الى امي
ايعقل أن قلبك الذي كان
ينفطر للحمام
يتركني هنا
لا أهل ولا ولد
يتركني هنا لا ظل ولا عشبة
غير التي سقاها الله فوق قبرك
أنا مفتون يا امي
انا مضطرب
قلق.... مرتبك
انا مفجوع يا معلمة القرآن
والحرف النبيل
انا الذي كان يلهو بالنجوم في جبتك
انا الذي كان يشم رائحتك المسك
لا ضوء في عيني
ولا عطر في ثناياي
لا اهل ولا ولد
حائر
متردد
فأين رعشة يديك
أين صلاة لله
أين الدعاء
أين الدموع
التي كانت تحف بها الغيوم
اين صرختك حين حملت اليك ترابا
من قبر أبي
أين ذراعك
أين حضنك
أنا ارتجف من برد السؤال
أنا ارتعش حيث أعياني الجواب
أنا مرهق يا امي
لا باب يفتحه الله فأغيب
ولا مرتجى من هذا الاياب
أنا من كان يمرح لديك
أنا من كن شقيقاتي يدرن حولي
فأقول مفجوعا: يليق بها البكاء
لم أورثتني هديل قلبك
وحمام روحك
وخشوع التراتيل
لم رق قلبك كله وتقطر في روحي
كان يكفيني
دعائك
لم أورثتيني قلبا من مخملك
لا عدل يا امي
لا اهل ولا ولد
لا ضفة تاويني ولا وطن
أنا في تيه ولا شراع الا شراعك
لا نشيد الا صلاتك
ولا قلب يطويني
الادموعك
أنا يا سعاد يتيمك
وابنك الاخير وهواك
(الدعاء لوالدتي الحاجة سعاد ابراهيم من مواليد حيفا قضاء جبع عام 1931 وتوفت عام 1989 والى جميع المسلمين والمسلمات)
بقلم : عدنان سمارة
24/2/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"