فقلب المؤمن الحق يفيض
حباً وشوقاً لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم على مدى عمره، وليس توجد ساعة في حياة
المحب الصادق للنبي يخلو فيها قلبه أو يتوقف فيها عن محبته والشوق إليه، وإلا حدث
في إيمانه خللٌ عظيم، ذلك أن محبته صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان، لا يصح
الإيمان إلا به.
محبته صلى الله عليه
وسلم ليست محبة مناسبات! فهذه لا تليق بمقامه، وفيها استهانة قبيحة بقدره.
من خصائص محبته صلى
الله عليه وسلم ارتباطها باتباعه الذي يرتبط بمحبة الله تعالى، فقد قال ربنا تبارك
اسمه: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
هذا غير أن الاحتفال
بمولده صلى الله عليه وسلم لم تعرفه أمته في عهده، ولا في عهد خلفائه الأربعة، ولا
في عهد التابعين، بل لم تعرفه أمته صلى الله عليه وسلم في القرون الثلاثة التي شهد
لها بالخيرية، إلا في العهد المظلم، عهد الدولة العبيدية الكافرة، وكفى بذلك
زاجراً عن تلك البدعة المنكرة.
هنيئاً لأولئك الذين
يعبرون طوال أيام وساعات ودقائق وثواني حياتهم عن محبته صلى الله عليه وسلم
باتباعه والسير على خطاه وبالعمل الصالح ونشر الدين، لا بالدف والقصيد والرقص
والمزامير!.
عبدالحميد شاهين
10/1/2014
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو
العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"