في خبر عاجل وردنا من مراسلنا في العاصمة البرازيلية برازيليا بعد لقائه المعتصمين في الساعة الرابعة عصراً على توقيت البرازيل يوم الاثنين الموافق 28/6/2010 مفاده أن العوائل المعتصمة هناك أقامت إعتصامها هذا اليوم صباحاً أمام مقر السفارة الفلسطينية في برازيليا ، وتجدر الإشارة هنا أن هذه العوائل تعتصم منذ ما يزيد عن 7 أشهر في الشوارع والحدائق العامة أمام مرأى من الجميع ، دون تدخل من أي جهة للتخفيف من حجم معاناتهم .
ووجه المعتصمون في وقت سابق من هذا الشهر رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الموقع عبروا فيها عن مدى إستيائهم من كذب وتمييز وتلاعب السفارة بهم حسبما جاء في الرسالة وذلك بعد وعود من السفارة الفلسطينية بخروجهم من البرازيل في وقت قريب جداً كحل لمعاناتهم إلى أن الأخيرة سرعان ما قامت بإنكار وعودها لهم ، والتمس المعتصمون العطف من الرئيس محمود عباس على أطفالهم الصغار ومسنيهم ومرضاهم الذين أنهكتهم ظروف الإعتصام الأليمة التي يمرون بها .
ويفيد الخبر الوارد من مراسلنا أن المعتصمين أمام السفارة هم عائلتين من بينهم طفلين صغيرين وإمرأة مسنة ومريض يعيش على الأوكسيجين ، أما مطالب المعتصمين أمام السفارة الفلسطينية إنحصرت في مطلب واحد يرون فيه الحل والخلاص لمعانتهم التي ستتجاوز شهرها السابع في شوارع البرازيل وهو العودة إلى فلسطين ، وقد سلم المعتصمون للسفارة الفلسطينية طلبات رسمية موقعة منهم شرحوا فيها حجم معاناتهم من كافة الجوانب وخُتمت هذه الطلبات بمطلب العودة إلى فلسطين كحل حاسم لمعاناتهم ، ويقول مراسلنا نقلاً عن المعتصمين أنهم سيقومون بإضراب عن الطعام أمام مقر السفارة إذا لم تتم الإستجابة لمطلبهم بالعودة إلى وطنهم ، وقد وجه المعتصمون طلباً آخر حصل الموقع على نسخة منه خصوا به العديد من الشخصيات والجهات الرسمية والفصائل والمنظمات الفلسطينية طالبوا فيه بالعودة إلى فلسطين وهذا ما جاء في الطلب :
بــــســـــم الله الرحمن الرحيم
إلى من يهمه الأمر
تحية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نحييكم من أعماق قلوبنا وندعو الله أن يثبت أقدامكم وأقدام شعبنا المناضل الصامد ويسدد خطاكم إلى ما يرضـاه ولما فيه خير وخلاص هذا الشعب الحر الأبي المناضل ، فمن بعد الله نستلهم الصبر والقوة منكم على مأساتنا ومصابنا الأليم ، فمن بعد تهجير آبائنا من فلسطين وتهجيرنا من العراق يتم اليوم إذلالنا وتشريدنا في شوارع البرازيل .
ففي العراق كان لنا نصيب كبير من الألم والحزن بعدما تركنا خلفنا حياتنا قسراً وإكراهاً لا رغبة ولا خيار إخترناه ، عشنا في المخيات صحيح أنها لم تكن حياةً كريمة لكنها أكرم مما نعيشها اليوم على الأقل تحت سقف خيمة تأوينا وتضلل على أطفالنا على أرض عربية وبين إخوتنا وأشقائنا ، فإن من شردنا من العراق إستكثر علينا الخيمة في الصحراء فسلبنا إياها وأعطانا شوارع البرازيل ، أعطى الشوارع لأطفال صغار ومرضى ونساء ومسنين ، شوارع اللصوص والساقطين والمتسكعين ومدمنين المخدرات ، وحكم عليهم بالموت فيها ، حراً وبرداً ، جوعاً ومرضاً ، قهراً وحزناً ..
إعتصام يقارب على نهاية شهره السابع بالألم والذل ، بالمهانة والمصير المجهول ، والمفارقات صعبة وآليمة ، آليمة جداً عندما نطالب ونستنجد ونستصرخ الغريب والقريب لمساعدتنا ونجدتنا ولا تأخذ أحد الشفقة والرحمة على طفل أومسن أو مريض ، لن نتطرق الأن لما عانيناه خلال السنتين من سوء وإهمال ، فقد عانينا عشرة أضعافه خلال 7 أشهر من الإعتصام ولو كنا نتحدث عن جبال لما تحملت ما تحملناه ولكننا نتحدث عن أطفال صغار ومسنين ونساء ومرضى تحملوا ما لا تطيقه الجبال بصخورها ..
وما زاد الألم ألماً الدورالذي لعبته سفارتنا ، سفارة بلدنا ، الجهة التي من المفترض أن تساندنا تؤازرنا وتبذل قصار جهدها على العمل لحل مشكلتنا مع كافة الجهات المعنية بهذه المسئلة ، لكن للأسف الشديد نقول هذا الكلام تملئنا خيبة الألم أنهم بذلوا قصار جهدهم بإهانتنا والكذب علينا والتلاعب بمصيرنا والتلذذ بما نعانيه ، أي ضمير أي إنسانية أي فلسطيني يقبل ويرتضي التلاعب بمعاناة وآلام ومصير مرضى .
وأطفال ومسنين لصالح جهات لا تسعى إلا لإذلالنا والقضاء علينا في الشوارع وإننا نرفض وبشدة مثل هذا الدور الذي إذ عبر لا يعبر إلا عن عدم إستقلالية السفارة الفلسطينية في البرازيل وتباعيتها لأطراف غير الجهات المسئولة عنها في بلادها ..
واليوم وبعد سبعة أشهر من مأساة إعتصامنا نقول أننا ضقنا ذرعاً ، ضقنا ذرعاً من النداء والإستغاثة وعدم الإستجابة لنا ، من الكذب علينا ، ونقول اليوم كفى ، كفى إلى هذا الحد من الإذلال ، كفى فلسنا يهوداً ، فلان يرفض مساعدتنا وفلان لا يريد مقابلتنا والمفوضية تشرع ما تريد وتحرم ما تريد وكأننا لسنا بشر فقد أصبحنا كالكرة كل برهة تحت قدم ، بالله عليكم يا أولي الأمر آلا يكفي هذا ، بالله عليكم حكموا دينكم وضميركم بالموضوع وأنصتوا لحكمه ، آلا يكفي لهذا الحد من هذه المأساة ، ألم يحن الوقت لوضع نهاية لهذه المعاناة ، آلا يكفي التفرج علينا وكأننا مسلسل وحتى لو كنا كذلك سيكون له نهاية إلا معانتنا قائمة بلا نهاية ..
إننا اليوم نتوجه لسيادتكم وفخامتكم يا أُولي الأمر وأصحاب القرار ونحن لا نريد الذهاب إلى أي بلد آخر فليست هذه بلادنا وليس أي بلد آخر هو بلدنا و ليست المخيمات وطننا ، و لانريد من يرفضنا ومن يمتنع عن مقابلتنا ، نحن إسمنا فلسطينيون ولنا بلد ولنا حق معترف به دولياً ، فكما يحق لفلان أن يرفضنا وفلان لا يريد دخولنا إلى بلاده لنا الحق بالمطالبة بحقنا ، لنا الحق بالعودة إلى بلدنا ، العودة إلى فلسطين ، وإننا اليوم على أتم الإستعداد للموت من أجل هذا المطلب ، فهو حق من حقوقنا ، ونقيم إعتصامنا أمام مقر السفارة الفلسطينية في البرازيل ولن نتراجع ولو تم قمعنا بكل الوسائل إما الموت أو العودة إلى وطننا الحبيب أرض فلسطين الطيبة الطاهرة أرض الأباء والأجداد ..
ولسيادتكم منا جزيل الشكر مع فائق الإحترام والتقدير
ملاحظة:
المعنيين بهذه الرسالة:
فخامة الرئيس محمود عباس أبو مازن
وزارة الخارجية الفلسطينية
دائرة شؤون المغتربين
دائرة شؤون اللاجئين
الأخوة الأفاضل في منظمة التحرير الفلسطينية
الأخوة الأفاضل في حركة حماس
الأخوة الأفاضل بكافة الفصائل الفلسطينية
وكل إخوتنا الفلسطينيين بأي مكان
منظمات حقوق الإنسان
منظمات رعاية الطفولة
العوائل المعتصمة أمام مقر السفارة الفلسطينية والموقعة على هذا الطلب :
عصام سمير عودة
زينب خليل إبراهيم
نيفين عصام سمير طفلة بعمر 4 سنوات
رامي عصام سمير طفل بعمر سنة وثمانية أشهر
العائلة الأخرى
صبحية محمد أحمد مسنة بعمر 61 عاماً تعاني العديد من الأمراض
لؤي سمير عودة مريض يعاني من إنسداد في الرئة و لايقوى على التنفس إلا من
خلال الأوكسيجين
هشام سمير عودة يعاني من أمراض صمامات القلب
21 / 6/ 2010
وإليكم نسخة موقعة بهذا الطلب من قبل المعتصمين:
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"