عندما تنتزع الحقوق انتزاعاً – محمد ماضي

بواسطة قراءة 2665
عندما تنتزع الحقوق انتزاعاً – محمد ماضي
عندما تنتزع الحقوق انتزاعاً – محمد ماضي

صولة على الصهاينة المحتلين ، وجولة ربحناها رغم أنوف السجانين ، فأتونا أذلاء صاغرين ، ليفكوا أسرانا من السجون ، وليبزغ فجر الحرية على هؤلاء المتعبين المعذبين ، ولترجع أخواتنا الحرائر بعزة وكرامة بعد أن ذاقوا ويلات الذل والمهانة .

هي هكذا الحقوق تنتزع انتزاعا من سارقيها ، لا بالكلام والاستجداء ، بل بأفعال الرجال ، الذين لم يهدأ لهم بال ، حتى يفكوا الأسرى من الزنازين ويقطعوا عن أيديهم الحبال ، بصفقة عز ورجولة وكرامة .

هي هكذا الحقوق عندما تجد رجالاً يطالبون بها ، ويجودون بدمائهم من أجلها ، ويضحون بالغالي والنفيس طلباً لها ، تأتي صاغرة لهم ، كيف لا ، فحق وراءه مطالبون .. ألا يعود ! ، وكيف إن كان المطالب بدمه يجود ! ، فستفتح أمامه الحدود ، وستذلل العقبات وتحطم السدود ، فيكون أمام يوم موعود ، أما عودة الحقوق وأما بنفسه يجود ، ونحن شاهد وشهود ، على أولئك الرجال المخلصين الصادقين ، وكيف أعادوا البسمة لوجوه القوم العابسين ، بعودة أهلهم وفلذات أكبادهم مُحرَرين ، من براثن اليهود الغاصبين .

هي هكذا الحقوق تنتزع عندما نؤمن بقضيتنا ، ونؤمن أن لا عودة لحقوقنا بمفاوضات عبثية ، أو استجداءات دولية ، وجعل القضية سياسية ، وحرفها عن هويتها الإسلامية ، لتزج في مسرح الحقوق الإنسانية وكل المسميات التي أوجدتها الدول الأعجمية ، والتي توقفت رحاها عن الدوران عند هذه القضية ، لتشير بوصلتها دائما باتجاه الدولة العبرية ، كيف لا وهي وليدتهم المسخ في وسط الدول العربية ! .

هي هكذا أرضنا المغتصبة لن تعود إلا إن انتزعناها انتزاعاً من هذا المحتل الغاشم الذي لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة ، لن تعود إلا إذا وحدنا الصفوف وخرج من بيننا رجل رشيد يقود المسير، مسير العز والتمكين إلى الهدف المنشود ، تحرير الأقصى السليب من براثن اليهود ، فلأجله بالأرواح نجود .

هم هكذا الأسرى حينما يحررون تحريراً ، ففرحتنا اليوم فرحتان فرحة بحرية هؤلاء المظلومين ، وفرحة بتحريرهم بقوة النار والحديد .

فهنيئاً للأسرى المحررين ، هنيئا فلسطين ، هنيئا للمسلمين ، وشكرا للأبطال المقاومين ، ومن نصرٍ إلى نصر ، ومن شاليط إلى شاليط أيها الأبطال ، فرحتنا الغامرة لا توصف ، ولو حررت النساء وحدهن بهذه العملية لكفانا نصرا وفخراً ، أن عادت أسيراتنا الشريفات العفيفات الطاهرات الحرائر إلى بيوتهن وأسرهن ، هنيئاً الحرية لأسرانا ، وكل عام واليهود بشاليط .

 

بقلم : محمد ماضي

12/10/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"