مقتطفات من واقع الحال- عادل العمرو

بواسطة قراءة 2422
مقتطفات من واقع الحال- عادل العمرو
مقتطفات من واقع الحال- عادل العمرو

المشهد الاول
العفة والشرف

كان مواطنا شريفا في قومه
ومُحباً ومُقرباً للرعية
لكن دبروا له تهمة وقضية
واودعوه السجن وكان الضحية
   
******* 
المشهد الثاني

البطران
كان قوياً ثابتاً كالصخر
لم تقوى الارض على حمله من التفاخر والكِبر
لكن مرضا مفاجئاً اصابه
لازم الفراش واندثر
لم يعُد ينام ولازمه السهر
وكانت نهايته ان انتحر
*******
المشهد الثالث

    مسافر
وصل بعد رحلة عناءٍ وسفر
طالبوه بتقديم جواز سفر
لكنه كان يحمل وثيقة سفر
اوقفوه منعوه من الدخول بخوف شديد وحذر
طالب بحقه فاودعوه السجن وحبسوه شهر
وكأنه حيوان وليس ببشر
*******
المشهد الرابع

طيبة القلب
كان له قلب طيب وحنون
يعطف على الصغير ويحترم الكبير
ويعين المحتاج ويسدد عنه الديون
ومع هذا  لم يعجبهم وآذوه بالاقوال والافعال
وظنوا به الظنون
لم يحتمل فاعتزل الناس كي لا يُصاب بالجنون
*******
المشهد الخامس
الطمع

كان لديه كل شيء لكنه كل شيء كان يريد
لم يشبع ولم يقنع وعيناه على الغير تتعاظم وتزيد
والناس من حوله تركوه وذهبوا الى مكان بعيد
لكن حريقاً شب في ماله وحلاله وقعد على الحديد
لم يبق له سوى الركام والقديد
ومات كما تموت الدواب وحيد
*******

  المشهد السادس
المتواضع
كان فقيراً متواضعاً خلوقاً لم يؤذ احد
لم يكن له ولد ولا سند
استضعفوه ونعتوه بألفاظ ٍ لا ينبغي ان تُقال لاحد
صبر على الأذى واحتمل وهل يدوم الصبر الى الابد
فقرر ترك المدينة ومغادرة البلد
*******
المشهد السابع
فرصة عمل
كان بحاجة الى تلك الوظيفة وذلك العمل
توجه صباحاً بهمة عالية ونشاط يعلوه الامل
سألوه هل تجيد اللغة قبل سؤالهم عن اجادة العمل
لكنه كان حديث عهد بالمدينة
فاعتذروا له واصابه اليأس والكلل والملل
فحجبوا راتبه وارقنوا قيده وصار عاطلا عن العمل
*******

المشهد الثامن
المدمن
اعتاد على احتساء الخمر حتى يفقد عقله وينام
فقد كرامته وهيبته ولم يُعد له ادنى احترام
نصحوه وكلموه لكنه اعتاد عليه طيلة الايام
لم تعُد تجدي النصيحة نفعاً ولا حتى الكلام
واستمر الحال ولم ينقطع حتى توقف قلبه
وسكت ونام نيام بلا قيام

الكاتب: عادل العمرو
20/10/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"