من استهان اليوم بالمدّ فغداً سيجرفه الطوفان .. يا لاستغرابي لمن يقتل الفلسطينيين في العراق وبدموع التماسيح يتباكي عليهم في فلسطين – فرات العربي

بواسطة قراءة 3481
من استهان اليوم بالمدّ فغداً سيجرفه الطوفان .. يا لاستغرابي لمن يقتل الفلسطينيين في العراق وبدموع التماسيح يتباكي عليهم في فلسطين – فرات العربي
من استهان اليوم بالمدّ فغداً سيجرفه الطوفان .. يا لاستغرابي لمن يقتل الفلسطينيين في العراق وبدموع التماسيح يتباكي عليهم في فلسطين – فرات العربي

بمنتهى التجرد والموضوعية  :

على العرب النائمين والبسطاء السذج المخدوعين واﻻحرار المفتونين بشعارات ملالي ايران الطامعين التوسعيين الذين استغلوا برء مشاعرنا وعبروا عليها جسرا وعبدوا بدماء العراقيين والعروبيين طريقا زعموا انه انما لتحرير القدس فيا عجبي لطريق لا يمر الا على أشلاء أهلنا ويا لاستغرابي لمن يقتل الفلسطينيين في العراق وسوريا وقبلها في لبنان وبدموع التماسيح الزائفة يتباكي زورا وتسويقا اعلاميا عليهم في فلسطين ، فأي معادلة بائسة تلك وأي قسمة ضيزى صيرت منا وقوداً وحطباً متناول يد من لما تزال تعشعش برؤوسهم المريضة المتصدعة من تدوخ قرون الفتح وليتها كانت ( يا ليت بيننا وبينهم جبلاً من نار لا يرونا ولا نراهم ) هي قسمة جغرافية ضيزى ( لا ثوبٌ فنخلعه ... فأين عن غرة الأوطان نرتحلُ ) ..

متى نصحوا ونستفيق من احلام العصافير .. فالعراق الساعة في محنة خصوصا في محيط جغرافيته الملتهب المحافظات السنية الست المنتفضة التي تعرضت الى أبشع انواع القهر والامعان في الأذى من اقصاء وتمييز عرقي طائفي وتهميش واعتقالات عشوائية بليل وتخطف مجهول وسجن واعدامات وتصفيات جسدية وتواجه اكبر هجمة طائفية صفوية بدعم وأزر وامدادات على كل الصعد العسكري والبشري واللوجستية وبشكل مباشر يهدف الى اعادة رسم خارطة الاحلام الكسروية واستعادة وتوسعة امبراطورية فارس وسط ذهول لعالم يتفرج والعرب صامتون وغارقون في المتاهات ان لم يكن بعضهم متآمراً أو ممالئاً ولا غرابة ولكن الدور سيطال الجميع فالنار تسعى قادمة وما العراق الا الساتر الأول والقادم موشك لا محالة وبالتدريج  .

فهؤلاء ومن بينهم الحكومة العراقية تمسك بعتاة المجرمين ممن دربتهم وارسلتهم ايران لتخريب العراق واﻻمة ومن ثم تطلق سراحهم وتؤمن وصولهم الى ايران ليعاد تاهيلهم من جديد ومن ثم تعاود ارسالهم الينا .. فالحكومة العراقية هي التي اطلقت داعش في الفلوجة واﻻنبار عقوبة لساكنيها بعدما لم يسمح اهلها دخول ميليشيات المالكي وجيشه الطائفي المكون من 95% من مناصريه وأغلبهم يصر ويتوعد بسفك الدم السني الذي يعتبرونه معسكر يزيد ويتغنون بثارات سيدنا الحسين رضي الله عنه وكأن أهل تلك المحافظات نزحوا من الكوفة وكربلاء واستقروا هناك بعدما دعوه وتنصلوا وغدروا به والعجب العجاب ان يتسق خطاب الكوفة والشام ويتناغم ويتفق مع انهم كانوا ان لم يكونوا أهل الواقعة التاريخية بالأساس فهم الشهود عليها ..

فلم يُعاقب أهل السنة بجريرة أمر لم يشهدوه ونشهد الله انهم لم يرتضوه ؟! أليس من عاقل رشيد نسائله ؟؟ كيف وهل كتب على ابناء المكون الآخر أن تجتزّ رؤسهم جراء فتنة وفرية لم يقترفوها وما كانوا شهود زور لها ذات يوم ؟! ولنعد الى صلب موضوع الساعة - فالحكومة المركزية العراقية وبعد رفع خيام اﻻعتصام السلمية عنوة متهمة اياها بشتى نعوت "الارهاب" حيث لم تجد مما ادعته .. فأين تولى وتوارى ما طبلت له ودوخت الدنيا به ؟ هب ان هناك ثمة ملابسات حدثت ابان الاعتصامات من خطب وظهور شباب يزعمون وكانت الفترة الأولى لا تخل من بعض الانفلات بسبب عفويتها ولما تتضح هوية الساحة بعد ان كانت عفوية المنحى لكن السمة الغالبة ان لها مطالب مشروعة اعترفت بها الحكومة وحتى الخصوم فلماذا لم تدغدغ الحكومة هواجس الناس وتهدئ شيئا من خواطرهم باطلاق ولو سراح بعض النسوة البريئات ؟؟ فبأي دين وشرعة وعصر ُتقتاد الحرة وينكل بها ويدنس عرضها وتكون رهينة لتحقيق مأرب سياسي استخباري وضغط ايديولوجي ؟ حتى ان بعضهن اصطحبن معهن اطفالهن الى السجون لانعدام الراعي وخلو البيوتات من ساكنيها بسبب الملاحقة والتشريد .. في حين ان الحكومة العراقية هي التي تطلق يد المليشيات الطائفية اﻻرهابية علنا والتي تنادي بقتل المخالفين - وهل سلم "المسيحيون" الذين عاشوا ابان عصور التنكيل والمضايقات لقصد تهجيرهم واستلاب املاكهم ام الصابئة وعداهم .. في حين تستعرض فرق الموت التي توالي ايران والولي الفقيه وتعتد بأنها ستقاتل العراقيين فيما لو حصلت حرب ما بين ايران والعراق - فكيف لا تضرب السعودية والخليج وهم بالعقيدة مخالفون - في شوارع بغداد جهارا نهارا وتشتم رموزهم الدينية والفكرية وتنال من عقائدهم وأعراضهم حتى ان عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينج وجهارا وامام الملأ بل عمدوا الى نشر ذلك عبر شبكات ووسائل الاعلام وكأنهم يتشرفون بسب عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. 

وهل نغفل من أن ميليشيات الحكومة قد اغتالت عشرات اﻻﻻف من الكوادر العلمية والكفاءات والعقول ورجالات الدين والجيش القديم ورجالات العشائر العربية الأصيلة ووجوه المجتمع من الطرف اﻻخر فهل بعد تجل صورة الحق اﻻ الضلال المبين ..؟ وليعلم العالم - أنَّ سواد أهل السنة والجماعة ليسوا بطماحين الى مناصب او كراس او زحام على الجاه والمال الذي عيث به فسادا ونهبا .. ولا يهمهم كثيرا من يتولى امر السلطة بقدر ما يطمحون اليه من أمن ومساواة وتعايش مشترك بصفاء ووئام سلم أهلي وإخاء وطني يضمن كرامة الانسان  ..

نقول للجميع ونناشد اهل الغيرة والحمية منهم وبلا رتوش نقول ان سقطت الانبار وما حولها ستتنمر شهية الطامعين وستمتد اﻻفعى الى مضاجع النائمين وستلسعهم الواحد تلو اﻻخر والعاقل الرشيد من اتعظ بأحداث البحرين وتداعيات الخليج وحتى ما يكابده عرب وسنة الأحواز العربية بالأخصّ من اضطهاد فكري ومن خسف - في حق ممارستهم شعائرهم وعقيدتهم وحتى اللغة وهل ثمة مساجد للسنة او معالم وكيف يستقيم الأمر وهم ينعتون من صبغهم بنعمة الإسلام عمر بالطاغية ويمجدون قاتله المجوسي وينصبون له مزاراً ويدعونه بقاتل الطاغية  ..

أسألوا أي فرد هناك من اي قومية عدا الفارسية في ايران هل لك حق في ممارسة افكارك وعقائدك ولغتك داخل ايران ؟؟ نقول إذا ما وقعت الكارثة لا قدر الله - لن يتبجح عربي بعد ذلك بما يسَّر الله له من نعم فسيذلون رجالنا ويستحيون نساءنا ويذبحون شبابنا .. وان كنتم غافلين فذلك جزء من عقيدتهم بالتوطئة "للإمام المهدي" والذي نسجوا بزعمهم ما يصب في خدمة تعصبهم القومي وحلمهم بتسيد الارض وتصدير الثورة - وقد خدعوا بكتبهم الصفراء البعض .. وللمروءة فهم لا ينصفون ولا يحترمون حتى من يحترمهم من العرب وسواهم لكنهم يتظاهرون تقية ومحاباة ومجاملة استدراراً وكسباً وخدمة لمشروعهم العالمي الذي يؤسسون به لاجتياح العالم كله وتلك ليست مواجهة اعلامية وﻻ مناكفة سياسية او تعصبا قوميا اعمى ﻻ والله لكنها الحقيقة الناصعة ولعمري انها لمن كتبهم وتصريحاتهم ومن رجال خبروهم وعاشوا معهم سنين طوال . وليس ادعى من انهم يسعون للوصول الى الحرمين واﻻمساك بمفاتح مكة المكرمة واذﻻل المسجد النبوي.. وتخاطبنا صور الأمس من العراق وكيف كان الناس "أخوة متصاهرين" متجاورين متآلفين، لكن الساعة فواقعهم يحكي غير ما كان عليه ،  فللأسف الشديد فقد استقوى واستغلظ البعض على جيران الأمس وتنكروا لهم وصعروا الخدود بل كفروا بالخبز والملح والأواصر والمشتركات الى ان وصل الحال عند البعض ونقولها بمرارة الى الدعوة للتهجير والقتل والثأر وتلك شعارات ونداءات الثأر فممّن الثأر يا ترى تعالوا نتحاكم أمام التاريخ .. حتى وصل الأمر الى طلاقات وقطائع وبات أن لا يتزوج البعض وهو الحالة السواد من البعض حتى ولو نادت به الكتب  !!.

وننبه ونحن لا نريد الا الخير ولا نضمر الا الود وأنا متأكد أن لو جنحوا للسلم وانبسطوا للحق والعدل وأفاؤوا للانسانية والرشد لقبلت الأطراف المقموعة واستقام الأمر .. لكنا ادركنا يائسين وحتى من المراجع الذين "نحسبهم على خير" وكنا نأمل منهم الكثيرولا نضمر لهم الا الاحترام والمودة - لكن صمتهم عن كثير مما يجري عجيب وعلى استحياء تصدر عنهم بعض الفتاوى المقتضبة العمومية .. والصامت عن مجريات الأمور ومحدثاتها وخصوصا انها من الكبائر كالمشارك او المبارك وربما المرتضي استتباب الحال ..

ونجأر بأنه من سمع بمسلم يصرخ يال المسلمين ولم يجره "فليس بمسلم"  ..

نقول لكل حر شريف بعد كل ما سمع - ان لم تك بنا غيرة على ارضنا وانفسنا وامتنا وسكينة اطفالنا وكرامتنا وكبريائنا فلننتصر ولننتفض اكراما لبيت الله الحرام ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم واﻻنسانية .. فهبوا ايها اﻻحرار اﻻصلاء النجباء ﻻنقاذ اﻻنبار وما جاورها قبل ان تعضوا اصابع الندم وقبل فوات اﻻوان. عاشت "اﻻمة العربية" عاش العراق وعاشت اﻻنبار حرة كريمة وطوبى لرجالها الشجعان وحرائرها الولادات نبلاً الرحمة بإذن الله لـ"شهدائها" و"شهداء" الأمة الأبرار وتحية للإنسانية الحرة التي تدعوا للمحبة والنقاء والسلام .

 

المصدر : المرابط العراقي بتصرف موقع فلسطينيو العراق

14/3/2014