لتتحمل تركيا مسؤوليتها التاريخية تجاه فلسطين- عبد الحكيم الماضي

بواسطة قراءة 4021
لتتحمل تركيا مسؤوليتها التاريخية تجاه فلسطين- عبد الحكيم الماضي
لتتحمل تركيا مسؤوليتها التاريخية تجاه فلسطين- عبد الحكيم الماضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ربما يتبادر القارئ لعنوان هذا المقال عدد من الاسئلة ومنها لماذا مطالبة تركيا دون غيرها تحديدا بتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه فلسطين وما علاقتها بفلسطين واذا كان السبب أنها دولة اسلامية وفلسطين تضم بيت المقدس مسرى الرسول الكريم صلوات الله عليه واولى القبلتين وثالث الحرمين فالاولى مطالبة الدول الاسلامية كافة وليس تركيا فقط واذا لم يكن هذا السبب فما علاقة تركيا بفلسطين وخصوصا ان موقف تركيا الاخير افضل بكثير من كثير من دول العرب وايضا هي لم تشارك من قريب اوبعيد في ما حصل لفلسطين من احتلال ولاهلها من تهجير.

انا اقول صبرا فليس كل الكتيب يعرف محتواها من قراءة عنوانها وليس مقولة يعرف الكتاب من عنوانه تنطبق على كل الكتب انا اقول لكل من تسائل صبرا واستمروا معي حتى نهاية المقال وسوف يتبين لكم ما علاقة تركيا بقضية فلسطين وانها السبب الرئيسي في كل ما حصل لفلسطين من احتلال ولاهلها من تهجير ومن معاناة الاغتراب التي عاشها وما زال يعيشها الفلسطينيين لحد يومنا هذا.

الكل يعلم ان اي دولة في العالم ترأسها حكومة وان هناك تداول للسلطة من حكومة الى اخرى وان كل حكومة جديدة تلتزم بما ابرمته الحكومة السابقة من معاهدات واتفاقيات وحتى لو حصل ان تغيرت حكومة ما في دولة ما في طريقة الانقلابات العسكرية فان اول ما تصرح به الحكومة الانقلابية حتى تكون مقبولة من دول العالم ومعترف بها دوليا انها ملتزمة بكل الاتفاقيات التي ابرمتها والتزمت بها الحكومة السابقة وانها اي الحكومة الجديدة تتحمل كل ما ترتب ويترتب على الحكومة السابقة.

وبما ان الحكومة التركية الحالية وريثة الدولة العثمانية ونعلم ان الدولة العثمانية تركية ومؤسسها تركي وهو عثمان ارطغل وكل قادتها وولاتها اتراك وتم ضم فلسطين الى الدولة العثمانية في العام 1514م على يد السلطان سليم الثاني وبهذا اصبحت فلسطين ولاية من ولاياتها وان الدولة العثمانية لم تقم تجاه فلسطين باعمال تجعل منها ولاية  قوية كما فعلت في مصر والتي كانت ولاية عثمانية ايضا والتي تركها الوالي محمد علي بك ولاية قوية حيث اسس فيها جيش من اهلها واسطول بحري ومصانع ومدارس وارسل البعثات العلمية من ابناءها وجعل فيها قيادات مصرية ومؤسسات حكومية وغيرها من مظاهر التطور الحضاري.

عكس فلسطين التي تركت تعاني من الفقر والجهل والتخلف والتي اصبحت عليه دولة ضعيفة واصبحت مطمع لكل من هب ودب ومنها الحركة الصهيونية اضافة ان الدولة العثمانية سلمت فلسطين الى بريطانيا العظمى بعد خسارتها الحرب العالمية الثانية وكانها ملك من املاكها وايضا سلمتها بريطانيا الى الحركة الصهيونية على حساب اهلها وكانها ملك من املاكها.

وبما ان الدولة العثمانية تركية وقامت بنهب ثروات الفلسطينيين من خلال فرض الضرائب الجائرة وكذلك سقوط الكثير من الفلسطينيين شهداء في  الحروب التي خاضتها الدولة العثمانية وشارك فيها الفلسطينيين بنظام الخدمة الجبرية المفروضة عليهم انذاك فعليه اصبحت الحكومة التركية الحالية مسؤولة عما ال اليه حال الفلسطينيين.

وباي حق نطالب تركيا الحالية بتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه فلسطين اقول لكم بالحق الذي حصل به الكيان الصهيوني وما زال يحصل على التعويضات التي تقدر بالملايين ان لم نقل المليارات من حكومة المانيا الحالية عن المحرقة التي قام بها هتلر بحق يهود اوروبا في العام 1942م وبالحق الذي تطالب به ارمينيا تركيا بالاعتراف بالمذابح التي قامت بها الدولة العثمانية بحق الارمن في العام 1915م وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني وايضا الحق الذي حصلت به الكويت على التعويضات عن الاضرار التي اصابتها نتيجة غزو العراق لها في زمن صدام حسين فبكل هذه الحقوق نطالب تركيا بتحمل مسؤوليتها التاريخية  لما حصل لفلسطين من احتلال ولشعبها من تهجير.

 

عبدالحكيم الماضي

11/6/2010

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"