رسالة للرئيس محمود عباس وقيادته عن قضية فلسطين واللاجئين – مريم العلي

بواسطة قراءة 1039
رسالة للرئيس محمود عباس وقيادته عن قضية فلسطين واللاجئين – مريم العلي
رسالة للرئيس محمود عباس وقيادته عن قضية فلسطين واللاجئين – مريم العلي

ولذلك نعود لنتساءل اليوم
-
أين نحن اليوم من حقيقة تلك المفاوضات الممتدة بين الوهم والحقيقة .. ؟
-
وإلى أين قادتنا المفاوضات منذ ذلك الوقت اوسلو وما قبلها وبعدها .. ؟
وهل سيبقى الشعب الفلسطيني هو الضحية المستمرة لتلك مفاوضات ؟
ثم والأهم من ذلك كله ما هي "السيناريوهات" والآفاق والاحتمالات المقروءة لهذه المفاوضات .. ؟
وهل يحق للفلسطينيين ابداء رأيهم أم هو تفرد لرغبات وتوجيهات مقيدة لأشخاص حصرا !؟
من المعلوم بان الرئيس محمود عباس وقع بمستنقع المفاوضات الصفرية وقد ابتلعته الارض الرخواء بهذا المستنقع ولم يعد قادرا للتقدم لموت محقق ولا العودة للوراء فانطبق عليه المثل العراقي ( مثل بلاع الموس ) .
فماذ يعني مفاوضات بدأت بحقيقتها منذ اتفاق القاهرة عام 1983م والذي تم فيه الغاء "ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية" والداعي لتدمير كيان الاحتلال ليومنا هذا وما بينهما ولم تحقق فيه شيء لفلسطين وشعبها الا المزيد من سياسة التهويد والاستيطان والمصادرة والحرمان تحت مفهوم لعبة المتاهة والتسويف بمرور الوقت ، مستغلين المزيد من الحلب السياسي للعرب والعالم تحت مفهوم "انتهاء الصراع مع الفلسطينيين وفقا للاتفاقيات الامنية والعلاقات مع قيادات السلطة" و"اتفاقية اوسلو" والتي بمساؤها اخذ كيان الاحتلال ما اراد ولم يعطي الفتات .
ومن الغريب ان قيادات السلطة متماشية و"متناغمة" مع سياسات التمويه والمخادعة لهذا الكيان رغم تعالي اصوات كثيرة من هنا وهناك بما فيها من قيادات يهودية الذي لسان حالهم يقول "الا يستوعب محمود عباس باننا نضحك عليه.. !" .
من المعلوم بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تورط بلعبة "المفاوضات" حتى اصبح يدعو لـ"مفاوضات" من اجل "مفاوضات" معتقدا انه التبرير والخروج من مأزقه امام شعبه والعالم اجمع ! .
فهل من المنطق الاستمرار بذلك ام الخروج خصوصا بأن دول كثيرة قد تخلت عن اتفاقيات عندما أخل الطرف الاخر ببنود الاتفاق وإلا فلماذا هذا الاصرار لـ"مفاوضات" ولدت ميتة فالخطأ الاستمرار بالخطأ خاصة وان كيان الاحتلال لن يتخلى عن شبر من احتلاله لأرض فلسطين .
فلو تنازل الرئيس محمود عباس عن كل فلسطين وطالب فقط بمقاطعة رام الله كـ"دولة رمزية فلسطينية" لَطالَبُه اليهود وجروه لمفاوضات لها بداية وليس لها نهاية ، هكذا هم اليهود عبر التاريخ ولكل الأمم منهجهم اذن ما هو الحل!؟ .
ان "المراهنة" والتعويل على الأنظمة المتعاقبة بالحكم في مصر كالذي يتغطى بلحاف هو أوهن من نسيج العنكبوت في الشتاء ففاقد الشيء لا يعطيه ففلسطين مشروع رابح لهم منذ عام 1948م ليومنا هذا والنظام الذي لا يمتلك تاريخ بطولي أمام غزاته عبر تاريخه لا يعول عليه بالتحرير وهكذا الحال مع بعض الانظمة التي "راهن" عليها حتى يومنا هذا واصبح حالنا الأسوأ بكل تاريخ الشعوب المتحررة من محتليها فلا بد من اعادة سياسة التوازنات .
إن الواقع المرير للاجئين الفلسطينيين في ظل هذا الانبطاح لهو تدمير شعبنا فاذا كان الوطن له الحق على شعبه فالشعب له حق على كباره فسياسة القهر والحرمان والعذابات والتنكيل والتهجير والمحاربة والاعتقال والتكميم للفلسطينيين في البلاد العربية يعني تحقيق النهاية لهم وتذويبهم وصهرهم فالتعداد الحقيقي للفلسطينيين هو 25 مليون شخص والمثبت وفقا للإحصاء 13 مليون شخص وغدا سيصبح 5 مليون شخص لطالما استمرت سياسة التهميش للشعب ، ونرى قيادتنا لا تبالي وكأنما ليس ما يتعرض له شعبهم انما شعب اخر في امريكا اللاتينية .
ان الاستمرار باللامبالاة انما يضعف موقفكم حتى امام اعدائكم فلو افترضنا ان كيان الاحتلال يريد ان يصدق بـ"مفاوضاته" تحت تأثير وضغط عالمي لن يتعامل مع قيادة ضعيفة لا تمثل سوى نفسها نتيجة هذا التهميش والضياع لشعبها وعندها سيدعو الى انتخاب قيادة بـ"إشراف أممي" لتوقع معها أي معاهدة بمفهوم انها قيادة تم انتخابها من جميع الفلسطينيين وعليهم القبول والتعامل معها لأجل طويل .
ان التعويل على سياسة الركون والانتظار والقبول بما هو عليه انما هو دمار بعينه لقضية فلسطين ارضا وشعبا وتاريخا وحاضر ومستقبلا ، الأمر الذي يبقي الملفات مفتوحة على كافة الاحتمالات بما فيها الاحتمال المرجح دائما في ظل الاحتلال بلا أفق سياسي استقلالي وهو حتما والمواجهات واسعة النطاق وان حدثت فعلى من هذه المرة لا نعرف .
قد ان الاوان لنقض ونكث الغبار عنا والصحوة أمام كل تلك التحديات ونهج سياسة ونهج مخالف لمسلك دام عقود طويلة كانت نتائجه ما وصلنا اليه ، ولنتوكل على الله فأمره غالب .

 

بقلم د. مريم العلي
30/8/1441
23/4/2020