تكشف دور الولايات المتحدة باستخدام الفيتو بخلاف كل أعضاء مجلس الامن لوقف اتخاذ قرار بإدانة ووقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة كان هذا واضح وثابت وداعم الى هذا الكيان وانه دليل قاطع على انهاء ودفن اتفاقيات أوسلو وانهاء أي عملية سلمية وانكشاف كذب هذه الادارة التي وعدت بقيام دولة فلسطينية خلال عام منذ تسلم ادارة اوباما .
يدل هذا الموقف الاخير بشكل قاطع وصريح على فشل مسار اوسلو الذي طال اكثر من ثمانية عشر عام وفشل المراهنين على هذا الخيار الذين اصبحوا في مأزق حقيقي .
موقف هذه الادارة الاخير ما هو الا تنفيذا ً لسياسات نتياهو واللوبي الصهيوني الضاغط في الكونكغرس التي تستهدف حقوق شعبنا الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين .
المراهنون على السياسة الامريكية لهم الان فرصة تأريخية كبيرة في العودة الى جانب حقوق شعبنا التأريخية والانحياز الى جانب هذا الشعب المقهور وانهاء حالة الانقسام والتشرذم .
تمارس حكومة غزة على الارض تضييقا ً على الحريات العامة حيث قامت بالامس القريب بجملة اعتقالات لابناء شعبنا وحالات قمع واعتداء وهناك سياسات متقلبة وغير ثابتة يرفعون راية المقاومة وفي اليوم التالي بنعتون مطلقي الصواريخ بالخارجين عن القانون وهم تارة مع التهدئة وفي اليوم الآخر ضد التهدئة .
وعدم وضوح مواقفهم وسياساتهم من الحوار لحسابات وأجندة خاصة وييرفعون راية الاعمار بطرق وتقنية حديثة ومع الاسف لم نرى أي إعمار حتى بالطرق البدائية . والمساعدات الدولية لا تجد طريقها الى مستحقيها . وإدارة الظهر لهموم الناس ومعاناتهم وقد تصل في بعض الاحيان الى الاعتداء والاعتقال .
امام هذا الواقع المحزن وغياب اتفاق وطني وحوار جاد لانهاء الانقسام ومغادرة التمترس وراء الفصائلية وسياسة التحاصص فشعبنا أصبح الفلسطيني أمام مفترق طرق وحالة ضياع حقيقي بين سلطتين سلطة غزة وسلطة رام الله الفاقدين للشرعية .
وكذلك حال شعبنا في الداخل والخارج ومناطق 48 توجد مؤسسات الداخل والخارج على سبيل المثال مجلس تشريعي في الداخل ومجلس وطني في الخارج وهناك سلطة فلسطينية ورئيس وزراء .
وأما منظمة التحرير الفلسطينية المهمشة المغيبة ذات الدور الهش فقد ألغت السلطة دورها وحولتها الى أداة ذات دور ضعيف واستخدامي .
في ظل كل هذه التناقضات التي نعيشها فإننا نواجه عدو صهيوني استيطاني يقتلع الانسان من أرضه ويقلع الشجر والحجر ويضم الارض ويهود القدس ويبني المستوطنات وقد دار ظهره للعالم كله مستقويا ً بالامريكان .
في ظل كل هذا نحن أصبحنا أمام مهمتين رئيسيتين :
أولا ً : هدفنا الرئيسي ومهمتنا المركزية مواجهة قوى الاحتلال الصهيوني الامريكي .
ثانيا ً: مواجهة طرفي الخلاف في ساحتنا الوطنية من خلال طرح شعار مواجهة الاحتلال واسقاط طرفي الانقسام في ساحتنا الفلسطينية .
هذا يتطلب منا مهمتين رئيسيتين في آن واحد الاولى مواجهة الاحتلال برفع البندقية واحتضان المقاومة الشعبية المسلحة ضد الاحتلال وكذلك اسقاط طرفي الخلاف بالمظاهرات والاعتصام وايجاد طرق جديدة في النضال في الساحة الفلسطينية ، هذه المهمة تقع على عاتق كل القوى الوطنية وثورة الشباب الجديدة في داخل الاراضي المحتلة وفي كل دول وأماكن الشتات في العالم كله .
مستفيدين أيضا من هذه التغيرات الايجابية السريعة في عالمنا العربي والتي تصب في المصلحة الفلسطينية والمد العربي الحقيقي ، فبدأ عودة هذه الامور سيساهم في تعميق التغييرات والتبدلات الجوهرية والتي ستشمل جميع الانظمة والقوى السياسية في المنطقة .
ابو العبد
11/3/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"