عن الجذور التاريخية لصفقة القرن بين النكبة والنكسة .. تضمن مشروع بريطاني عام 1955 التوطين في العراق .. وكان ينتظر موافقة العراق - د. محمد عبدالرحمن عريف

بواسطة قراءة 1230
عن الجذور التاريخية لصفقة القرن بين النكبة والنكسة .. تضمن مشروع بريطاني عام 1955 التوطين في العراق .. وكان ينتظر موافقة العراق - د. محمد عبدالرحمن عريف
عن الجذور التاريخية لصفقة القرن بين النكبة والنكسة .. تضمن مشروع بريطاني عام 1955 التوطين في العراق .. وكان ينتظر موافقة العراق - د. محمد عبدالرحمن عريف

  كذلك بعثة (جوردن كلاب) عندما أرسلت الأمم المتحدة سنة 1949 بعثة للأبحاث لدراسة الحالة الاقتصادية لعدد من البلدان العربية وقدرتها على استيعاب اللاجئين الفلسطينيين. وقدمت اللجنة التي سميت باسم رئيسها (جوردن كلاب), تقريرها للأمم المتحدة سنة 1949 حيث أوصت الجمعية العامة بإيجاد برنامج للأشغال العامة مثل الري وبناء السدود وشق الطرق وحرف أخرى للاجئين. وقد شرعت بتأسيس صندوق لدمجهم بكلفة بلغت(49 مليون دولار), تساهم فيها الولايات المتحدة بنسبة 70% لإقامة مشاريع تنموية.

  لجنة (ديفد بن غوريون) حيث عُين رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق لجنة في آب/اغسطس1948 وكانت مهمتها منع عودة الفلسطينيين. وأوصت في تقريرها الأول بتوطين اللاجئين في البلدان المضيفة, كسوريا والأردن بمساعدة من الأمم المتحدة, ويفضل في العراق.

  مشروع (جون بلاندفورد)، وهو المفوض العام الأسبق لوكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة. ذلك عندما تقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة سنة1951 بمشروع من عدة جوانب, من بينها ما اقترحه ضمن تقريره حول تخصيص ميزانية قوامها (250مليون دولار), لدمج اللاجئين في المجتمعات العربية.

 مشروع (الجزيرة) عندما أعلن حسني الزعيم الذي قاد انقلاباً في سوريا في العام 1949 قبوله توطين ثلاثمائة ألف لاجئ في منطقة الجزيرة في شمال سوريا. وكان مشروع منطقة الجزيرة الذي اتفقت عليه وكالة الغوث الدولية مع الحكومة السورية سنة 1952 يحمل مقاربة اقتصادية لمسألة توطين الفلسطينيين المتواجدين في تلك المنطقة. وقد رفض بن غوريون هذا المشروع لأن حسني الزعيم ربط ذلك بالمطالبة بتعويض اللاجئين وتقديم مساعدة لهم. ويضاف إلى ذلك اتفاق آخر أبرم بداية سنة 1953 بين الولايات المتحدة وحكومة أديب الشيشكلي لتوطين الفلسطينيين في سوريا.

  مشروع (سيناء) وافقت الحكومة المصرية على مشروع توطين قسم من لاجئي قطاع غزة في سيناء في الفترة بين(1951­-1953)، وعقدت اتفاقاً مع وكالة الغوث يمنحها إمكانية إجراء اختبارات على(250 ألف فدان) تقام عليها عدد من المشاريع. وقد واجهت الحكومة المصرية مقاومة شعبية للمشروع, لتصدر بياناً سنة 1953 تتراجع من خلاله عن موضوع التوطين, ويعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع التي قدمت لتوطين اللاجئين الفلسطينيين من مدخل اقتصادي.

  مشروع (إريك جونستون) وهو مبعوث أيزنهاور إلى الشرق الأوسط. حيث تقدم  في الفترة ما بين سنة(1953-1955) للقيام بمفاوضات بين الدول العربية و"إسرائيل", وحمل معه مشروعاً لتوطين الفلسطينيين على الضفة الشرقية للأردن, أطلق عليه مشروع الإنماء الموحد لموارد مياه نهر الأردن. ينفذ على خمس مراحل تستغرق كل مرحلة سنتين أو ثلاثاً. وتخصيص مساحات كبيرة من الأراضي المروية في الأردن للاجئين الفلسطينيين. ويعد مشروع جونستون تواصلاً مع المشاريع السابقة.

   دراسة (سميث وبروتي) أرسلت لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب الأميركي بعثة استقصاء إلى الشرق الأوسط بداية سنة1954, وأصدر عضوا البعثة, النائبان سميث وبروتي من ولاية فيرمونت تقريراً في أواخر شباط/فبراير1954, يوصي بممارسة الضغط على الدول العربية لتفتح أبوابها أمام استيعاب اللاجئين. وأوصت البعثة بتحديد سقف زمني لوقف معونة الأمم المتحدة للاجئين, لتقوم الولايات المتحدة بتقديم المعونة إلى الدول التي توفر مساكن للاجئين وتمنحهم حق المواطنة. وقد أوصت بعثة تالية سنة 1955 الولايات المتحدة بتخفيف معاناة اللاجئين وتحمل مسؤولية إعادتهم إلى وطنهم أو توطينهم.

 مشروع (جون فوستر دالاس) اقترح وزير خارجية اميركا في العام1955 إعادة بعض الفلسطينيين إلى فلسطين بشرط إمكان ذلك, وقيام "إسرائيل" بتعويض البعض الآخر, وتوطين العدد المتبقي في البلدان العربية في أراض مستصلحة عن طريق مشاريع تمولها الولايات المتحدة. وقد لقي المشروع معارضة من دول عربية مثل مصر وسوريا.

مشروع بريطاني، أعدت وزارة الخارجية البريطانية سنة1955 حسب ما ورد في بعض وثائقها تقريراً مطولاً عن قضية اللاجئين الفلسطينيين, تمت مناقشته مع الحكومة الأميركية. وتضمن التقرير عدداً من مشاريع التوطين خصوصاً في العراق, وذلك بالتنسيق مع السفارة البريطانية في بغداد وقسم التطوير في المكتب البريطاني في الشرق الأوسط في بيروت, والأونروا وبقية السفارات البريطانية في المنطقة. وكان ينتظر موافقة العراق على استيعاب مليون لاجئ على مدى عشرين سنة في المستقبل في حال نجاح المشروع.

 مشروع (جون كينيدي) ألقى خلال المؤتمر القومي لـ"ألمسيحيين" واليهود, خطاباً سنة 1957 اقترح فيه عودة من يرغب من اللاجئين ليعيش في ظل الحكومة "الإسرائيلية" باسم الصداقة الوفية, وتعويض من لا يرغب منهم في العودة, وتوطين اللاجئين الآخرين عبر القيام بمشروعات اقتصادية في المنطقة.

 دراسة (هيوبرت همفري) أعد عضو الكونغرس الأميركي دراسة توثيقية سنة1957 من خلال جولة في الشرق الأوسط, زار فيها عدداً من مخيمات اللاجئين, وأكد على أن حق العودة يجب ترسيخه ومساواته بحق التعويض. أوصت الدراسة بالشروع في مهام ومشاريع لتسهيل إعادة توطين اللاجئين في بعض الدول العربية المحيطة بـ"إسرائيل". وخلص همفري إلى القول إن إعادة التوطين والتعويض, ووضع برنامج للتنمية الاقتصادية هو السبيل الواقعي لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

 مشروع (داغ همرشولد) هو الأمين العام للأمم المتحدة، وقدم ورقة إلى الجمعية العامة في دورتها الرابعة عشرة سنة 1959 وتحمل رقم أ-4121 تتضمن مقترحات بشأن استمرار الأمم المتحدة في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين. واقترح فيها توطينهم في الأماكن التي يوجدون فيها, مع مناشدة الدول العربية المضيفة للاجئين التعاون مع الوكالة الدولية.

 مشروع (جوزيف جونسون) وهو رئيس مؤسسة كارغي للسلام العالمي. حيث قدم سنة 1962 مشروعاً كلف به رسمياً من قبل الحكومة ولجنة التوفيق الدولية التابعة للأمم المتحدة سنة 1961 يهتم بدراسة مشكلة اللاجئين. تضمن إعطاء كل أسرة من اللاجئين فرصة الاختيار بين العودة أو التعويض, مع اعتبار قيمة التعويضات الكبيرة التي ستتلقاها كبديل إذا اختارت البقاء حيث هي. ومن ناحية أخرى يستفيد اللاجئون الذين لم يكن لهم ممتلكات في فلسطين من تعويض مالي مقطوع لمساعدتهم على الاندماج في المجتمعات التي يختارون التوطن فيها. وقد رفضت "إسرائيل" على لسان وزيرة خارجيتها غولدا مائير مشروع جونسون لاستحالة عودة اللاجئين, لأن الحل على حسب قولها هو في توطينهم في البلدان المضيفة.

مشروع (ليفي أشكول) تقدم رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق في إحدى جلسات الكنيست سنة 1965 بمشروع نص على توجيه جزء من الموارد الكبيرة للمنطقة في اتجاه إعادة توطين اللاجئين ودمجهم في بيئتهم الوطنية الطبيعية التي اعتبرها الدول العربية. واستعداد "إسرائيل" للمساهمة المالية إلى جانب الدول الكبرى في عملية إعادة توطين اللاجئين كحل مناسب لهم ولـ"إسرائيل".

 

المصدر : رأي اليوم

2/11/1439

15/7/2018