فبعد استهداف اعداد من الفلسطينيين وخطفهم وقتلهم في أماكن تجمعاتهم في منطقة الحرية من قبل ميليشيا جيش المهدي الذي أصبح يعمل في وضح النهار عكس ما كان عليه في بداية الامر إذ كان متخفيا في جنح الليل .
حيث تم الاستيلاء على بعض منازل الفلسطينيين وطرد أصحابها منها بحجج مفتعلة ومحاولة خطف بعضهم وتعذيبهم ومساوة آخرين وكذلك اغتيال عدد منهم ، ولأكثر من مرة يتم توزيع منشورات عليهم فيها تهديد ووعيد شديد تحثهم على مغادرة منازلهم وترك مناطقهم في ظاهرة مشابهة لما ارتكبته العصابات الصهيونية عام 1948 والتاريخ يعيد نفسه .
ومنذ أيام وصلت تهديدات لمعظم العوائل الفلسطينية التي تسكن منطقة الدورة حي الصحة إما من خلال المنشورات وبعضهم مباشرة ، حيث تم إعطائهم مهلة أقصاها يوم 27/9/2006 لإخلاء منازلهم ، وفي ليلة السبت الموافق 30/9/2006 تم إطلاق النار على واجهات تجمعاتهم بشكل عشوائي من قبل أعداد كبيرة من المسلحين الذين يرتدون الزي الأسود على الرغم من فرض منع التجوال من قبل الحكومة ؟!! مذكَرين إياهم بضرورة إخلاء منازلهم ولهم موعد أخير وهو الساعة السابعة من مساء الأحد الموافق 1/10/2006 وبخلافه يتم حرق بيوتهم عليهم كما أذيع بمكبرات الصوت ، وفي صبح هذا اليوم الأحد كان هنالك انتشار كثيف من قبل هذه الميليشيات التي تقف الحكومة مكتوفة الأيدي من الأعمال الهمجية البربرية الإجرامية التي ارتكبتها ضد أهل السنة والفلسطينيين ، وتم طرق بعض أبواب منازل الفلسطينيين محذرينهم من البقاء في أماكنهم ومذكرين اياهم بالموعد النهائي لإجلائهم من المنطقة .
ويذكر أن أكثر من مائة عائلة فلسطينية تسكن في مجمع متواضع في حي الصحة منطقة الدورة جنوب بغداد ، وهي قريبة من منطقة أبو دشير ذات الأغلبية الشيعية التي لجيش المهدي نفوذ كبير فيها ، ويعد هذا التصعيد الأخير الأعنف والأكثر في استهداف الفلسطينيين منذ احتلال العراق وسقوط نظام صدام عام 2003 .
وقد التجأت عدد من العوائل الفلسطينية لبعض أقاربهم في بعض المناطق فيما بقي عدد آخر في منازلهم لا يخرجون منها ، حيث يمرون بأزمة كبيرة من خلال نقص المواد الغذائية بسبب عدم إمكانية خروجهم من مساكنهم أو مزاولة أعمالهم .
وقد ناشد أبناء فلسطين في تلك المناطق المنظمات والهيئات الدولية الحكومية وغير الحكومية إيجاد حل شامل لهم وإخراجهم مما هم فيه من الانتهاكات المستمرة والمتكررة ، وعلى مرأى ومسمع من المنظمات الدولية والحكومة العراقية .