هل هناك من انتفاضة هذا السؤال بات يلح علي كثيرا وانا متأكد انه يلح على كثير من ابناء شعبنا الصابر لأن الصلف الصهيوني صار كبيرا فانه ادرك بانه قد تفرد بضحيته المستضعفة دون اي رادع عربي او إسلامي وأصبح يكثر من طعناته في اجسادنا وبصورة متسارعة وكأنه اقترب من حسم قضية الفلسطينيين وليس قضية فلسطين فهو قد قرر الآن تنفيذ خارطته السياسية على الأرض وفرضها بالقوة علينا شئنا كفلسطينيون أم أبينا شاء العالم العربي والإسلامي أم أبى أم حتى شاء العالم بأسره أم أبى لأن هذا العدو قد مهد لهذه الساعة وبمساعدة قادتنا (الأفذاذ) فالرئيس محمود عباس كان يفسح المجال للعدو لاتخاذ الخطوات التي في صالحه من تمدد استيطانه وتهويد للقدس وقتل وحصار في غزة ناهيك عن الاعتقالات اليومية من غزة أيضا والضفة وتهديم للبيوت وهو لا ينبس ببنت شفة سوى التنديد والشجب حتى سلاح التفاوض الذي كان يفاخر به ويقول بانه السبيل الاوحد لنيل حقوقنا فانه قد الغاه لانه ربطه بوقف الاستيطان الصهيوني وهو يعلم بان هذا لم ولن يحصل اي ان الوضع سيبقى على ماهو عليه نحن نتفرج وهم يستمرون في نهب اراضينا الى ان نجد انفسنا بلا ارض وهو الذي اوقف المقاومه المسلحة وهو ينادي بالمقاومة السلمية وما يعنيه هنا التحرك الساكن لفصيله الدبلوماسي في المحافل الدولية لكي يتم ترويضنا بان نقنع بما يحققونه من انجازات ولكن اين هي الانجازات فلا نعلم ؟ بيد انه حصل على تأييد واعتراف دولي بجعلنا دولة في اليونسكو وبعد ستون سنة اخرى من العذاب يمكن ان نحصل على مقعد في "الفنون الجميلة" وهذا أيضا نصرا كبيرا مقارنة بمائة وخمس وعشرون عاما وستون تجرها ستون الى ان نحصل على مقعد متحرك مخصص للمقعدين هذه هي انجازات الرئيس عباس فانه دمر البنيه التحتية لكل الفلسطينيين ولم يبقي لهم شيئا سوى النزاعات الداخلية وتمييع لقضية اللاجئين وعدم تمكيننا من المقاومة لا السلمية ولا المسلحة بحجة انها قد خربت بيوتنا كما كان يعلنها دائما اي دعوا الصهاينة ينعمون بالسلام وبالارض التي اغتصبوها منا ولنجعل خدودنا مداسا لنعالهم فماذا حصلنا من هذه السياسة التي لم تعد نسخة واحدة من خارطة فلسطين لا في المحافل الدولية ولا في المحافل العربية والاسلامية فقد استبدلت بغزة والضفة الغربية وهو الذي تمسك بالاعتراف بدولة (إسرائيل) التي لن تعترف بنا حتى كمواطنين من غير دولة وأيضا ساهمت هذه السياسة في محاولة نزع اسم فلسطين من نفس كل فلسطيني فالكثير من الناس عندما يشيرون الى أرضنا يطلقون عليها اسم (إسرائيل) وبعدما كل هذا الخراب أطل علينا الرئيس محمود عباس بأنه ينوي الاستقالة لأنه قد كبر في العمر ، أما الأخ اسماعيل هنية فلقد اعتزل في غزة مع مناصريه ومناصري حماس الابرياء وأعلن مشروع المقاومة المسلحة عن طريق تقسيم شعبنا الى قسمين حمساوي وفتحاوي وصار يوجه السلاح إلى صدور الفتحاويين الذين هم من استفزوه لينشق عنهم ويدفعونه إلى أحضان إيران ليتم تنفيذ أجنداتهم البعيدة كل البعد عن تطلعات شعبنا بالحرية والتحرير ، والمقاومة المسلحة التي نادى بها مرارا وتكرارا من ضمنها إطلاق الصواريخ وتكون ردة الفعل (الإسرائيلية) عنيفة جدا ليس لأن تلك الصواريخ أذتها بل لتكريس مفهوم بأن المقاومة المسلحة لا تجلب سوى الدمار لشعبنا وبذلك تكون سياسة الأستاذ اسماعيل هنية والأستاذ محمود عباس قد رسخت فكرة عدم جدوى المقاومة المسلحة وهذا ما ترمي إليه إيران والصهاينة ، وبعد المظاهرات التي خرجت في الأراضي الفلسطينية والتي تطالب بانهاء الانقسام تظاهر القادة الفلسطينيون بأنهم سيستجيبون لهذا المطلب فعقدوا الجلسات واحده تلو الاخرى وعند ساعة الحسم والتوقيع يخرج كل طرف بحجة جديدة فتارة فتح تقول ان غزة اهانتهم على الحدود ( وكأن لنا حدود ) وانها أهملت الوفد الفتحاوي وجعلته ينتظر لساعة وكأنهم لم ينتظروا ثلاثا وستون عاما وهم يتوسلون ويتسولون في اوسلو وما سبقها وما لحقها ، المهم وبعد تدارك هذه المسالة يتفقون على المصالحة مرة أخرى في الدوحة وهذه المرة يطل علينا اعضاء قيادة حماس بقولهم ان الحكومة التي ستقودنا بقيادة عباس يجب ان يكون فيها وزراء من حماس والا فلا مصالحة والغريب ان عمر هذه الحكومة هي خمسة اشهر ومن ثم تجرى الانتخابات اي انها ستحل فأي وزارات وأي مناصب التي ستعيق لم شمل كل الفلسطينيين في وحدتهم لا نعلم ماهذه القيادات التي باتت ملهية عن آلام شعبنا وعن اللاجئين اللذين باتوا لايتعرفون بهم ولا بقضية فلسطين كلها وصاروا يحلمون بإقامة وهوية في أي دولة اخرى وهنا أقول هل هناك من انتفاضة تنظف الجسد الفلسطيني من كل تلك الشوائب وتتوحد تحت فوهة بندقية ملتزمة بان لا توجه إلا إلى صدور قاتلينا ومن يعاونوهم في قتلنا وتشريدنا فلا (إسرائيل) ستعيد لنا حقوقنا ولا إيران وغيرها سيدافعون عن الأقصى الذي لا زال يتعرض للانتهاكات ولا حسن نصرالله يرغب برؤية وجه أي فلسطيني على وجه الأرض ولا الغرب والاوروبيين سيلتفتون إليك إلا إذا ما أرغمتهم وأجبرتهم على سماع صوتك حتى نتمكن في أن نجعلهم هم من يهرولون خلفنا ويقدمون التنازلات لنا فهل من انتفاضة نعم هناك انتفاضة لكن متى ألم يحن وقتها منذ الأمس أو حتى الان لان التاريخ غدا لن يرحمنا يا شعبي الصابر .
محمد كمال من قبرص
26/2/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"