أطرقوا الحديد وهو ساخن – علي جابر

بواسطة قراءة 8462
أطرقوا الحديد وهو ساخن – علي جابر
أطرقوا الحديد وهو ساخن – علي جابر

وقال الله تبارك وتعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } [البقرة : 113] .

وقال الله تبارك وتعالى : { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [البقرة : 135] .

وقال الله تبارك وتعالى : { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة : 111] .

وقال الله تبارك وتعالى : { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } [المائدة : 14] .

وقال الله تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [المائدة : 51] .

وقال الله تبارك وتعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } [التوبة : 30] .

يخبرنا ربنا تبارك وتعالى في هذه الآيات المباركات قبل اكثر من 1400 عام بكره اليهود والنصارى للمسلمين أهل التوحيد وانهم لن يرضوا عنهم أبداً ، وهذا كلام محكم من عند الله لا جدال فيه ، قال تعالى : { .... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت : 41-42] ، وتحذير الله سبحانه وتعالى لنا من هؤلاء الكفار واضح وجلي في هذه الآيات المباركات وقال جل وعلا : { .. قاتلهم الله .. } ، ويأتي اليوم بعض من يدعون الثقافة من أهل العهر من كتاب وسياسيين وفلاسفة وأدباء وزعماء أحزاب وقوميين ممن ابتليت بهم هذه الأمة يخالفون كلام الله سبحانه وتعالى ويدعون إلى الوحدة والتقريب مع هؤلاء النصارى ضمن ما يسمى حقوق المواطنة وكتلة الشعب الواحد ويحاولون إعطائهم حقوق تتنافى مع التي شرعها الله تعالى في أحكام أهل الذمة الذين يعيشون بين أظهر المسلمين بل البعض قد أعطائهم حقوق أكثر من المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله ، حتى ان بعض هؤلاء الفجار أصحاب العهر الثقافي والسياسي يغضب عندما نصف النصارى بالكفار ويتناسى ان الله تعالى قد وصفهم بالكفر والإشراك في كتابه الكريم ولو كان بيده لقام بحذف هذه الآيات من كتاب الله عز وجل وقد حاول بعضهم ذلك من خلال طلب حذف الآيات التي تتعرض للنصارى من المناهج الدراسية ، كما في الدعوة الباطلة قبل سنوات لحذف آيات الجهاد .

الله تعالى يقول لنا انهم لن يرضوا عنكم ويأتي هؤلاء يقولون انهم اخوتنا في الوطن وبعضهم يقول انهم عرب ومع العروبة كالترويج لإكذوبة ولاء الشيعة العرب ومعاداتهم للفرس وهم في الحقيقة أشد خطرا من المجوس ولنا في هذا مقال آخر إن شاء الله تعالى .

بل وصل الأمر إلى تغيير وتشويه الحقائق من خلال تدليس وتزييف شخصية عيسى العوام القائد المسلم رحمه الله تعالى وإظهار ديانته على انه كان نصرانيا في الفلم الذي يتحدث عن القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى الذي حرر بيت المقدس من أيدي النصارى الصليبيين الكفار بل تم إظهار صلاح الدين نفسه على انه قائد علماني وليس مسلم يحكم بالمقولة الباطلة " الدين لله والوطن للجميع" وهذا يصور القائد صلاح الدين الأيوبي انه بمنتدى السذاجة فهل هو لم يقرأ قول الله تعالى وقد كان حافظا للقرآن الكريم : { ... إن الحكم إلا لله ... } وقد ورد في ثلاثة آيات كريمات في القرآن الكريم :

قال تعالى : { ... إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ } [الأنعام : 55]

وقال تعالى : { ... إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } [يوسف : 40] .

وقال تعالى : { ... إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } [يوسف : 67] .

وكان أيضا رحمه الله حافظا لكتاب التنبيه في الفقه الشافعي وحافظا لكتاب الحماسة .

وقصة عيسى العوام القائد المسلم رحمه الله تعالى قد رواها القاضي بهاء الدين بن شداد في كتابه القيم ( النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ) أيام محنة عكا ، وأوردها أيضاً صاحب كتاب : تذكير النفس بحديث القدس ( 1/378 – 379 ) فيقول : ( ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن عواماً مسلماً كان يقال له عيسى ، وكان يدخل إلى البلد – يعني عكا أثناء حصار الفرنج لهابالكتب والنفقات على وسطه – أي يربطه على وسطه - ليلاً على غرة من العدو ، وكان يعوم ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو ، وكان ذات ليلة شد على وسطه ثلاثة أكياس ، فيها ألف دينار وكتب للعسكر ، وعام في البحر فجرى عليه من أهلكه ، وأبطأ خبره عنا ، وكانت عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّفنا بوصوله ، فأبطأ الطير ، فاستشعر الناس هلاكه ، ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد ، وإذا البحر قد قذف إليهم ميتاً غريقاً ، فافتقدوه – أي تفقدوه - فوجدوه عيسى العوام ، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب ، وكان الذهب نفقة للمجاهدين ، فما رُئي من أدّى الأمانة في حال حياته وقد أدّاها بعد وفاته ، إلا هذا الرجل ) .

إن تزوير كل هذه الحقائق هو لإرضاء النصارى وخوفا على مشاعرهم من فضح حقيقة تاريخهم الدموي تجاه المسلمين على مر العصور الماضية فجاء هذا الفلم فلم صلاح الدين لصالحهم وليس لصالح المسلمين ، ومع كل هذا فلم يرضوا ، كما قال الله تعالى وهو أصدق القائلين : { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ } [البقرة : 120] .

ومع الأسف اعتمد هذا الفلم كأصل من أصول التأريخ وترسخ في عقول الصغار ان النصارى هم أخوة للمسلمين والعياذ بالله ونشأوا على ذلك .

وقد روجت الحكومات وخصوصا ما تسمى القومية منها هذه الأفكار في المناهج الدراسية مبتعدين عن كلام الله عز وجل وأوامره لنا ، واستغل النصارى هذه الأمور وتغلغلوا في المجتمعات الإسلامية وأصبحت لهم قوة واصبحوا ينادون بما يسمى مظلوميتهم وتهميشهم وما شابه ، بل أصبح الأقابط من القوة بأن يقوموا بالتخريب وإطلاق النار على الشرطة ، فضلا عن حوادث الاعتداءات على المسلمين في القرى واغتصاب القاصرات المسلمات وبدلا من محاسبة الجناة يتم تقديم المسلمين الذين قاموا بردة الفعل إلى المحاكمة ويحكم عليهم بأحكام جائرة وصلت إلى المؤبد والإعدام .

فبعد كل هذا لماذا نستغرب اليوم انتاج أقباط مصر في الولايات المتحدة الأمريكية هذا الفلم المسيء لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أين المنظرين لما يسمى بحقوق النصارى الأقباط في مصر أين المروجين لترشيح رئيس جمهورية نصراني وقد وصلت الوقاحة إلى ان احدى ما تسمى الداعيات قد انضمت لحزب نصراني وتروج لرئيس جمهورية نصراني وهي التي كانت لها مقولات وقحة عن النقاب وقالت انها تشمئز منه وانه لباس يهودي .

فعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قلت لعمر رضي الله عنه : إن لي كاتبا نصرانيا ، قال : مالك ؟ قاتلك الله أما سمعت الله يقول : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض } ألا اتخذت حنيفا ؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، لي كتابته وله دينه ، قال : لا أكرمهم إذ أهانهم الله ، ولا أعزهم إذ أذلهم الله ، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله ، الراوي: +%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%8A%D8%A9+-+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%A9+-+%D9%85%D9%86+%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB+%D8%A3%D8%A8%D9%88+%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%8A أبو موسى الأشعري المحدث: ابن تيمية - المصدر: اقتضاء الصراط المستقيم - الصفحة أو الرقم: 1/184
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
 .

فلنتوقع أكثر من هذا طالما اننا خالفنا نصوص وأوامر كتاب الله عز وجل وأوامر نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فأين نحن اليوم من عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه ، وأين نحن من الصحابة الذين تسللوا إلى حصن اليهود وقاموا بقتل أحد اليهود الذين تجرأوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

بعد هذه المقدمة اود أن أتطرق إلى ما حدث من احتجاجات في البلدان الإسلامية فما حدث من احتجاجات والبعض منها كان عنيفا قد أظهر الحب الكبير من قبل الشعوب الإسلامية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن للأسف الشديد نسبة كبيرة من هذا الحب هو عاطفي وليس شرعي وليس عن عقيدة سليمة ، فالمحبة هي ليست بالاحتجاجات فقط وان كانت مهمة ولكن بضوابط شرعية ، ولكن الأهم هو اتباع الرسول محمد صلى الله عليه في سنته وعبادته وأوامره واجتناب نواهيه ، قال تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [آل عمران : 31] ، فاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم تؤدي إلى الفوز بمحبة الله تعالى وغفران الذنوب .

هل لمن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بسماع الأغاني المحرمة ومشاهدة الافلام الخليعة وقضاء وقت طويل على الانتريت في مواقع لا اهمية لها في دينه ولا في ديناه بل مضرة له وقضاء اوقات طويلة في المسارح وقضاء رمضان بدلا من العبادة في مشاهدة المسلسلات و"الفوازير" وترك الحجاب او لبسه بطريقة مغرية او التقليد في قصات الشعر الكفار والقزع ولبس الألبسة الضيقة والاختلاط وغيرها من الذنوب والمعاصي .

ورغم ذلك فإن هذه الاحتجاجات على سلامة نية أصحابها واظهار حبهم بطريقتهم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في البلدان الإسلامية الواسعة ، ورغم ان الأمر لا يعالج بهذه الطريقة العنيفة إلا انه قد كسر عنجهية وكبر وهمجية أكبر دولة نصرانية في العالم معادية للإسلام والمسلمين وهي الولايات المتحدة الأمريكية والتي جيوشها تغزو كثير من البلدان الإسلامية وتتواجد فيها حتى أدى ذلك إلى أن تصرح وزير الخارجية الأمريكية كلينتون بالفلم المسيء وتصفه بأنه مقزز ثم يأتي متحدث آخر بإسم الحكومة الأمريكية ليصف الفلم بالمقرف هذا فضلا عن إدانة الرئيس أوباما ، وهذه سابقة كبيرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وفي تاريخ كل البلدان المعادية للإسلام والمسلمين ، فمنذ متى أمريكا تتنازل وتتحدث بهذه الطريقة وتدين عمل ضد أعلى رمز إسلامي في العالم وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وتطرر ذلك على لسان أكثر من مسؤول ومتحدث ، وهذا إن دل فإنما يدل على المأزق الذي وضعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية والخزي الذي أصابها ، نسأل الله تعالى أن يخزيهم في الدنيا والآخرة ، كما ان هنالك بلدان أخرى بدأت بالاستنكار والخوف من ضربات المسلمين .

ولم تجرؤ كلينتون أو المتحدثين الآخرين هذه المرة على القول بأن ذلك هو من حرية التعبير ، أو انها قالت ذلك ثم تراجعت عنه بعدما رأت الغضب الغير مسبوق للشعوب العربية والإسلامية والنتائج الغير المتوقعة .

وأود أن أنبه هنا إلى استغلال هذا الأمر من قبل الحكومات والشعوب الإسلامية قبل أن يبرد لكسب تنازلات أكبر ، واتباع مقولة : اطرق الحديد وهو ساخن ، وهو كالآتي :

المطالبة بتسليم المسؤول عن هذا الفلم وأن تتم محاكمته ومحاسبته مع جميع كادر مخرجي ومنتجي وممثلي وممولي الفلم في البلدان الإسلامية والعربية لأننا لا نثق في محاكمهم حيث ان احدهم كان محكوم سابق ، كما ان لنا خبرة بالجنود الأمريكان الذين تمت تبرئهم من حوادث القتل وتدنيس القرآن الكريم في أفغانستان والعراق أو الحكم عليهم بأحكام مخففة ، والمطالبة أيضا بالضغط على شركة كوكل لإزالة الفلم من موقعها ، بل المطالبة أيضا بعقاب "القس" تيزي جونز الذي قم بحرق نسخ من المصحف الكريم قبل مدة والمطالبة بعقاب كل من قام بعمل مشابه ضد ديننا الحنيف ، وإذا لم يتم ذلك يجب عمل ما يلي حتى يتم تسليم الجناة :

1. سحب سفراء الدول الإسلامية والعربية من الولايات المتحدة الأمريكية والتهديد بطرد سفراء الولايات المتحدة الأمريكية من بلداننا ، ولنا في التجربة مع الدنمارك قبل سنوات عبرة .

2. غلق قناة السويس بوجه السفن والبارجات الأمريكية وإيقاف أي معاهدات بهذا الشأن فالدفاع عن نبينا صلى الله عليه وسلم أهم من هذه المعاهدات التي تتبجح بها الحكومة المصرية بين الحين والآخر ، فإيران المجوسية تهدد بإغلاق مضيق هرمز الدولي الذي هو في الأصل مضيق عربي ونجن لا نجرأ على غلق قناة في حضن دولة إسلامية عربية وحفرت بأيدي أبنائها .

3. التهديد بإغلاق جميع القواعد العسكرية الأمريكية في الوطن العربي وخصوصا في الخليج وأقول التهديد بإغلاق للأسف الشديد لأنهم لن يستطيعوا إغلاقها ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى .

4. مقاطعة جميع البضائع الأمريكية وعدم استيرادها وإيقاف التعامل مع الشركات الأمريكية المتواجدة في الأراضي العربية وإيقاف التعامل مع "البنوك والمصارف الأمريكية" ، ولنا مع الدنمارك تجربة أتت بنتائج مذهلة .

5. التعهد بمنع في المستقبل أي عرض مسيء قبل حدوثه فلا يعقل ان أمريكا باستخباراتها ومخابراها لا تعلم بإنتاج هذا الفلم ، ولكنها كانت مستخفة بردود الأفعال كالعادة ولم تتوقع هكذا ردود ، والعمل على توقيع معاهدة مع أمريكا على منع هذه الإساءات .

6. إذا تم التطرق إلى أمر حرية التعبير فهم آخر من يتكلمون عن حرية التعبير لأنهم يكبتون ويمنعون كثير من الأمور ومن ضمنها من يتطرق إلى اليهود وعنصريتهم أو إنكار محارق الهولوكوست ، أو من يقوم بإنكار ما يسمى بمذابح الأرمن من قبل المسلمين العثمانيين وغيرها ، ويطبقون على من يقول ذلك أشد الأحكام والتحجيم في العمل وفي كل مناحي الحياة ومصادرة جنسيته وسحبها واتهامه بمعاداة السامية ، بل وصل الأمر إلى عرقلة دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ، فلماذا لا يتم ذلك مع من أنتج هذا الفلم وقبله مع من قام برسم الرسوم المسيئة .

7. إخراس الأصوات المطالبة بما يسمى حقوق النصارى والأقباط والمدندنين بما يسمى "مظلوميتهم" في البلدان العربية وعدم التهاون في هذا الأمر فهذا لأمر قد مكن النصارى والأقباط من ان يصبحوا تجمعات عدائية تنخر في المجتمعات الإسلامية ، وأصبحت هذه الأصوات المنادية بما يسمى حقوق النصارى والأقباط والمظلومية التي يعانونها في خندق واحد مع الأمريكان والصليبيين لأنهم ينادون بنفس المطالب رغم ان البعض منهم من يدعي القومية ويدعي معاداة أمريكا والصهاينة ولكنه اتفق معهم في هذا الأمر ، وكلنا يتذكر كيف أقاموا الدنيا هؤلاء أصحاب العهر الفكري والسياسي عندما طالب مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله بهدم الكنائس في جزيرة التوحيد جزيرة العرب وتخرس ألسنتهم وأقلامهم المأجورة عندما تتعرض المساجد في بلدان كثيرة في أوروبا وأمريكا للاعتداءات والحرق ، وكيف أقاموا الدنيا عندما هدمت حركة طالبان المجاهدة صنم بوذا في أفغانستان بل إن بعض المشايخ للأسف الشديد قد سافر في حينها إلى أفغانستان ليقنع طالبان ببقاء الصنم والعياذ بالله ، والإسلام قد فل حقوقا لأهل الذمة أكثر مما يدعيه هؤلاء الداعين إلى الحكم بغير ما أنزل الله وليس معنى الحقوق أن يتم تفضيلهم على المسلمين ومنحهم أعلى المناصب في الدولة وحرمان المسلمين منها .

8. بما ان شركة القمر الصناعي النايل سات يخضع للإدارة المصرية فيجب غلق كل القنوات النصرانية التي تدعو للكفر والشرك والرذيلة والتي بعضها يبث من داخل الأراضي المصرية يبثون كل هذا الكفر ثم يدعون انهم مهمشون ، ويدعون بمظلومية أكثر بسبب هذا التهاون مع الكفر الذي يبثونه وعدم الغلظة معه ، قال تعالى : { وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً } [التوبة : 123] ، فالرئيس محمد مرسي بمجرد انه اول ما استلم الحكم قد أمر بغلق قناة الفراعين التي ذكرته بسوء ولاحق مديرها توفيق عكاشة قضائيا رغم ان هذه القناة أساءت كثيرا للإسلام والمسلمين إلا انها لم تغلق لهذا الغرض بل لأنها تطرقت إلى الرئيس مرسي بسوء ، فهل هنا يتم الانتصار للنفس يا حضرة الرئيس مرسي ويهمل الانتصار لدين الله عز وجل ، فيجب غلق هذه القنوات التي تدعو إلى الإشراك بالله عز وجل وتدعوا لعبادة غير الله والتي تقول بعيسى ابن مريم عليه الصلاة السلام انه ابن الله ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، ولا بد من التذكير هنا أيضا إلى وجود عشرات القنوات الرافضية التي تشرك بالله تعالى وتسب خير الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة الكرام وزوجات الرسول رضي الله عنهم وعنهن جميعا منذ مدة طويلة ولم تغلق هذه القنوات ، فهل الانتصار للنفس يا مرسي أهم من الغيرة على دين الله ، ولي في هذا المقام مقالا آخر بعون الله تعالى إن كان في العمر بقية .

9. عمل حملات إعلامية مضادة لحملاتهم الإعلامية ودعوات مظلومية النصارى في البلدان العربية وكشف زيف ادعاءاتهم ، وعمل برامج توعية دينية وتأريخية وكشف تدليس للأبواق الناعقة مزروي الحقائق والتاريخ كمثلا عمل برنامج عن شخصية عيسى العوام المسلمة وغيرها من التدليسات كي يتم قطع دابر أي مدخل لتزييف التاريخ ويتخذ ذريعة لتقوية هؤلاء .

10. إذا لم تطبق الحكومات موضوع المقاطعة فلنطبقها نحن كأفراد وشعوب على عدم شراء أي منتوج أمريكي ونحث بعضنا البعض كالأقارب والأصدقاء والمعارف وهكذا ننشر هذه الدعوة لتكبر فعند كساد البضائع الأمريكية في الأسواق وعدم بيعها بسبب امتناعنا عن شرائها سيجبر التاجر على عدم الاستيراد .

وبالنسبة لموضوع المقاطعة ، فاني لأستغرب لماذا لا تبدأ مقاطعات للمنتجات والبضائع الأمريكية على غرار المقاطعة للدنمارك وشركاتها ومنتجاتها وكلنا يتذكر حينما سحبت بعض البلدان الإسلامية والعربية سفرائها من الدنمارك وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وأدى ذلك إلى حدوث خسائر فادحة في منتجات الشركات الدنماركية وكلنا يتذكر بعض الشركات الدنماركية كيف انها أرسلت مندوبين وظهروا على شاشات القنوات الفضائية العربية ومنها قناة العربية وقناة الجزيرة وهم يتعذرون ويعتذرون ويتبرأون من هذه الرسوم ويؤكدون انهم أصدقاء للمسلمين والعرب وكيف كانوا يتوسلون بمذلة ، كان حينها نصرا كبيرا للإسلام والمسلمين ، فما بالكم اليوم صامتون تجاه أمريكا !؟ .

وقد طالب الشيخ محمد العريفي أمس المملكة العربية السعودية بأن يكون لها موقفا من هذا الفيلم كالموقف الذي اتخذته مع الرسوم الدنماركية المسيئة عندما طردت السفير الدنماركي ، حيث قال : " للسعودية دورٌ شجاع طرد سفير الدنمارك لما استهزأت بسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والعالم اليوم ينتظر موقفها " ، وأشاد بموقف مصر قائلا : " مصر تغار وتأمر سفارتها برفع قضية على منتجي الفلم المسيء.. فيا بلاد الحرمين وقبلة المسلمين " ، كما طالب العريفي اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء ، وهي هيئة رسمية بأن يكون لها موقفا ، على غرار مواقفها المشرفة ذباً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا : " .. ننتظر موقفهم ونحن مستعدون للتعاون . "

وأنا كمسلم كما أي مسلم في العالم أضم صوتي لصوت الشيخ العريفي في هذا المطلب المهم الذي يجب أن يتخذ فورا بدون الحاجة لمناشدات ومطالب المشايخ ، فهل الموقف الشجاع تجاه الدنمارك يجب فعله وتجاه أمريكا نسكت ، إلى متى ستضل أمريكا خطا أحمرا ، لقد أثبتت الضربات التي تلقتها أمريكا في أفغانستان والعراق على أيدي المجاهدين المسلمين الأبطال بأنها قد تهاوت وضعفت وقلت هيبتها بسبب مستنقع الخسائر التي غرقت به ، واليوم تصريحات كلنتون وأوباما والمسؤولين الآخرين تثبت انهم في موقع ضعيف وفي موقف محرج ولا يحسدون عليه فلا تضيعوا هذه الفرصة الكبيرة واطرقوا الحديد وهو ساخن .

 

علي جابر

15/9/2012

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"