتها، دخل بخلق حسن وتواضع وأدب، ليقول لكل العالم إن هذه مدينة التوحيد والإيمان والإسلام، لينشر مبدأ الحب والتعايش والتسامح وهو أول من طبق مبدأ التسامح الديني بكل معناه، وثقافة الحوار، والقبول بالأخر والتعايش معه، وإعلان حرية المعتقد بموجب الوثائق والتعهدات الرسمية العديدة وليس العهدة العمرية إلا إحداها.. وأشهرها.. وقبلها حوارات الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) مع نصارى نجران ويهود المدينة وغيرهم.

مع هذا الظلم الفادح الذي حل على العرب والمسلمين في اغتصاب فلسطين والعدوان على البلاد الشقيقة، المجاورة نستذكر قوله تعالى:

( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وان الله على نصرهم لقدير)

من سورة الحج: الآية:(39)

قال تعالى:

(ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)

من سورة النساء: الآية: (141)

والمقولة المشهورة: من أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم.

وفي الحديث الشريف: ( من لم يغز ، أو يجهز غازيا ، أو يخلف غازيا في أهله بخير ؛ أصابه الله تعالى بقارعة قبل يوم القيامة ). صحيح الترغيب .

أمرنا الله سبحانه وتعالى بالعمل وإعداد العدة ومستلزمات النصر، وليس بالضرورة إن احدنا يجب إن يبقى ويعيش حتى يشاهد النصر بنفسه.. الكل يعمل.. وكل ساعته..

على المرء إن يسعى لما فيه جهده *** وليس عليه إن تتم الرغائب

وعلى الجميع أن يبلغ رسالة الإسلام، رسالة العمل بالكتاب والسنة ولا يحقرن من المعروف شيء وان يبلغ ولو آية أو حديث أو معلومة أو حقيقة تنفع الأمة فالمسلم أولى بالحكمة وهي ضالته أينما وجدها أخذها وعمل بها.. وهو احق بها..كما ورد بالحديث الشريف..

قال الشاعر احمد شوقي رحمه الله:

فعلم ما استطعت لعل جيلا *** سيأتي يفعل العجب العجابا

ونستذكر قول أهل السلف الذي يدفع إلى الأمل والعمل والتفاؤل والوحدة..

(الخير في الأمة إلى يوم القيامة).

إن تسجيل التراث الفلسطيني وتدوين الوقائع اليومية الفلسطينية هو واجب أخلاقي بالأساس لحفظ تراث الأمة وتاريخها وضرورة تسجيل معالم القرية والمدينة الفلسطينية..

جهدت في بيان تاريخ سكان الريف الفلسطيني اجزم المعاصر(1917- 1948م) وكتبت عنها من السهل إلى الجبل إلى الوديان وبقايا المدرسة والجامع والديوان والدواوين والبيوت والساحات والعادات والتقاليد.. والأمثال والمفردات الريفية اليومية وغيرها رغم كل ذلك تبقى الحاجة ماسة وضرورية لتدوين التاريخ الفلسطيني والنضال الفلسطيني والتراث الفلسطيني، وليس كتابي إلا خطوة بسيطة لتحقيق هذا الهدف.. والمزيد منه.

وأرجو الله التوفيق والسداد وهو المستعان

 

ابن قرية إجزم

الكاتب

رشيد جبر الأسعد

2012م

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"



[1]كتاب افجع كوارث التاريخ: اللاجئون الفلسطينيون ضحايا الاستعمار والصهيونية، اصدار الهيئة العربية العليا، القاهرة، مصر، 1955م مطابع القاهرة صفحة (7/8).

[2]مجلة (فلسطين)الصادرة عن الهيئة العربية العليا الفلسطين، بيروت – نيويورك,شهر ذوالحجة 1389هجـ الموفق شباط 1970م،عدد(107)، السنة (10)،صفحه (36).

[3]فضائية قناة الجزيرة القطرية، يوم 22 ذي الحجة 1430 هـ الموافق 10/12/2009 م الساعة 15, 8 مساء، الدوحة.

[4]رفيق شاكر الفتشة: الاسلام وفلسطين، طبعة 3، 1401هـ، 1981 م، بيروت، لبنان، صفحة (34).

[5]اعداد سليمان الشيخ (الكويت): الاداب والتراث الشعبي الفلسطينيان ام التحديات صغحة (36)